Friday, April 28, 2006

سيرك عمار / بسوط: عمار يزلي


فضح مكة

لم أجد يوما أحسن من هذ اليوم ولا سنة أحسن من هذه، لأفتح "مكة"،وأعيد كتابة التاريخ بالجغرافيا!..
قلت:هذه بداية رأس السنة العربية،وهذا هو أول محرم ..وبعد 10 أيام سيكون عيد عاشوراء..وما فاتني يوم عيد الأضحى .."أخلفه" في عاشوراء!..
فهذه المدينة التي طالما استهوت عبدة الأوثان باسم الأوطان..وتغنى بها ومنها وفيها..شعراء ومطربي (قلة) الراي..ومن لا "راي" ..ولا "راية"..لهم..والتي تحولت إلى قبلة للمتاجرة بالمفاجرة..بعيدا عن المغافرة ..لا يمكنها إلا أن تعود قبلة وطنية غير وثنية..لا سيما بعدما سقط تمثال "مناة"..الذي رفضت بسببه دخول "بكة" وهو شيخها المكلف بالسقاية والرفادة..وزيادة..
حضرت للعودة إلى المدينة عاصمة الجهة التي أخرجتني منها "قريش"..ثاني اثنين..باتجاه "المدينة"..بحثا عن "أنصار" من عرب ونصارى ومجوس..ومن لا دين لهم ولا ملة..بعدما فقدت الأمل في إيجاد (ميشيل) عون من هذه المدينة التي نهبتها القبائل الضاعنة والأعراب وبنو سليم والأثبج ورياح..والمعاقيل..كما نهب وحطم بنو سليم القيروان في القرن الـ 11!..
لقد تفاجأت أثناء زيارتي الأخيرة لهذه المدينة أثناء "العمرة"..الأخيرة مع "الصحابي" العليل.."أتاك الشراك"..وقبلها أكثر أثناء حجة الوداع الأولى..لهول ما أصاب أهلها من نكوص ومسكنة أمام التجاوزات التي مورست ضد مدينتهم :عمرانا وعقارا وأراضي وأملاك..وخرابا وسلبا ونهبا..!حاولت أن استنهض فيهم همة قريش العتيدة بعيدا عن العصبية الجهوية..ولكنهم ردوا علي بالهتاف..إلى حد أني كدت أن أضرب جد أم أحد كهنة معبد العلم ..
هذه المرة، قلت في نفسي..سأجعل من هذه الزيارة الميمونة..فتحا مبينا وحجة وداع..وسأخطب في "الطياطر" أمام مامي (وسأغني معه أيضا..)..بمباركة المثقفين وبعض الجامعيين وباسمهم جميعا ودون أي استثناء..سيقدمون لي الولاء والطاعة (العمياء)..ويقولون :سمعنا وأطعنا غفرانك سيدنا وإليك المسير!!
وهاهي مناسبة يوم الهجرة ..وهاهو أول محرم..وهاو يوم عاشوراء..وهذا أنا ذا أدخل "مكة" فاتحا!..(فم الكثيرين!)..بالهتاف والزغاريد..مشفوعة بسلسلة من التدشينات (صديق أستاذ جامعي بروفيسور..قال لي ساخرا:منذ سنوات وأنا تحت ضغط زوجتي من أجل استبدال الثلاجة العتيقة المهترئة بثلاجة جديدة..دون أن أجد لذلك سبيلا..إلى أن جاءت زيارة الرئيس.. فقلت لها اليوم سأغتنم الفرصة وأشتري لك الثلاجة..لكي يأتي الرئيس لتدشينها!.. فلقد رأيته أمس يدشن مبنى لأحد الخواص..لعله يدشنها في طريقه!)..
الفتح كان رائعا..! استقبلني سكان القبلة بقلوب مفتوحة..(لعلنا نفتح بالمستشفى الجديد جناحا لجراحة:"القلب المفتوح"..فقلوبنا كلها مغلقة!)..وبعواطف مجروحة..وبحناجر مبحوحة..وبأسماء ممسوحة..وبالعياط من "السطوحة"..واستقبلني معهم الأغنياء والأغبياء..والطنوحة..بالعطور وماء الورد والفوحة..والمثقفون في الطياطير والفنانون والشيوخة..والقلايلية والمداحة ومن داخو عشرين دوخة..! والعمال والعاملات,, عليها..!..والسياقات والسائقات..اللي فيها..والإداريون والساياسيون..والبزاسة..! والحماية ورجال الحراسة والحمامجية والكياسة والمستثمرين واللحاسة..وجناح المصلحين والحماسة والرنديون..وبعض الفياسة..!
استقبال في منهي الحفاوة..والشكاوى..ومطلبهم بالترشح للرياسة..تحت أنغام مامي ودرياسة..
فرحت أيما فرح.. ورحت أخطب:يا أهل "واه"..ما عساني أفعل بأميركم الذي أدخل السجن دون سواه..؟..فرد علي البراح "الشي خنونة":خيرا يا مرشح الله!..أخ كريم وابن أخ كريم!..فقلت لهم:اذهبوا ..فأنتم المطلقين!..(لم يفهموا ما أمرتهم به)..فراح آخر يسألني: نحن نساند ونبايع..فلم التطليق وهو أبغض الحلال عند الله؟..فقلت لهم:من دخل لجنة المساندة فهو آمن.. ومن دخل الأرندي فهو آمن..ومن دخل التحالف الرئاسي فهو أمن..ومن دخل فيّ بكلمة فلا يأمن عواقب الأمور..أغربوا عن وجهي..فكل من تعامل مع جلولي..يعتبر ضد جل جلاله!
ولم أفق إلا على جهاز التلفزيون وهو يعرض لمدة ثلاثة أرباع الساعة صور "فضح وهران" وزوجت عند رأسي تصفق وتزغرد وتدعو للرئيس بالفوز السحيق ليعيد للجزائر الزفير بعدما ضاق فيها الشهيق..وكثر ..على قلته..النهيق!

فبراير 2004

0 Comments:

Post a Comment

<< Home