Saturday, December 31, 2016

أستر "ماستر" الله

أستر "ماستر" الله

عملا بسياسة "الجامعة للجميع"، قررت أن أرفع المستوى التعليمي والتكوين للجزائريين بأن أدخل الجميع إلى الجامعات انطلاقا من الجوامع! يتم تسجيل المواطنين في الجوامع المعتمدة رسميا ولها عقود مع الجامعات مثل التسجيل للحج إلكترونيا ويدخل الجميع إلى المدرجات الجامعية من البيت بدون الذهاب إلى الجامعة! يدرس كل مواطن، حتى من لم يدخل المدرسة قط.. ولا فأر! يقبل في السنة الأولى بعد اجتياز شهادة الباك بتخصصات محددة بحسب نوع عمل المرشح: عجوز عاطلة "ما نجمتش تخدم": باكالوريا مناجمنت! ماصو متقاعد: باك صيانة. عاملة نظافة: باكالوريا صحة. إلخ..امتحان شهادة الباك يكون بالإجابة عبر الإنترنت على أسئلة بنعم أو..لا: متى ولدت؟ في هذا القرن.. أم في القرن الخامس قبل الميلاد؟ في أي سنة استقلت الجزائر عن فرنسا؟ 1962 أم سنة واحدة بعد 1961؟ وأسئلة أخرى من هذا القبيل.
في الجامعة، وبدون أن تدخل للجامعة، تسجل نفسك في جامعات خاصة التي لم يبق غيرها بعد أن أغلقت الجامعات الحكومية العمومية وفتحت "جوامع بريفي" يكون التعليم فيها بفلوس ومن البيت عن طريق الإنترنت: أي جامعات "مفضوحة"! بعد 3 سنوات من "لتشاش" واللعب والفيديو والغناء والفن والأفلام، تحصل على شهادة ليسانس.. أو مازوت! ثم ماستر الله يستر ثم دكتوراه! الطب يكون في 4 سنوات فقط وتحصل على لقب طبيب دكتور في الطب الحيواني العام، وبعد عام تحصل أتوماتيكيا على شهادة "DEMS" طب بشري متخصص (في العموميات)!
والآن، جاء وقت الباك للجميع ودخل الجميع إلى بيوتهم لاجتياز الباك للحصول على هذه الشهادة القيمة التي تسمح للجميع أن يكون جامعيا: من الجامع وإلى الجامعة..ما تجمعش ولا جمعة! نقضي على الأمية والجهل ونرفع المستوى إلى أعلى درجة حتى يصبح اقل واحد درجة حاصل على ماستر! وكنت أنا من وضع الأسئلة لكل التخصصات باعتبار "أمي عصامي"! أي تعلمت الجهل والأمية بدون معلم منذ كنت صبي! الجهل من عند ربي! دورجين! لهذا اخترت لكي أشرف على تطوير العلم!
أحصيت 10 تخصصات في الباك! كل تخصص وضعنا له سؤالين: واحد اختياري والثاني مش إجباري!.
ـ  في تخصص رياضيات، دخل الباك كل من يحب يحسب ويتفيهم في الحساب وحاسب روحه يعرف يحسب وحاسب باللي ما يتحاسبش! وما حاسبش الدعوة للحبس! دخلها التجار والمقاولون الأميون العرب والبربر والعجم، وأميي الناس وأميات النساء! والسؤال الاختياري كان: حسبي الله ونعم الوكيل. أحسب كم فيها من حرف.  السؤال غير الإجباري: اجمع حروف اسمك إلى لقبك وإياك أن تخطئ في الحساب، لأنك لو أخطأت لصححنا لك الخطأ وحسبنا لك العلامة كاملة!
ـ تخصص علوم طبيعية: السؤال الاختياري: اختر سؤالا من عندك وأجب عليه وإذا لم تتمكن، أطلب المساعدة وأنقل من الإنترنت. السؤال غير الإجباري: ما لون الدم؟ أحمر أم أبيض.. وإياك أن تخطئ وتقول أبيض!
ـ سؤال الفلسفة: السؤال: أجب أولا تجب على السؤالين: ما معنى الخوف من الله؟ هل هي شجاعة أم بطولة؟ إذا قلت شجاعة فلك العلامة الكاملة وإذا قلت البطولة فلك مثلها.
ـ سؤال لغات أجنبية: اكتب اسمك بالفرنسية وإن أخطأت فلك أجران وإن أصبت فلك أجر زائد أجر!
ـ سؤال العلوم إسلامية: ما هي أركان الإسلام الخمسة وهي الشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا! وإياك أن تغلط! فإن أخطأت، فسوف نعطيك نقطة كاملة!
ـ سؤال التاريخ: ما هو تاريخ ميلادك! يمكنك أن تستعين ببطاقة التعريف الوطنية البرومترية أو الباسبور أو شهاد ميلاد "أس دوز" أو أي وثيقة. كما يمكنك أن تنقل وتغش!
ـ سؤال الجغرافيا: كم تلبس في الصباط؟ أنظر المرجع أسفل رجلك وأنقله حرفيا وحذار من الخطأ. والرقم الذي تقدمه نصدقه ولا نكذبك! فأهل الكرعين أدرى بأحذيتهم!
ـ سؤال اللغة العربية: أكتب جملة فصيحة، تمدح فيها وطنك المفدى مثل هذه الجملة: وان تو تري فيفا لا لجيري! وإن لم تجد فردد نفس العبارة في نفسك 3 مرات واكتبها مرة واحدة والله الموفق!
هذه الأسئلة الصعبة، سمحت لنا باختيار أحسن الإطارات السامية التي ستسير البلاد بالعباد والعباد بالبلاد..وتسير بها قدما..نحو...هاوية مستقبل بلا عماد! وسمح لنا أن نرفع نسبة النجاح في البكالوريا لكل مواطن إلى ما يعادل 150 في المائة! (بعد أن دخل "الأحرار" من العبيد والأفارقة الزنوج في الامتحانات عن طريق قنصلياتنا في بلدانهم وفي بلدنا إذا كانوا لاجئين! نكونهم من أجل الالتحاق ببلدانهم كوزراء وأمراء ودكاترة في الطب نتاع بطي!)
لم نواجه أي مشكل في الدخول الجامعي، لأن كل من لم يفوقه الحظ في الدورة الأولى والثانية (لذلك نضمنا دورة ثانية لإنجاح الراسبين ومن لم ينجح في الدورة الثانية، دبرنا له استدراكا آليا ينجحه بالسيف على أمه!)، هكذا ألتحق كل مواطن بمقعده في البيت الجامعي! مجمع في بيته وهو في الجامعة! يطالع في الأنترنت ويتفرج على الأفلام وتطرح عليه في نهاية السنة أسئلة الامتحان، مثل أسئلة الباك أو اصعب قليلا مثلا: هل أنت راض عن التعليم ؟ نعم أم ..لا! إذا أجبت بنعم.. فبها ونعمت.. وإن أجبت بـ لا.. تحسب لك "نعم"!
في مجال الطب: خرجنا دفعات عدة: دفعة تد

فع دفعة حتى صار الناس نصفهم أطباء! مع ذلك زاد المرض لست أدري علاش؟ والأطباء هم أوائل المرضى! يموتون بالمرض الذي لم يداويهم طبهم! الطبيب يتعلم كل أشكال الطب: كيف يضرب الإبرة..ويخطأ العضلة ويجيبها في العصب والعظم! كيف يقيس لاطاسيون ودرجة الحرارة بوضع الترمومتطر المناسب في المكان المناسب ولا يحصل على درجة الحرارة المناسبة، فينسبها إلى آخر!  يعرف كيف يقوم بالتحاليل فيجد في بول الرجل ما يفيد أنه حامل في شهره التاسع! وما إلى ذلك من التففن في العلم الطبي! يكتب لك دواء لا تجده وإذا وجدته، يكبرون عليك أربعا بعد يومين..والدفن عصرا وهو رجل!

وأفيق من حامي المفزع وأنا أقرأ " إقرأ ".

فبراير 2016