Monday, July 04, 2016

"الوخدة" الأوربية



"الوخدة" الأوربية
 
ما تعيشه الساحة السياسية هذه الأيام، أمر لا نرى من خلفه إلا العتمة! وكأننا نعود إلى الخلف: خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء! يحدث هذا في الباك وتحت قبة البرلمان في عز جفاف سياسي وكراسي فارغة وقوانين تبدو وكأنها محضرة في مطبخ عهد الحزب الواحد! في المقابل، هناك تحركات غير واضحة النوايا والمقاصد و"سراع" سياسي اقتصادي وظهور إعلامي مفرط لقيادات لم تكن تظهر إلا نادرا.
في هذا الوقت، يشهد العالم تحولا جديدا، خاصة على المستوى الأوروبي بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد! هذا في الوقت الذي نعمل فيه نحن على الدخول في شراكة قوية مع الاتحاد الأوروبي وبأي ثمن!
نمت على هذه التساؤلات، لأجد نفسي أرعى دخول الجزائر إلى الاتحاد الأوربي من الأسفل! فلقد قلت لهم: أعطونا مكان بريطانيا العظمى، نحن أيضا عظماء، وقمنا بثروة كبرى!! قالوا لي أن هذا غير ممكن ولابد من إصلاحات عظمى وتنازلات كبرى! قلت لهم: كل ما طلبتموه منا فعلناه: كسرنا البلد، وطبقنا الرأسمالية المتغولة، وغيرنا منظومتنا التربوية ولغنتا الوطنية وشككنا الشعب في هويتنا وحاربنا الإرهاب بدمائنا لأجلكم وقضينا على التدين السياسي وأمما المساجد وطبقنا العلمانية على المنابر، قلصنا هامش الحريات غير المجدية الإعلام ودجنا الأحزاب، منعنا الهجرة وصدرنا لكم النفط بنصف ثمن في عز التقشف! قالوا لي، كل هذا غير كاف: شعبكم مسلم ولا نريد أن نرى أوروبا مسلمة، يكفي ما عندنا منهم! إنما يمكنكم التعاون معنا أكثر بتشجيع الاستثمار بدون شروط وتشجيع الاستيراد كما كنتم في البداية وأكثر! أنتم بحاجة إلى استهلاك لا إلا إنتاج وتصنيع، لأننا نحن من نملك قاعدة التصنيع أما أنتم في الجنوب، فتكتفون بالاستهلاك، حتى الأخلاق والدين وقوانين المثليين وحرية المرأة المطلقة، المتزوجة والمطلًقة!
هنا، طلع لي "الزبل" كجزائري، وقلت له: موافقون لكن أيضا بشرط: لن ندخل في الاتحاد بدون ليبيا وسوريا واليمن!: نطالب بإلغاء التأشيرات على كل مواطني هذه البلدان إلى أوروبا! كما نطالب بحرية تنقل الأشخاص والبضائع بين بلداننا هذه ودول الاتحاد بالبيجامات!
لم يجيبوني على هذا الشرط الأخير، لست أدري، ربما رأوه تعجيزيا على مستوى القارة العجوز هذه! أرسلت لهم "صفيرا" فوق العادة وهي زوجتي وقالت لهم بالعربية الدارجة التي لا تعرف غيرها: "ياندخوا في بلاصت بريطانيا ونصبحوا كيفنا كيفكم .. وإلا عاد شوية خير منكم وإلا نقطعوا النفط ونطلقوا عليكم الحراقة، والله حتى يحرقوكم كلكم!" عندنا ردوا علي عبر سفيرة لم أستقبلها واستقبلتها زوجتي (بهراوة ولسان طويل قد هاااااك!). السفيرة إياها جاءت بشرط جديد: "نقبل عضويتكم كعضو ملاحظ، لكن اليمن وليبيا وسوريا، يرحم بوكم خلونا منهم!" زوجتي لم ترد واكتفت برفع الهراوة، عندها قالت السفيرة: لماذا ليبيا؟ قالت لها زوجتي: لأنها كانت "جماهيرية عظمى" وقت القذافي، وأنتم اللي وصلتوها لهذا "الموصل" كما في العراق! ..وفرنسا بالذات! واليمن؟ كان يسمى اليمن السعيد، ها وين وصل بسياستكم ومحاصرتكم ومقاطعتكم لإيران! وسوريا، مش فرنسا اللي قسمت العرب وقت "السيكس" مع "البيكو"؟ وأخذت هي سوريا ولبنان؟ هاو ين وصلت التركة نتاع بريطانيا وفرنسا في الشرق الأوسط..الله ينعل اللي ما يحشم يا كمامير الشر! أحنا نروحوا نحلوا الحدود مع المغرب ولا هذا الهم نتاعكم.. هيا عفطي علي!
وأفيق وأنا أقول لزوجتي التي جاءت لتوقظني لإفطار المغرب: عفطي عليً أنت  والمغرب نتاعك!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home