Monday, July 04, 2016

التطور نحو التخلف



التطور نحو التخلف


 

البرلمان عندنا، يبدو وكأن "أسدا يجري من خلفه"!  ويفكر بعقلية "مطبخ رمضان" في آخر لحظة قبيل الآذان! ترسانة من القوانين على مائدة إفطار لصالح صناع القرار، تبرمج دفعة واحدة ـ على ثقلها ـ في عز رمضان وعطلة مجانية وتعطيل وتعطل العمل البرلماني برمته! البعض عاد إلى الكراسي الفارغة يبدو أنه بضغط من أحزابها (الحاكمة) أو خوفا من حل البرلمان الذي لم يبق في عمره إلا أشهر! (فما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟).
يتزامن هذا مع حقنات احتقان إعلامي واضح، خاصة بعد تنصيب سلطة "الضباط" الذين سيكلفون بلعب دور السلطة ـ من خلال "استقالة" السلطة إياها ـ في ضبط "سلوك" وخيوط السمعي ـ البصري بغرض "تطهير" المجال من "من لا مجال لهم في الإعلام"! خاصة وأن الوزير الأول كان صارما يوم تنصيب سلطة الضباط المستقلين في ضبط السمع والبصر (ولم يبق إلا الفؤاد!). البعض يقرأ العملية وكأنها عودة إلى ما بعد توقيف المسار الانتخابي، في 92، والانقلاب على إرادة الشعب في الاختيار الحر وغير المزور..ولأول مرة في تاريخ الانتخابات الجزائرية، ويعللون هذا بالحملة ضد بعض المنابر الإعلامية المكتوبة والمرئية التي سبق لها وأن عانت من نفس التضييق عند كل حملة رئاسية، خاصة صائفة العهدة الثانية!، فيما يرى البعض بأن المسألة لا تتعلق سوى "بترتيب أوراق" و"تضبط" من كان غير منضبط، خاصة في بعض القنوات! لكن هذا أيضا له من ينتقدوه! فالعمل غير المهني، المهين، في الإعلام نراه أكثر في بعض القنوات "الدعائية" الخاصة المحسوبة على السلطة، لكنها لن تجد من يقول لها أنك غير مهنية! فما دامت تدافع عن السلطة بكل ما أوتيت من "سلاطة"، فستدوم ، إن دامت لغيرها! لهذا، فالمعادلة ذاهبة نحو معادلة ذات مجاهيل عدة: سلال يفصًل وسعداني يخرًد، حداد يحدًد والسعيد يبرًد! قرين يعجن، ولوح "يطيًب"! والحكومة "تشدًق" والشعب مهرًد!   
نمت على حالة التململ السياسي الإعلامي هذه، لأجد نفسي أجمع حولي أبنائي البررة وأمهم "باربارة"، فيما استبعدت ربائبي المرَرَة وأمهم سوداء الكمًارة! قلت لهم: يا أبنائي الأعزاء، اليوم أكملت لكم ديونكم، وفتحت لكم عيونكم بعدما ملأت لكم جيوبكم! وإني تركت فيكم هذا البلد وما خسر، وهذا الكرسي وما وتر، فاجمعوا أمركم وخذوا حذركم ممن يأتي بعدي ليبعدكم! فو الله إني أخاف عليكم الضياع، وبيع القطاع بسقط المتاع، ورد الصاعين بـصاع، وانقلاب عليكم الرعاع، وتتخلًط الدنيا "بكلب كراع". فصونوا الأمانة واحفظوا مفاتيح الخزانة ممن لم يسرق من الخونة، واحموا حدودكم من عدو الميسرة والميمنة، وأغلقوا أجواءكم ضد القرصنة، واتحدوا كلكم  ككهان المعبد وكسدنة. اقتسموا ما تبقى من مال اليتامى وانكحوا الصالحات من غير الأيامى. فقد كبرتم بمال "لاتريت"، وهرمتم بفضل مال آل البيت. فلقد صرتم "رجال نساء" أعمال بفضل سوء السلوك وحسن التصرف! أغنياء عن التعرف، فيما صار أنصاف إخوتكم "أغبياء" من التعفف! صرتم طبقتين بعد أن كنتم واحدة، وكنتم لا شيء قبل أن تزل عليكم المائدة!. كلوا وتمتعوا بلا رد للجميل، وما "شاط" وهو القليل، أتركوه لمن خلفكم من هذا الجيل. زيروا سراويلكم حتى لا تطيح، وامتنوا لي واثنوا علي بالمديح ..  ثم "عفطوا" علي واتركوني أستريح!
وأفيق وأنا أكمل "التهتريف" وزوجتي (الأولى) تسمع: يا أبنائي من زوجتي الثانية، بشراكم، لكم الإرث وحدكم، بعد حياتي الفانية!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home