Saturday, December 12, 2015

الأرملون للأرملات




الأرملون للأرملات!


وجدت نفسي بعد أن صار 7 وزراء من حكومتي "نوبا" جددا..أقوم ببعض الترتيبات لإطالة عمر الحكومة إلى حين استثبات الأمر ودفع المرتبات للنواب لكي يقتنعوا أنه عليهم الصمت والسكوت وغلق المردوم..وإلا فإنهم سيندمون!.
7 وزراء كانوا نوابا سابقين فتوزروا...ثم ما إن جاء وقت الاستحقاق النيابي الثاني حتى ترشحوا ليعاد توزيرهم..مدركين أن الرئيس يغرف من إناء البرلمان لملء صحن الحكومة..وكأنه لا يوجد في البرلمان إلا قادة الأمة ونخبها وما هو خارج البرلمان غثاء!
قمت بإقالة الوزراء السبعة الذين صاروا نوابا ..ولم أترك لهم الفرصة للاستقالة! فنحن لازلنا في زمن اعتبار الاستقالة ممنوعة والإقالة واجبة! ثم إن العرف السياسي عندنا حول من طلب الاستقالة إلى عنوان "خيانة".. فعوض طلب الاستقالة وفي أحسن الأحوال بما يسمى "طلب إعفاء"..! أي أن يطلب المسئول من الرئيس أو المدير..أو الوزير.."إعفاءه" من منصبه للأسباب مبررة..! أي أنه هو من يتبرع برأسه للقطع من طرف المسئول المباشر.. الذي يقبل طلب الإعفاء.. ويقيله! وليس هو من يستقيل من تلقاء نفسه!
فالاستقالة شيء.. والإقالة شيء آخر! ثم أن الاستقالة المفروضة على الرئيس..هي عنوان ورمز "ردخ الباب" مما يترتب عنه فقدان الامتيازات السابقة..في حين أن "طلب الإعفاء" هو ترجي وتوسل، في صيغة مؤدبة... بأن يبقى الرئيس للمستقيل امتيازاته ولا يغضب عليه ولا يعتبره خائنا..ويقدم له رأسه على طبق من ذهب ليفعل بها ما يشاء..!
هكذا، تحصلت على طلب إعفاء من الوزراء السبعة..لأن منصب وزير( في حكومة مقبلة على التغيير)، يتنافى مع منصب برلماني (لحكومة في منصب التكوين)!.فماذا أفعل لأتحايل على القانون .بالقانون..وأنا أرغب فعلا في بقاء هؤلاء الوزراء في الطاقم الحكومي المقبل؟..سوف أقوم بألعاب بهلوانية..!شطرنج..أكروابات!..أبعد الوزراء السبعة بالإقالة وليست بالاستقالة، أي فقط بطلب "إعفاء" لكي يضمن لهم العودة في الحكومة المقبلة..!واحتراما لقانون عدم شغل منصبين في نفس الوقت! لكن كان علي أن أشغل 7 وزراء باقين بسبع وزارات بدون وزراء!..ولكي لا يشعر أن الوزير بحقيبتين صار شبه وزير أول!..فقد عمدت إلى منح وصاية كل وزارة أرملة..لوزير أرمل!..بمعنى أن لا تكون الوزارة الثانية المكلف بها هذا الوزير..داخلة في تخصصه واهتماماته، حتى لا يشعر بأنه وزير متعدد التخصصات!..كما كان سائدا في السابق!..وكذالك لأبين للجميع أن الوزارات يسيرها أيا كان!..وتستطيع أن تسير حتى بدون وزير! لأن الوزير المكلف بوزارتين..لن يعمل في الوزارة المضافة سوى على الأعمال الروتينية: خلصة...تسيير إداري..وفقط!
وهكذا، وحتى لا يشعر الوزير إياه، أنه صار في مرتبة "ذي الوزارتين"..أو "رئيس الوزارتين"!، قمت بتكليف "وزير الأرض..وتامارة".. بوزارة "كور وأعط للأعور".....وكلفت وزير "كثرة المرض وقلة الدواء"، بوزارة الأوقاف وتسيير المقابر..وكلفت "وزير الشكارة"  بوزارة "كثرة الظلم"... وكلفت وزير قدماء جدد المحاربين..بوزارة "الشباب اللي شاب قبل ما يشيب"...
وهكذا دواليك...في انتظار أن يهدأ لغط تزوير نتائج التشريعيات..لتعود حليمة إلى عادتها القديمة... وتعود المياه (العفنة).. إلى مجاريها...
وأفيق من نومي وأنا أصرخ: ما نديش وزارة هجالة...(زوجتي..سمعت فقط "هجالة")..فراحت تستجوبني ليوم كامل عن "شكون هذا الهجالة" اللي راك باغي تديها!...
9/6/2012

0 Comments:

Post a Comment

<< Home