Saturday, July 14, 2018

ممارسات 8 مارس


ممارسات 8 مارس
المناسبات الدولية صارت عندنا "أعيادا"، يحتفى بها بغير الهدف الذي أسست لأجله هذه المناسبة! والسبب هو التقليد بدون فهم ولا بحث في أصول الأشياء. 8 مارس على سبيل المثال، صار هذا اليوم كغيره من المناسبات الدولية وحتى الوطنية والدينية، عنوانا للاستهلاك! إن لم يكن في الأكل واللبس، ففي المظاهر والاحتفالات وتجارة الورود والهدايا! مناسبة حق أريد بها باطل! فالنساء اللواتي رفعن شعار الخبز مع الورد في بداية القرن 20، وقبل في 1856، إثر خروج النساء العاملات في أمريكا للتنديد بالاستغلال الذي كان يمارس ضدهن أرباب العمل مع أجرة زهيدة تعادل أجور الأطفال الذين كان مسموح لهم الاشتغال رغم أنهم قصر! المرأة كانت مضطهدة ولا تزال، و لو أن الاضطهاد صار ألعن، لما دخلت المرأة سوق العمل كبضاعة بعد أن أجبرن على الخروج من بيوتهن وترك تربية أبنائهن! إنها المأساة: أن تحرر المرأة ويطلب منها أن تعمل لسبب بسيط أنها يد عاملة رخيصة وبضاعة وسلعة تعرض! هي أرذل ما يمس من قيمة المرأة المكرمة المحترمة المصونة! نساء اليوم وعاملات اليوم، لا زلن لم ينلن حقوقهن، كما أن الذكور لا يزالون يبحثون عن عدالة اجتماعية! لكن المرأة في مجتمعاتنا تعاني الأمرين! لهذا، فمناسبة 8 مارس للمرأة العاملة، إنما هي مناسبة خصصت منذ أول مؤتمر لهم في 1945 بباريس، بغرض المطالبة بالحقوق والمساواة مع الرجل: ليس في الصفات كما صار الحال رغم أنه من المحال، بل في الحقوق والواجبات أيضا!
واجب الحفاظ وتربية الأطفال! الحماية من التحرش، الحق في الكرامة وفي التحرر من عبودية الذكر لها واستغلال الجسد كسلعة والتي يراد لها من طرف الذكور أساسا أن تكون!
نمت على وقع المناسبة قبل بضعة أيام لأجد نفسي أمام زوجتي وهي ترمي لي المنشفة وتترك لي الكوزينة والبيت و4 بنات و3 أبناء في كفالتي، لأنه هذا اليوم هو عيدها! قالت لي: طيب للأولاد ولنفسك! أنا مدعوة لحفل في قاعة الحفلات والأكل خالص من عند الرجال! مش كيفك عمرك ما عرضتني للعشاء في رسطوران!
قلت لها: وعلا شراكي رايحة من الصباح؟ ياك عاطينكم غير نصف النهار السفلي! هذا كل ما ولات المرأة تسواه؟ غير النصف السفلي من يوم واحد في السنة؟! قالت لي: الصباح نحوسوا والعشية نرقصوا!
ضربت أخماسا في أسداس وقلت لأبنائي: راها عندكم الليبيرتي! كل واحد يدير واش حب! وتعالى ياحبيبي تشوف الدار كي ولات في المساء!: الفراش، المواعين، الماكلة، في كل مكان. الوسخ في الحيطان، في الزجاج على الأبواب! الماء يسيل، المرحاض فايض!
كل واحد فعل ما بدا له وأكل ما وجد! أنا لم أخرب في شيء! هذا ياكل سنادويتش عدس بالخبز، هذا طاطم القوطي في الكسرة! هذا يشرب قهوة بالحليب بالقاطو نتاع شهر! هذا يخلط، هذه ترون! هذا بيض مفقوس هذه قشور بطاطا في الأرض، هذا سكر مزلع هذا حليب مدفق! الفارينة في الأرض تحسب طاح الثلج في بيتنا!
لما عادت زوجتي في المساء متعبة،  من الرقص! مبهرجة، مزوقة، ميطاليزي، وجدت دار لقمان..في خبر كان! يا حسراه النظام والتنظيم، يا حسراه النظافة! هذا ولالها هنا! طاحت عند الباب مغاشية، وما زلت إلى اليوم في الفراش! ودار لقمان حال حالها! ها.. باش تزكري في، حتى أنا نعرف كيفاش نزكر فيك! الرجال قوامون!
وأفيق وأنت قاعد!
8 مارس 2018