Saturday, July 14, 2018

تاخير الزمان!


تاخير الزمان!



التحولات السريعة والمفاجئة، التي عشناها خلال 15 سنة الأخيرة، غيرت كثيرا من عادات وسلوك المواطن في كل المجالات. واليوم، مع التقشف، لم نعد نفهم ماذا نفعل وكيف نرشد استهلاكنا  وطبائعنا، بل أننا صرنا نحن إلى الماضي البعيد قبل القريب رغم أننا كثيرا ما نا ننتقده. كما يبدو لنا أن الناس تغيروا فيما نحن لم نتغير!
وجدت نفسي جوار صديق كهل يقول لي: سمعت يا شيخ؟ حتى حاجة ما بقات كما زمان! تعقل بكري؟. المراية كنا نشروها بعشرين دورو! بصح كانت مراية! يبان فيها وجهك مليح وشباب! اليوم المرايات هذوا نتاع "لامبورطاسيون"، كي تشوف فيهم، تحسب راك تشوف في وجه واحد آخر كبير عليك! بنادم ما يبانش مليح! يبان وجهك مكمّش، مشوط، تحسب بوزلوف! قلت له: عندك الصح يا الحاج! كل حاجة تغيرت في هذا الزمان! اليبرة، كانت بكري تجي فيها العين كبيرة قد هاااك! اليوم تدور على العين، ساعة ما تجبرهاش! الخيط ولاو يديروه كبييير! ما يبغيش يدخل! رد علي: أنا يبان لي عاد، ليباري ما ولاوش قاع يديوا فيهم الثقابي! أنا نجي نخيط مرّات، ساعة وأنا ندور على عين الإبرة ما نجبرهاش! نبطل! قلت له: هذا هو تاخير الزمان، ولينا نقولوا لأولادنا جيبونا ذيك الحاجة، ما يجبروهاش! ينساو وين داروها! يعياو ما يحوسوا وما يجبروهاش، نعياو نستناو يجبروها وكي ما يجبروهاش، نسمحوا.
يرد علي: زيد بالزيادة، أولاد هذا اليوم ما يهدروش بالسمع! تشوف غير الفيمان تتحرك والشنايف تبوجي وما تعرفش واش راهم يهدروا وإلا راهم يتمتموا! فأرد عليه: هيئ هئ! قالك أحنا ماراناش نسمعوا مليح! شوف على جواب نتاع هذا الجيل كي داير! أحنا ما نسمعوش؟! ولينا طورش! هكذا! شحال من مرة قلت لأولادي روحوا داويو عن الطبيب نتاع الحلق راكم ما تسمعوش بزاف، ضحكوا وخلاوني نهدري وراحوا.
يرد زميلي الشيخ قدور البومباردي كما نسميه: وحتى الطّبّة، ما ولاوش طبّة، اللي تمشي عنده يقول لك راك مريض. تقول له مارانيش مريض، يكذبك! هو يعرفك خير ما تعرف روحك!. توللي بالسيف عليك تداوي حتى يحصل فيك المرض الله يعفو!.
قلت له: الميزان، بكري كان بنادم كي يوزن روحه يقولك لك الصح، ما يكذبش عليك! النية كانت حتى في الجماد: تنزل يقول لك 60 كيلو! اليوم، أنت عاد ما نزلتش من فوق الميزان نتاع الطبيب ـ وهو يكتب لك 120 كيلو! علاه هذا الزيادة؟ علاش الكذب؟ ماشي حرام؟.. كلش زادوا فيه؟..لا حول ولا قوة إلا بالله!.
يرد علي: بكري! الطرقان حتى ولو كانت غير تراب، بصح كانت مليحة وفيها البركة! ما تعياش بالمشي ولا بالوقاف! اليوم نبقى واقف غير شوية فوق الطروطوار أو في صالة أو في بيرو.،إذا قعدت، ما تنوضش! الكارلاج واعر والقودرون ما شي مليح! يعيي الإنسان فيه! فأرد عليه: نعقل بكري كانوا يبنوا ديار عاليين بزاف، كنا صغار في سن الخمس سنين، واليوم كي وليت لبلادي والديار نتاع بكري، جبرت باللي الديار اللي كانوا كبار، ولاو صغار! حناوْ! كانوا عاليين كي كنا نلعبوا تحتهم ونتخباو وراهم، اليوم كي رجعت هذه عام لبلادي: جبرت الحيطان صغاروا، ولاو يجوني عن الكتف! سبحان الله! الحيطان صغاروا وحنا يقولوا يقولوا علينا كبرتوا!
 لا حول ولا قوة إلا بالله! شفت الناس والدنيا شحال تبدلت.؟ (إلا... نحن..!!).
مارس 2018