Monday, July 04, 2016

باك يوم الانقلاب



باك يوم الانقلاب


بالصدفة، صادفت الإعادة الجزئية للباك "المهرب"، يوم 19 جوان، يوم أول انقلاب في الجزائر  سنة 65(مما يعني أنه لم يكن الأخير!). يوم سمي بـ "التصحيح" الثوري! حتى باك 19 جوان 2016، هو ما أجل "تصحيح" ثورة امتحان فاسد!، هذا قبل أن نعرف حجم الكارثة بعد "تصحيح" أوراق الامتحان التصحيحي!
الإجراءات التي اتخذت فيما يبدو غير مسبوقة، لتسرب غير مسبوق، وهذا قصد إنجاح الإعادة الجزئية لامتحان صار فيه الكل مهان! شعبا وأمة ودولة!: ففي بلدنا، كل من يرفضه الشعب بمظاهرات أو توقيعات أو شكاوي، يعلى قدره ويرفع شأنه ويكرًم المسئول ويُهان الشعب! كرد ضمني على "الغاشي" بلغة مفادها: أنت يا "شُعيب"، تعلم البط كيف ينط؟!
19 جوان، سيذكرنا بسنة 1965 وبسنة 2016، فكلا السنتين عرفتا حدثين بارزين لم يسبق لهما مثيل: الأول انقلاب بدون "كروشاج" والثاني "ديراباج في أول فيراج"!..هذا قبل أن نعرف نتائج ما بعد خمسة أيام أخرى من القلق والأعصاب والتوتر والضغط العالي ووضع اليد على القلب! نتمنى كل الخير وأن نقطع بكل حزم وحسم، دابر الفساد والغش والغشاشين والفسدة وبكل نهائي! يكفينا تشويها لوجوهنا أينما حللنا وذهبنا، وعن كل ما تحدثنا وتناولنا!
وجدت نفسي إزاء هذا القلق أُكلًف حصريا، بأعداد كل  الأسئلة، حتى لا تسرب سؤال! أنا الوحيد الذي أضع كل الأسئلة، بتخصص وبغير "تغصص"، ولم يطلع عليها أحد لا قبلي ولا بعدي، قبل سحبها في مركز إجراء الامتحانات! سنقضي على التسرب والغش الرقمي ولن نعيد من الآن فصادعا "الباك" ولا ينقلب علينا أحد!..! انتهيت من العمل في ظرف قياسي ثم خيرت بين الإقامة المحروسة هنا أو في فرنسا، فاخترت "بيانسور" .. راكم عارفين! وأرغمت بتعهد مكتوب على أن أغلق كل هواتفي وبريدي الإلكتروني وأعزل نفسي عن أخبار الوطن والعالم، ولا أتصل حتى بعائلتي إلى أن "يفوت الباك"!
وما إن انتهى الباك، حتى كانت ثورة أخرى، يا لطيف تهز البلد! فالأسئلة التي وضعتها،  قيل عنها كلها "خاطئة"، حتى الأسئلة الاحتياطية!! مع أني أنا من وضعتها! مثلا هذا السؤال في التاريخ: "منح لنا ديغول الاستقلال بعد ضعف الثورة، تحدث عن الجرائم التي ارتكبها الأفلان ضد الحركى"! وهذا السؤال في الفلسفة: "تفلسف الحمار فمات جوعا، أجب يا فيلسوف إياه"! وهذا السؤال في الإسلامية: أذكر عدد الركعات السبعة في صلاة المغرب! وهذا السؤال في الرياضيات: أشرح معنى "المعلًم" المتعمًد "المتجنًس". (كل التلاميذ أجابوا بأنه: هو الأستاذ فلان..العراقي أو المصري، الفلسطيني.. السوري الذي تعمًد طلب الجنسية الجزائرية).
اكتشف الخطأ في اليوم الثاني، وعُوًضت الأسئلة الخاطئة بأسئلتي الثانية التي كانت من نفس معدن الأولى!
كنت أتوقع أني سأحاكم غيابيا وأن يُهدر دمي، فقررت البقاء! إلا أني والحمد لله على الديمقراطية والأحباب والأكتاف و"الرجال الواقفين مع النساء"، طلب مني الدخول بحصانة لأني عينت فورا عضوا في مجلس الأمة بعد أن أعلنت وفاة "سيناطور" طاعن، فكان لي الحظ أن أحتل كرسيه و70 مليون أجره!.. ولم يعاد لا باك ولا ماك!..وكل ما حدث أن قررت الحكومة، وباعتبار الأسئلة خاطئة،  أن تُعتبر الإجابات كلها صحيحة..ونجح الجميع بامتياز وأعلنت التسمية الجديدة لمنظمة "UNESCO" بهذه الصيغة "Union National des Elèves Spécialiste en Copiage"
وأفيق وقد انقلبت من فوق السرير على الأرض انقلابا... إنما "انكلاب" تع صح!


0 Comments:

Post a Comment

<< Home