Sunday, February 10, 2013

الجزائر تعتذر عن "جرائمها" ضد فرنسا



الجزائر تعتذر عن "جرائمها" ضد فرنسا

من فرط تضرري بتطور المصالح الفرنسية في الجزائر، على إثر الزيارة "التاريخية الجغرافية" لرئيس "هولاندة في فرنسا للجزائر" المستقلة عن" فرنسا الهولندية"، لم أجد ما أفعله سوى أن أبيع سيارتي الملعونة " سمبل"، التي سيلعننا الله والتاريخ معا إذا لم تطورها الجزائر المستقلة، وتجعلها أقل سوء من براويط سوناكوم.
تعجبت من كل هذا الهيص والبيص وتجميد الركاب في الميترو والطاكسي والبيص، وتعطيل أعمال الناس وتجارتهم وإنفاق ما يمكن أن يبني ألاف السكن للشاب، فقط على زيارة لرئيس فرنسي أعطيناه من التنازلات ما لم يعيطينا مقالبه حتى "وعدا بالاعتذار"، وكنا نحن كمن يطلب الاعتذار.
فكرت طويلا في هذا الأمر وهذا الانبطاح أمام فرنسا، حتى أني تصورت أن "الزبل قد يطلع لي للرأس" وأطلع مرة أخرى للزبل بعد أن نزلت منه في جويلية 62.
في الواقع أني أعرف سيارة "سمبل" أكثر ما يعرفها صانعوها! فهي السيارة التي لم توزع في فرنسا ولم يرغب فرنسي حر واحد أن يشتريها، فوجهوها لنا نحن المستهلوكون لكل شيئ لا يستهلكه أي أحد (ولا "بدر"). السيارة خطر على راكبها، تهرب بك من الخلف إذا كنت تسير إلى الأمام، وتهرب بك إلى الأمام إذا كنت تسير إلى الخلف! مثل الحمار العاق! لا تقولوا أن سيارتي، سببها القدم في هذا التصرف غير القويم. سيارتي من النوع "السيارات الذكية"، بل الغبي هو من صنعها! لقد قمت بتغيير كامل لقطع غيارها! (فالله لا يغر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، حتى أنها لم تعد "سمبل"، بل عدت اسميها "ماروكو"، خاصة وأن "الماروك" (المغرب) الذي هو أقل منا إمكانيات مالية ومادية، كان أكثر منا ذكاء وفطنة وحكمة وقوة تفاوضية، تمكن من إبرام اتفاقية مع رونو ليس لتصنيع "سيارة رسوم متحركة: "سمبل"، بل للتصدير وبرأسمال أكبر بكثير من الرأسمال المستثمر في الجزائر.
ليس غريبا أن نتفاجأ يوما بنص العقد والشروط التي تقر إنشاء مركب "سمبل" بوهران، يكون ينص على صناعة "البراويط"! وقد تكون البراويط المراد تصنيعها في الجزائر بعد "سمبل" من نوع "لاباز" (لأننا نقول لهم "باز" ما قديناش!). تصوروا برويطة لاباز"، "ما فيهاش ولا، option واحدة!
فهمت أننا مازلنا بعيدا عن "الندية" وعن اعتبار أنفسنا مستقلين! حتى الرجل الذي قبل يد هولاند، "يحسن عونه"، نحن نقبل كل يوميا أيادي فرنسا وأرجلها من خلاف، بدون أن نعرف أو حتى وإن كنا نعرف!.
 نحن لا نكن حقدا تاريخيا لفرنسا لأنها احتلتنا 132 سنة، بل فيما يبدو، نكن لها العداء والكراهية لأنها تركتنا وذهبت! تركتنا بين أبناء جلدتنا يجلدون فينا ويمتصون دمنا وعرقنا باسم الأخوة في الدين والعروبة والإسلام! فيما هم يأكلون "الغلة ويسبون الملة"! يأكلون لحم فرنسا وشحمها، ويشربون ماءها ويتنفسون هواءها، ويبيعون أنفسهم لولائها ولفيزتها ولدعوتها لهم، ولرضاها عنهم. لكنهم في المقابل، وبالوجه الآخر، يعلموننا في المدارس كراهية فرنسا بنت الكلب، والاستعمار ولد الحرم، وديغول الشماتة، وبيجار الطحان، ولاغايار الحمار، وميتران البغل، وجيسكار صال راس...!
اتضحت ازدواجية وجه النفاق السياسي مؤخرا عندما قال رئيس الحكومة أو وزير خارجيته لا أتذكر (يقولها هذا أو ذلك، كيف كيف!) أن "الجزائر الرسمية ليس لها أي مطلب من فرنسا"! معنى هذا، إننا نحن كمسئولين، راضون كل الرضا عن الاستعمار ونتمنى أن لو تعود في الشيب، لتذكرنا ما فعلته في الشباب! فقلد كنا شبانا ولم نكن نعرف ماذا نفعل، ونحن اليوم هم من يعتذر لفرنسا، ويقدم لها التعويضات على ما قدمته للجزائر وما بنته وعمرته وتركته "للرعاين" منا بعد الاستقلال. هذا هو الخطاب الرسمي تجاه لفرنسا!
الخطاب "الرشمي"، يعتذر لفرنسا عن جرائمنا تجاهها، وعن الأعمال "الإرهابية" التي طالت سكانها الآمنين، الذين روعتهم أيادي البطش والإجرام من الشهداء والمجاهدين المغرر بهم! الجزائر الرسمية، تطلب الاعتذار من فرنسا حكومة وشعبا وتعوض لها 132 سنة من الخسائر من "الفتح" الفرنسي المجيد في 05 جويلية 1830، وتعتبر ثورة الأمير عبد القادر عملا إرهابيا، والمقاومات الشعبية عمل عصابات وخارجين عن القانون ومجرمي حرب وتتكفل الدولة من ميزانية النفط بتعويض اليهود والأقدام السوداء والأيادي البيضاء والوجوه الحمراء والعيون الزرقاء والشعور الصفراء، وتتعهد بتحويل اللغة الفرنسية إلى لغة أم: لغة رسمية ووطنية.
هذا هو الموقف الرسمي تجاه فرنسا كما فهمته! ولكن، رجاء لا تأخذوا به، لأني "حمار" ولا أفهم!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home