Friday, June 01, 2007

..وزملاءكم من الرضاعة..



..وزملاءكم من الرضاعة..


أمام الفتوى الغريبة التي أثارت سخرية وضحك وغضب الكثير من الغيورين على الدين الإسلامي الحنيف، والمخاوف من أمركة الدين وتهويده كما فعل بنو إسرائيل مع التوراة بغرض إخضاع النصوص والتعاليم الإلهية مع رغباتهم وميولاتهم المادية المنحرفة، وجدت نفسي أدخل على صاحب فتوى رضاعة زملاء العمل،لأجده .. يرضع.. أقصد.. يركع!..كان قائما في المحراب بالمكتب وقد توجه نحو القبلة لتأدية صلاة العصر..! تركته حتى أكمل صلاته،عندها، قلت له دون أن يراني: السلام عليك يا مرضع الزملاء ومحير الخبراء والمخفف عن الغرباء والمسهل على الضعفاء ومنعش الكسحاء ومجري الحليب الأموي في الأمعاء..! التفت باتجاه جنبات المكتب، ولما لم يرني، راح يقرأ الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين وأنا أضحك..وهو يقرأ ويعيد القراءة وأنا أضحك وأعيد الضحك..! طبعا ليس من قراءته.. أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.. بل لطريقة القراءة بدون خشوع!.. بل القراءة رهبة وخشية.. كان يرجف ويرتعد وهو يقرأ.. حتى أنه أخطأ في القراءة، وعوض أن يقرأ..من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه.. قرأ : من ذا الذي يرتع عنده إلا بإذنه..! فصححت له الآية..عندها قلت له: يا شيخ.. أنا لست جنيا.. أنا صحفي مخفي..وها أنذا أظهر وراءك!.. فالتفت، فإذا به أمام رجل وقد حمل سوطا...كرباجا .. يعني..وحجر تيمم..وصاندالا..وهو يقول له: ليس هناك من يسمعني أو يراني غيرك..وعليك أن تجيبني بصراحة عن السؤال التالي: من الذي أوحى إليك بتفجير هذه الفسوة..الضالة التي أضحكت البلاد والعباد..وأبكت الجماعات والأفراد؟.. قال لي:هي مجرد فتوى لا غير!.. قلت له: لكن، ما الذي دفعك لترويجها..؟ قال لي: أنا لم أروج هذه الفتوى،إنما أفتيت بها لنفسي ولشخص آخر في نفس الوضعية مثلي.! لكن الصحافة عممتها!.. قل له: لكن كيف أفتيت لنفسك بجواز ذلك.. وما هي المبررات الشرعية لهكذا فتوى إذا كان كل واحد يحاول أن يفتي لنفسه.. فلا داعي للشرع..ولنترك الأمر للشارع..أي الزنقةّ..! قال لي: أنا لي سكرتيرة جميلة..متحجبة..وبنت ناس طيبين..ومتزوجة..ولها ثلاثة أطفال..!قلت له: وهذا يعطيك الحق لرضاعتها؟..قال لي: بس..هي مريضة..عندها حرارة مرتفعة آوي..ولا تستطيع وضع الحجاب في المكتب..ولما أننا نقضي وقتا طويلا معا في العمل وحدنا..ومرات إلى ساعة متأخرة من الليل،فمن الضروري أن تكون الخلوة والسفور أمرا مشروع..ولهذا أفتيت بجواز رضاعتها خمس رضعات حتى اشبع..لتصبح أما لي..لا يمكنني أن أتزوجها..وبإمكانها أن تعتبرني من المحارم!.. قلت له: قصدك.. أن ستصل والعياذ بالله إلى زنا المحارم؟.. هذا ما قد تصل إليه.. إن لم تكن قد وصلت إليه..وتريد أن يصل إليها كل رجل يعمل مع امرأة عاملة...
لم يجد ما يقول.. وأنا أحمل حجر التيمم بيد والنعالة بيد أخرى..سوى أن قال: خلاص يا بني.. سحبت الفتوى..وطردت السكرتيرة..وجئت بزوجتي..! هويت عليه بالنعالة..وأذقته بضعة عشرة سوطة بالسوط.. وأنا أقول له:هل سبق لك أن رضعت زوجتك؟..قال لي..مطأطأ رأسه: آه..! قلت له: في هذه الحال.. ومن خلال فتواك.. هي حرام عليك.. لأنها أمك من الرضاعة..! ورحت أسعفه بالكرباج..وهو ينادي ويطلب من أن أصلي على النبي وأنا أصلي عليك..واسلم.. وأضرب!
وأفيق من نومي وأنا أوجه لكمتين وركلة و ثلاث صفعات مترادفة لزوجتي التي كانت تغط في نومة عميقة..

1 Comments:

At 9:09 AM, Blogger محمد BM said...

 وأنا أمر على مدونتكم،الأستاذ عمار،وأطلع على الموضوع ..وزملاءكم من الرضاعة وأتصفح ما جاء فيه من الرد اللاذع على صاخب الفسوة "الفتوى عفوا"وتخوفكم من أمركة الدين أو تهويده،والضحك من قراءته بدون خشوع ، ارتأيت أن أشكرك على هذا الاهتمام والغيرة على الدين،وأسوق بعض الملاحظات حول المغزى العميق للمقال السوط مهما يكن الأمر الذي نريد معالجته فهو يحتاج إلى اللباقة واللياقة. مهما يكن الأمر الذي نريد معالجته فهو يحتاج إلى اللباقة واللياقة
 -استبدال كلمة الفتوى بالفسوة قد يدفع المغرضين والأميين إلى الضحك بها ،وتسود بعد ذلك لتصيح من متغيرات الثقافة ثم ترسخ ضمن الثقافة العامة. ثم استبدال كلمة الفتوى بالفسوة قد يدفع المغرضين والأميين إلى الضحك بها ،وتسود بعد ذلك لتصيح من متغيرات الثقافة ترسخ ضمن الثقافة العامة. كان لابد من ترك النقد في مجاله حتى لا يعمم على الفتاوى، ويبعث الشك والضن بالعلماء. استعمال المصطلح مبررات الشرعية،بدل دواعي الفتوى وموجباتها قد ينقص من هدف
 أخيرا، معذرة،إن أطلت أو تدخلت فيما لا يضرني،وأسال الله لك بالدوام في الدفاع عن مقومات الأمة

 

Post a Comment

<< Home