Saturday, May 05, 2007

!الإمامة..بلا ما





!الإمامة..بلا ما


عملا برأي وزارة الشؤون الدينية التي اعترفت بضعف في الإطار الديني الرسمي،وضرورة تطوير أحسن واختيار أمثل للأمة والوعاظ والمعلمين والمفتين..وما إلى ذلك من "الكليرجي" الإسلامي (على رأي الشيخ بيرك.. كما كان يسميه البشير الإبراهيمي)،كلفت من قبل الوزارة بالقيام بزيارة تفتيشية سرية،لبعض المساجد الجزائرية التي يشرف عليها "الأئمة موظفون".الزيارة، كانت عبارة عن حضور لبعض الدروس وطرح بعض الأسئلة على الأئمة قبل صلاة المغبر وبعد العشاء، على أساس أني مجرد مواطن عادي..! في بعض المرات، كنت آخذ معي شخصا أو شخصين يتكفلون بطرح أسئلة أخرى أحضرها مسبقا، حتى لا يشك الإمام في الشخص صاحب السؤال، لاسيما وأنه كان يظهر عليهم البساطة في العلم والمعرفة..والمركز الاجتماعي.
أول ما زرت مسجدا بإحدى القرى النائية، سمعت أن فيها إمام لا يحفظ القرآن..وأنه لا يحسن القراءة..يقرأ في مصحف قديم مكتوب بخط اليد.أخذت معي 3 من مواطني القرية وحضرت درس المغرب وبعد العشاء، وزعت الأسئلة عليهم.
أول ما سمعته الإمام يقرأ، قرأ الآية.."ولله ميزاب السماوات والأرض"..قل له:هل تفسر لنا الآية يا شيخ!.. قال لي: هي مفسرة من عند ربي..لله ميزاب السماوات..أي تلك الأمطار التي تسقط من السماء!!..(لم أخبره بأن الآية تقول :ولله ميراث .."حتى صباح الغد!)..ثم راح يقرأ في المصحف:"ومن الجوارح مكلبين".. قرأها:" ومن الخوارج مكلبين.."(قلت له غدا:والشيعة والسنة..مكبلين أم مكلبين؟!)..ثم قرأ آية أخرى هكذا:"وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يجرحوك (عوض: يخرجوك..) ثم قرأ آية صحيحة..لكنه أفسدها بالدعاء .. قرأ:..يتجرعه ولا يكاد يسيغه.."،ثم دعا:اللهم اجعلنا من يتذوقه ويسيغه!!
بقيت ملتصقا بمكاني وأنا "أطبخ"..قبل أن أسمع زيادة:..راح الإمام يفتي، فيقول للحاضرين ‏‏:‏ الشيطان إذا سمي على الطعام والشراب لم يقربه، فكلوا الخبز المالح ولا تسموا فيأكل معكم ثم اشربوا الماء وسموا حتى تقتلوه عطشاً‏.‏"(فضحكت في قلبي..)
مررت على نحو مائة مسجد وجامع..فوجدت ألعن من ذلك:صليت العصر وراء إمام..فلاحظ وجود غريب يصلي خلفه..فأخذه "التراكت"..فقرأ في الركعة الأولى: "إذا الشمس كورت.."، ولما وصل إلى "فأين تذهبون"..لم يستطع أن يجد ما يليها..وكنت الوحيد الذي يحفظ الآية خلفه.. فقلت: والله لن أقولها له، أترك "يدبر" رأسه..! فبقي يردد "فأين تذهبون" ربع ساعة..قبل أن يقول له معتوه البلدة الذي كان حاضرا كالعادة..في الصف الأخير :..أنا بعدة راني رايح.. والآخرين..كل واحد يدبر راسو..!(قبل أن أقولها له.. فيكمل..)
في مسجد آخر،سمعت إماما يحدث بحديث الجار بهذه الصيغة: ‏‏ لقد عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الجار حتى قال فيه قولا أستحي والله أن أذكره‏.‏!ثم قرأ آية هكذا من المصحف:"فضرب عليهم بسنور له ناب.."(فقلت له في خاطري:مياوو!..فالسنور هو القط..! عوض أن يقرأ :له سور بابه ..)
ومما روي لي (ولم أحضر الواقعة)، أن إماما يقرأ "ولا الظالين" عوض "ولا الضالين"،فركله أحد الشباب في ظهره، فقال الإمام :آي ضهري!!.. فقال له الشاب وهو يخرج‏:‏ يا كذا وكذا خذ الضاد من ضهرك واجعلها في "الظالين!"
التقرير الذي رفعته للوزارة فيما بعد..أدى إلى تكريم هؤلاء الأئمة..وترقوا إلى مدراء للشؤون..
وأفيق من نومي وأنا أقرأ:ألم ، غلبت..(وأحصل فيها)..فتقول لي زوجتي: شكون اللي غلبك؟.. آه.. أنت تغلبني غير آنا!!!

1 Comments:

At 12:15 PM, Blogger Saida Rai said...

أخيرا وجدت وسيلة للتواصل مع أستاذي العزيز عمار .
فأنا من قراء مقالاتك منذ أيام الجمهورية الاسبوعية(ثرثرة) مرورا بمختلف العناوين التي كانت تنشرها

 

Post a Comment

<< Home