Friday, May 11, 2007

خبطة"..مرشح..يترنح"..




خبطة"..مرشح..يترنح"..
وجدت نفسي ـ لا قدر الله ـ هكذا، أدخل غمار حملة انتخابية لصالح حزبي..الذي وجدت نفسي مسجلا فيه، رغم أني لم أرشح نفسي ولم أقدم أي طلب ولا ملف بهذا الخصوص..لا له ولا لغيره..! أكثر من ذلك، وجدت نفسي على رأس قائمة..مادمت أنا على رأسها قائما..، لن تقوم لها قائمة..إلى يوم القيامة..!!..
لست أدري كيف حدث، حتى وجدت نفسي أمام الملأ الذين حضروا إلى الساحة العمومية حيث نصبت منصة عليها أعلام ومصابيح كهربائية..ملونة..وحولها صوري ..تصوروا!!..ومكروفونات وأربع كاميرات تصوير..ومكبر للصوت.. كان يرفع عقيرته بأغنية كنت أسمعها في كبري.. أي قبل أن أصبح شابا!!..في الستين...(حزب!)..لست أدري ما سبب قبولي هذا الأمر..! كنت مثل رجل أخرج من البنج..!فلقد جاء ثلاثة من المناضلين فيما يبدو (عرفتهم برائحة الخمر التي كانت تنبعث من أفواههم!)..وقد كانوا هم المكلفين بالإشراف وتنظيم الخطاب في هذه الحملة.. ذات المنفعة.. "العمياء"..لم أكن أعرفهم..! أخرجوني من النوم..وحملوني في سيارة مفخخة..أقصد.. "فخمة"..!وأنا لا أعرف ما أقول سوى أن أرد عليهم بالإيجاب بعد أن طلبوا مني إلقاء خطاب مكتوب أعوني إياه!..
وما إن وصلت إلى المنصة..حتى كنت أتغير وأشعر بالحماس أمام سماع أغنية المطربة سلوى " كيف رايي هملني..!"..وأقف أمام الميكروفون وأستخرج الورقة من جيبي واشرع في البسملة قبل أن أقرأ.. الخطاب.. الذي كان مكتوبا بالعربية لكن بخط فرنسي..!:(أقرؤه عليكم بالعربية..بعدما قرأته عليهم بالفرنسية المعربة): لارطان..زوج علب..واحدة صباحا وأخرى مساء بعد العشاء!!..ريفوتيل..واحدة قبل النوم..ترانكسين..واحدة بعد العشاء..!
فأسمع صياحا..وضحكات..وتصفيقات.. فعرفت أني أخطأت في الورقة..واستخرجت قائمة بالأدوية التي كنت سأرسل في طلبها من الصيدلي الخاص بي..!ورحت أستخرج الخطاب من الجيب الآخر..! وهذه المرة، فعلت ما لم يكن في الحسبان أيضا! استخرجت رسالة من عند شخص اقترضت منه مليون سنتيم ولم أرده له، ورحت أقرأ الرسالة المكتوبة بالعربية الدارجة:..والله..وما ترد لي دراهمي..حتى نباصي عليك..يا وحد الكفايفي..المزطول..25 ساعة على 24!..وراني نخبرك... بللي من هنا لراس الشهر..وما تردش لي دراهمي..نقطعلك الراس..ونتف لك الشعر اللي باقي!..تفوه..!!
وأشعر بأحد المنظمين يجرني ويقرصني من الخلف..ويعطيني نسخة ثانية من ورقة الخطاب بعدما تأكد من أني ضيعتها..!لكني لم أتمكن من قراءتها بفعل الخط الدقيق..فرحت أنزع نظارات من أعين من كان بجانبي..لأقرأ: فإذا بي لا أرى شيئا.. ولا أرى حتى الجمهور..! فقلت في نفسي: والله سوف أرتجل خطابا..من رأسي والسلام! وبدأت من البداية.. من البسملة..والحمدلة..وأبدأ في الخطاب:.."..ورانا على كل حال أيها الإخوة..كيما نقولوا.. يعني.. والحمد لله.. يعني..محسوب..تقول أنت.. كيما.. على كل حال..هذا هو!.. إن شاء الله ..على كل حال كيما نقولوا .. يعني.. أحنا ..هنا.. في الحقيقة... محسوب..رانا... إن شاء الله..في الحقيقة..وبصراحو يعني..لابد أننا كيما نقولوا ..يعنيك..في الحقيقة..محسوب.. تقول أنت..كما يقولوا..وهذا هو الكلام.."
وأشرع في سماع صياح وصراخ..وعبارات نابيةوببعض البيض والطماطم يمر أمام المنصة ابتهاجا بالخطاب "الحماسي"..والناس ممن خلفي يجرونني لأبتعد عن "الميكروب".. وأنا ماسك به حتى لا يفلت من يدي..والناس يقولون لي: السروال .. السروال (فقلد كان سروالي قد سقط.. لأني لبسته بسرعة وبدون "الحزام.. الناسف"..كل هذا وأنا لا أعي.. رغم أني شعرت بالبرد يضرب أفخادي العاريين..)..كنت أعتقد أنهم يريدون أن أتحدث إليهم عن السراويل الغالية لاسيما سراويل الدجين.. فرحت أرد: والسراويل أيها ألأخوات..ستطيح..ستطيح أسعارها..ستطيح السراويل..إلى النصف..إذا انتخبتموني..!وأنا على كال حال محسوب..السراويل..وهو جمع سروال..والسروال إسم مذكر.. مفرد.!!..مفرد من فوق ومثنى من تحت!!..
لم أكن أعرف ماذا أقول.. حتى عندما أفقت من نومي..كنت لا أزال أردد أمام حماتي التي جاءت لتنغص علينا أسبوعا بكامله،بعدما "فاتت بي عيني" للحظة..ليتها ما فاتت: أيتها الأخوات..سوف تطيح سراويل الرجل إلى النصف..أما سراويل النساء..فستطيح إلى أدنى مستوى..!معي..لن ترون إلا الخير..يعني كيما نقولوا.. محسوب.. على كل حال.. رانا إن شاء الله... نطيحولكم..كي نربحوا..َ!!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home