Sunday, December 31, 2006

مرثية حسين



مرثية حسين
لم أعرف عيدا أمر ولا أقتم من هذا العيد، والذي عادة ما كنا نتشاءم من الجديد في كل عيد وعند بداية كل عام جديد .. اقتداء بطريقة المتنبي في التشاؤم:عيد بأية حال عدت ياعيد.. بما مضى، أم لأمر فيك تجديد...
لم يكن قتل صدام..هو الحدث..لأن عملية "النحر" كانت متوقعة، كوننا نعرف أن المجموعة المتحكمة الآن في الرقاب في المنطقة الخضراء (الحمراء!)..ليست مجموعة ذات منطق حكم..بل مجموعة تنطق بالحكم!..(الأصل أن الحاكم هو المحكوم رغم أنه يسمى الحكيم..وأن المالكي، شيعي ..تسنن للشيعة باعتباره مالكيا اثني عشريا!!)..
بت الليلة أترقب ما قد يحصل بعد هذه العملية التي مست قلوب كل العرب المسلمين.. أو على الأقل جزء كبيرا منهم..ليس لكون صدام منزه عن الخطأ أو ملك أنزل من السماء.. إنما لكون مجموعة عرقية وطائفية، تحاكم تحت سلطة قانون الـ "الكانو"..باسم دولة العراق..زعيم دولة ورئيس مطاح به من طرف أمريكا المتصهينة..فتنتقم المجموعة الطائفية من الرئيس المطاح به لحسابها الخاص!.. باسم الدولة العراقية!!..في وقت قتل ويقتل فيه يوميا من العراقيين وخلال 3 سنوات ،ما قتل في عهد صدام وفي كافة الأقطار العربية منذ 50 سنة!!..أي حكم وأي عدل أو عدالة؟..زمرة تحاكم رجلا سياسيا وعسكريا وقائد بلد..لأنه قتل مجموعة حاولت قتله... وهو رئيس؟..ماذا يفعلون هم الآن؟.. يوزعون الحلوى على البعثيين والزرقاويين؟..أي منطق بهيمي لهذه المجموعة التي لم تعرف معنى لأي نظام حكم ولا أي معنى لأسلوب دولة..؟..ألم يكن الأجدر "بالدولة العادلة"..أن تعلن العفو عن الجميع وتدعو إلى الحوار والتسامح من باب "العفو عند المقدرة".. أم أن منطق الدولة يقول أن على رئيس الوزراء أن ينتقد حتى من يقول كلمة حق وخير في الفقيد.؟؟ أي منطق؟..
وأنام وفي قلبي حسرة وألم لأجد نفسي، وأمام صمت "الزعماء العرب"..على تأبين الرجل أو على الأقل الدعوة له بالرحمة...لأجد نفسي مؤبنا له بمرثية نثرية:
لم تغب وإن غابت عنك اليوم الأضواء....فما أراده الله كان، لا ما أراده الغوغاء!..نم قرير العين هنيهة، فغدا...لا يعلم غدا ما يكون عليه الأجراء!..فمثلك ما مات وما قتل أبدا...وما مثلك يغيب وتنثر له الأشلاء!!...اتهمت بالجرائم وأنت الحكم...فما نفيت تهمة ألصقها الخصماء!!...ولفقت لك ذنوب لست أهلها...فكيف يخرجك المذنب منها براء؟!!..نصبوا لك العداء وأنت الأمير...ثم رموك ومن معك بالنواصب، الغرباء!!..جمعت الناس حول كلمة واحدة...فجاؤوا بمن فرقهم شيعا وأسماء!...ما كان العراق يوما إلا عراقا...وما كان السنة والشيعة.. أعداء!..استنهضوا الأمريكان واستنجدوابهم..ليستقووا بهم يوما، فهم الضعفاء!..فلا يدرون أن إيران على مرمى حجر منهم.... وغدا مع الفرس والروم موعد وبلاء!..سيعودون طائفة كما كانوا قبلها.... ويعود بعدها العراق موحدا وتنمحي الشحناء!
وأفيق من نومي والعرق يتصبب من جبيني وأصيح:أنا أعرق.. لأن العراق يغرق!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home