Friday, October 20, 2006

جاري.. يا حمود....



جاري.. يا حمود....

بت هذه الليلة..ليلة القدر المباركة..التي هي خير من ألف شهر.. بت أسمع الموسيقى وأتابع المسلسل تلو المسلسل.. مع 4 أفلام أمريكية..من نوع الخوف والرعب والقتل والخيال .. وهذا إلى "مطلع الفجر"..آملا في السماء أن تنفتح في هذه الليلة المباركة وأطلب طلبة لا طلبة بعدها: طلبة قوية تخرجني من كل الأزمات المالية والمادية والاجتماعية والسياسية والثقافية..التي أعيشها مع بقية الشعب الغلبان على أمره..من حين لأخر كنت أمر التلفاز على قناة للقرآن الكريم.. لعلني أتمكن من فتح أبواب السماء في هذه الليلة الكريمة..
بقيت حتى طلوع الفجر بدقائق.. وفجأة..شعرت وكأنما الضوء قد انطفأ..في الحي كله..! وبالفعل كان كل شيء ينطفئ.. كل شيء يشتغل بالكهرباء.. كان ينطفئ..
أشعلت هاتفي المحمول مستعملا إياه كمصباح.. إلا أني فوجئت أن الهاتف ينطفئ هو الآخر..! قلت: لعلني لم أشحن بطاريته يوم أمس!.. لكن تذكرت أنه بات وذنبه في "البريز"..! قلت: لعله لم يشحن بشكل جيد.. أو لعل البطارية قد انتهت صلاحيتها..(رغم أني اشتريته قبل أسبوع فقط .. ومن "الفيترينة" (في الواقع أني شتمت بائع الهواتف الذي باعه لي متهما إياه في نفسي بالغش وأنه يكون قد أعطاني بطارية قديمة ..! سببت له حتى أمه.. وجده..!)..لهذا خرجت من الصلة حيث التلفاز..نحو المطبخ بحثا عن عود ثقاب أو شمعة تكون جاهزة..! فالشموع عندنا عادة ما تكون جاهزة بحكم الانقطاعات الكهربائية المتكررة في اليوم الواحد..وجدت أعواد الكبريت لكن لم أجد شمعة واحدة.. ورحت أوقد العود تلو العود.. وكل ما "أشعلت عودا أطفأه الله".. العود الأخير في العلبة.. كان مكسورا.. أردت أن أرميه، لكني لم أفعل.. أشعلته.. فاشتعل وتطير شرارة إلى عيني.. ورحت أصرخ..(هذا هو المثل الذي يقول: "العود اللي تحقره.. يعميك"!!)..لكن ولا أحد قال .. ماذا يحدث أو انتبه .. الكل كان يغط في سبات عميق (أنا وحدي كنت أنتظر موعد ليلة القدر..!)..
فركت أعيني بالماء وبكل ما وجدته في جيبي..! انهماكي في فرك أعيني جعل عود الثقاب ينطفئ بعد اشتعاله بثواني..!
فجأة .. وفي الظلمة الظلماء (حين يفتقد البدر..)..أسمع صوتا يأتي من خزانة المطبخ السفلية القريبة من أنابيب صرف الماء الصحي..فتحت الخزانة لعل القطة تكون قد اختبأت بحثا عن فأر أو "قرللو".. لألمس قنينة ليمونادة من نوع حمود بوعلام..! أخرجتها.. فإذا بالصوت وكأنه ينبعث من القنينة..رحت أفتحها.. وإذا بضوء أحمر يخرج منها وسط دخان رمادي داكن وصوت يقول:شبيك.. لبيك..أنت تأمر.. وأنا أنفذ لك ما يرضيك!! "تلفت لي الهدرة"..(رغم أني كنت قد حضرت نفسي لطلبات ليلة القدر.. لكن ليلة القدر ليست هكذا حسب روايات الناس..لهذا تلفت لي الهدرة..قبل أن أتشجع وأقول للصوت:أنا شكون؟.. أه.. أقصد .. أنت.. ! أنت شكون؟..قال لي:أنا عفريت هذا القرن..أطلب ثلاث طلبا تتحقق لك في الحين: قلت له: في الحين.. تتحقق؟..قال لي نعم:قلت له:قل لبوتفليقة يزيدنا في الخلصة.. الشعب راه في ميزيرية.. اللي يخرج غير للحليب 10 مرات أكثر من ما يدخل للجيب!..قال لي: ..غيرها.. أطلب غيرها...أنا بداتي غلقوا على في قرعة لما طلبت الزيادة..كنت رايح نموت بالجوع..واليوم راني عايش غير بالليموناد انتاع حمود بوعلام..! أطلب طلبك الثاني: قلت له:نطلب الفاتورة أنتاع الكهرباء تنقص..! قال لي: أنا بداتي طفاو علي الضو..حتى كي جيت نهدر معك.. فاقوا بي والضو "صوطا" في كل الحي..هاحي!..أطلب طلبك الثالث: قلت له:..أشعل لي الضو..رد لي الضو.. الظلمة تخوف..! أجابني: طلبك مقبول.. الآن نتصل بسونلغاز ونقول لهم: رايح نخلص الفاتورات اللي فاتو..غير اطلقوا الضو للراجل..!راك حررتني من القرعة..درك نروح نحوس على كاش بوقال..!
وأفيق من نومي ومؤذن الفجر يقول :الله أكبر!..بالفعل.. كان الكهرباء مقطوعا.. لست أدري لماذا رغم أني دفعت 6 ألاف دينار قبل أسبوع!!!؟؟.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home