Friday, September 29, 2006

"البكاء"...للأصلع

"البكاء"...للأصلع

قلت لنفسي في نفسي لما رأيت التسول في كل مكان..وفي كل زمان:صباح مساء،غدوا وعشيا:الدولة الوطنية صارتنتج بوفرة المتسولين..هذا أكبر إنجاز حققه لنا الاستقلال الوطني. ورحت أبحث عن الإحصائيات التي تؤكد أو تنفي هذه الفرضية..فلم أجد أية إحصائيات رسمية. فعدت إلى التقارير الصحفية عن البلديات وعدد المعوزين في البلد..والمطالبين بقفة رمضان وبالألفي دينار..فوجدت أن أكثر من 75%/ هم في درجة "العوز" أي الفقر.. بالمعايير الدولية..ومعنى هذا أن ثلاثة أرباع الجزائريين "متسولون"..منهم نحو 15% متسولون محترفون..و نحو 45% متسولون "هواة" (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف..)..و15% متسولون "أغنياء"..(معظمهم des éscrots)..مما جعلني أصف الجزائر بأنها أكبر بلد تكثر فيها "الطليبة"!! و"الطلالبية"..والمؤهلة أكثر لأن تنتج حركة من نوع "طالبون"..(على وزن "طالبان" وقافية طلب البون!)..وإذا أضفنا إلى هذه الأرقام عدد "الطلبة" في الجامعات وفي الثانويات.. والذين يمكن إدماج 90% منهم في خانة "التسول الطلابي..الحر"..(لأن الدولة ولدتهم وهم أحرار..اختاروا "الطليبة" بمحض إرادتهم..لأنهم اختاروا الدراسة عوض السياسية..وعمل البزانسة..!!)..إذا أضفنا هذه الأرقام، نكون قد أكدنا أن الجزائر بلاد "طالبان"..(وأنا.. رئيسهم:الملا عمار!!)..
هذه الأرقام جعلتني أنام قرير الأذن..(لأن العين لم تنم!)..لأجد نفسي رئيسا للدولة الجزائرية الجديدة المسماة "الإمارة الطالبانية الديمكراشية.. غير الشعبية".. وأنا "الملا عمار" أميرها برتبة "أمير المؤمنين" (بفتح الواو وتشديد الميم وفتحها..أي الذين يتوفر لهم الأمن والتأمين ضد الانقراض!!)..أحكم هذه البلد (الذي لم يؤمن لا من جوع ولا من خوف!!)..الذي انقرض شعبه البطل بفضل التضحيات الجسام وبفضل الصراع من أجل "البكاء"..! لقد كان قبل 10 سنوات يفوق تعداد البلد 30 مليون "نفس" غير نفيسة..واليوم بفضل تعاوننا مع الأجانب ومع الداخل.. تمكنا من رفع العجز الديمغرافي إلى حدود قصوى.. مثل المديونية..حتى أنه لم نعد نملك سوى 10 ملايين شخص قابل (وهابل) للعيش..بفعل المتغيرات الاقتصادية التي لا يمكن للكل أن يسايرها..هكذا..سوف نحاول أن نخفض العدد إلى حدود عدد سكان الكويت أو الإمارات أو "البحرين".. (البحر الأول عليهم.. والبحر الثاني علينا.. جميعا!!)..ومع تخفيض المديونية..وبيع كل ما على أرض هذا البلد وتحته..وفوقه..(تحتنا النفط.. فوق الأرض..الغاشي وفي السماء الله وحده!!)..بعنا كل شيئ..بلا شيئ ..لكي يتمتع "الباقيات الصالحات" بمزايا النمو "الصريع".."والتكور الديمقراطي"..هكذا سوف نعيش أحسن من الكويت والإمارات والسعوديين!..قد نفكر فيما بعد في بناء "كعبة"..!!(ألم نكن دائما نقول أن بلدنا سيكون "قبلة" للعالم العربي والإسلامي؟!!)..ونستقدم الحجاج إليها..(ديجا.. عندنا الحجاج بزاف!! كل واحد صار يسمى "حاجا" بلا حاجة له للحج..!)..
زدت في رفع الأسعار وتجميد الرواتب ورفع تكاليف الخدمات والأعباء من أجل إعياء البقية ممن لم يسلموا من هذا التقليص في عدد السكان..لأصل في النهاية إلى 1.5 مليون(شاهد على العصر..مثل الليمون!!) مواطن.. صالح..لا يشرب الماء المالح..ولا يعرف شعر البردوني ولا المقالح..شعب "مخ ـ طار".. لا يفكر إلا في البطن ومعاشرة الكفار..كل واحد منهم "يخلص قاعدا" مليار..وواقفا..مليون دولار..ونائما..(.. العار..)..مسجده القرعة والبار...ودينه..الأورو والدينار..وديدانه..المجون والكافيار..
عندها.. رضوا علي الكبار..وصرت معهم أميرا على كل الديار..مبجلا في كل الدول..محمودا في كل الشلل.. محمولا في كل السلل..لكن مذموما.. في كل الملل وفي كل النحل!!
وأفيق وكتاب الشهرستاني "الملل والنحل" أمامي وأنا لا أزال أحلم وأقول:"أنا مادابية لو كامن نبقى غير أنا وحدي..نضوي لبلاد!!


0 Comments:

Post a Comment

<< Home