Saturday, July 14, 2018

راني زعفاااان!


راني زعفاااان!



أمام صمت القبور في المساجد والساحات وقاعات العروض والمؤتمرات رغم كثرة الحضور إزاء ما يحضر للقدس وفلسطين والأمة بأسرها من إيران إلى ذراع الميزان، وقفت على المنبر يوم أربعاء، ورحت أخطب في جموع المسلمين خطبتي الجمعة، كما فعل معاوية في حربه ضد الإمام علي: أيها العرب البائدة! مالي أراكم تخنزرون في وتنظرون إلي نظر المغشي عليه من الموت؟ ما بكم سامدون صامتون؟ هل لكم ألسن تمشون بها أم آذان تضحكون بها أو أنوف تسمعون بها؟ أنوف هذه أم خياشيم؟ أعين هذه أم جيروفار؟ أفواه وألسنة هذه أم أحذية ونعال؟ أين ذهبت المروءة فينا وفيكم؟ أين ضاع الحلم فيكم وفينا؟ أين اختفت الرجولة عندكم وقد عهدناها عند أسلافكم؟ ساكتون على الحق، وواقفون مع الباطل، تأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف، ووجه الخروف معع..روف!! أنظروا، هل يرى أحد فيكم أحدا أبدا؟ البصر عندكم  إلى مستوى الزيرو والبصيرة عندكم صفر! ماذا فعلتم بالله عليكم لفلسطين والقدس تسلب؟ لا شيء! ماذا فعلتم لسكان غزة؟ "نوثينغ"! ماذا قدمتم للعائلات المطرودة من أراضيها في أولى القبلتين وثالث الحرمين؟ "ريان ديتو"..سكتم وصفقتكم وسلمتم الشعب الفلسطيني للجلاد وانسحبتم سيتو! هل فعلتم شيئا للإسلام وعزته وأنتم مسلمون؟ Never! هل دافعتم عن قضاياكم وقضايا أمتكم في المشرق والمغرب والتي تستباح كل يوم في الغرب وفي غير بلاد الغرب؟ jamais!..هل دافعتم عن دينكم وعن نبيكم الكريم حق الدفاع؟ "Niet! هل فعلتم ما طلب منكم فعله كمسلمين حتى تطلبوا من الآخرين أن يسلموا؟ نينادا!..ناين..
كل ما فعلتموه أنكم أعطيتم الصورة المشوهة للإسلام في بلاد المسلمين وغير المسلمين!! تصلون في المساجد وتسرقون المال وتلمونه لما، تصومون شهرا وتستهلكون في الشهر دهرا. تحجون بل حج، وبلا حاجة، فكلكم حجاج! ويا ليت الحجاج بن يوسف يعود! ولولا ضربه للكعبة بالمنجنيق والتمثيل بجسد عبد الله بن الزبير لقلت له سيدي ومولاي! تبا لنا جميعا!! تنافقون وتنتخبون على المال والجاه وتأتون متأخرين لتجلسوا متقدمين وأنا أعرفكم واحدا واحدة! من صلاة القياد، الجمعة والأعياد، إلى صلاة البريستيج والأونسيج!
أيها الناس، أنتم ما ينفع معكم غير القزول، المطرق والشلق يطير! عيينا ما نحشموا منكم، ونقول "الحر بالغمزة"، لكننا اليوم نطبق "البرهوش بالدبزة"! البعض منكم وهو جالس أمامي في الصف الثاني ولابس عباية صفرا وشاشية خضراء، نعرفه مليح! له ابن يشرب الخمر وكل يوم يقلب الدنيا ويقعدها في العمارة، يتقيأ كل ما يشربه! لو كان غير يخليه في كرشه! والراجل هذا، مسكين فقير، يسرق من بوه الدراهم وإلا يعطيه مانيش عارف (يقاطعني الرجل من وسط الجماعة: ياودي المنحوسة نتاع يماه هي التي تعطيه باش يشري الرهج)..قلنا لكم لا تدخلوا الأحذية متسخة لداخل المسجد، كـأن شيئا لم يكن! قلنا لكم أرموا الماء من بعد خروجكم من المراحض بعد الوضوء! كللي ما وصيتش! قلنا أغلقوا الهواتف، مستحيل! مازلنا كل يوم نصلي العصر والظهر جهرا بمامي وإلا بديانا حداد!.
يا عباد الله أنا راني زعفااااان!..
وأفيق من غفوتي عندما كان الإمام يقول: قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله!
 1 جويلية 2018

0 Comments:

Post a Comment

<< Home