وما تبدلوا تبديلاَ!

وجدت نفسي أنتقد مع شيخ جار لي في سني،
الفريق الوطني ومدربه! بقينا ننتقد التقنيات واختيار اللاعبين والتكتيك لثلاث
ساعات، ثم انتقلنا للحديث عن بلخادم ومهري وكيف أنهما أزيحا بانقلاب علمي على رأي
عبد القادر حجار أيام مهري، وكيف أن الانقلاب على أويحي سيجر انقلابيي حمس إلى
الانقلاب على بوجرة كما انقلبت قيادات في أحزاب أخرى على المنقلبين أو انشقوا عن
المنشقين..ثم دخلنا في نقاش حول الدين والأضرحة والسلفية وكيف أن الدين أصبح يلعب
به كل من هب ودب وكيف حولنا القشور إلى ألباب..واجتهدنا في الكسل وتكاسلنا في
الاجتهاد..! ورحنا ننتقد الناس جميعا من الرئيس إلى عساس السيارات أمامنا الذي كان
يحمل قصبة بطول 30 سنتمتر التقطها أمامنا من الرصيف واستعملها كإشارة لحراسة
السيارات المركونة على الرصيف ليستفيد من أي سائق يسرد الإقلاع بـ 20 دينار( هو من
حدد الرسم هذا!).
انتقدنا الجميع، ثم بدأنا في انتقاد
الدنيا والزمن: قال لي الشيح قدور: سمعت يا شيخ؟..حتى حاجة ما بقات كما زمان! تعقل
بكري؟. المراية كنا نشريوها بعشرين دورو! بصح كانت مراية! الإنسان يبان وجهه مليح
وشباب، تشوف روحك غاية! اليوم المرايات هذوا نتاع "لامبورطاسيون" وإلا
نتاع الشينوا.. كي تشوف فيهم ، ما تعرف لا راك تشوف في وجهك وإلا في وجه صاحبك! ما
يبنوش بنادم مليح! يبنوا وجهك مكمش..مشوط..تقول بوزلزف! قلت له: عندك الصح يا
الحاج! كل حاجة تغيرت في هذا الزمان! الإبرة، كانت بكري تجي فيها العين
كبيرة...الخيط يدخل خفة.. اليوم تدور على العين تشوفها، ما تجبرهاش..! الخيط ولاو
يديروه كبير.. ما يبغيش يدخل في العين! رد علي: بالاك عاد ليباري ما ولاوش يديوا
فيهام الثقبة قاع! أنا نجي نخيط مرات، وإلا نرقع حاجة، ساعة وأنا ندور على عين
الإبرة ما نجبرهاش.. نبطل! حتى حاجة ما عادت مليحة كما بكري! قلت له: هذا هو تاخير
الزمان، ولينا نقولوا لأولادنا جيبونا ذيك الحاجة، ما يجبروهاش..ينساو وين
درناها..! يعياو ما يحوسوا وما يجبروهاش..نعياو نستناو يجبروها وكي ما يجبروهاش،
نسمحوا. ما يعقلوش..وين درناها أحنا! هما ما كانوش معنا ..وما يعقلوش!
يرد علي: زيد بالزيادة ، أولاد هذا
اليوم ما يهدروش بالسمع! تشوف غير الأفواه تتحرك والشنايف تبوجي وما تعرفش واش راهم
يهدروا وإلا راهم يتمتموا..! فأرد عليه:... هيئ هئ..! قالك أحنا ماراناش نسمعوا
مليح! شوف على جواب نتاع هذا الجيل كي داير!..أحنا ما نسمعوش! ولينا أحنا طورش!
هكذا! شحال من مرة قلت لأولادي روحوا داويو عن الطبيب نتاع الحلق راكم ما تسمعوش
بزاف، ضحكوا وخلاوني نهدري وراحوا.
يرد زميلي الشيخ قدور البومباردي كما
نسميه: وحتى الأطبة، ما ولاوش أطبة، اللي تمشي عنده يقول لك راك مريض. تقول له
مارانيش مريض، يكذبك! هو يعرفك خير ما تعرف روح. توللي بالسيف عليك تداوي حتى يحصل
فيك المرض الله يعفو!.
قلت له: الميزان، بكري كنت كي توزن روحك
يقولك لك الصح، ما يكذبش عليك! النية كانت حتى في الجماد: تنزل يقول لك 60 كيلو!
اليوم، أنت عاد ما نزلتش من فوق الميزان نتاع الطبيب ـ وهو يكتب لك 120 كيلو! علاه
هذا الزيادة؟ علاش الكذب؟ ماشي حرام؟.. كلش زادوا فيه؟..لا حول ولا قوة إلا
بالله!.
يرد علي: بكري! الطرقان حتى ولو كانت
غير تراب، بصح كانت مليحة وفيها البركة! ما تعياش بالمشي ولا بالوقاف! اليوم نبقى
واقف غير شوية فوق الطروطوار أو في صالة أو في بيرو.. إذا قعدت، ما تنوضش!
الكارلاج واعر والقودرون ما شي مليح! يعيي الإنسان! فأرد عليه: نعقل بكري كانوا
يبنوا ديار عاليين بزاف...كنا صغار في سن الخمس سنين..واليوم كي وليت لبلادي
والديار نتاع بكري.. جبرت باللي الديار اللي كانوا كبار.. ولاو صغار!...حناو!
كانوا يبانوا عاليين كي كنا نلعبوا تحتهم ونخباو وراهم .. اليوم كي رجعت هذه عام
لبلادي: جبرت الحيطان رشاو وصغاروا.. ولاو يجوني عن الكتف!.. سبحان الله! الحيطان
صغاروا..وحنا يقولوا يقولوا علينا كبرتوا!
لا حول ولا قوة إلا بالله..شفت الناس والدنيا
شحال تبدلت.؟ (إلا... نحن..!!).
0 Comments:
Post a Comment
<< Home