Saturday, July 14, 2018

"الكيف" غير المعالج


"الكيف" غير المعالج



المنظومة التربوية عندنا، لا تزال كل يوم تبيض ولا تفقس، وكل مرة نسمع من هنا تصريحا ومن هناك تكذيبا..ومن نفس المصدر.
قبل أيام انتشر خبر منسوب لمسئول في وزارة التربية يقول فيه أنه قد يلغى مستقبلا امتحان شهادة التعليم المتوسط، ثم سرعان ما كذبت الوزيرة الخبر واعتبرت أن كل في الأمر أن هناك لجنة تقييم ستخرج بتوصيات. وهذا كلام معقول وهو ما يجب العمل به إذا كانت اللجنة مستقلة في قراراتها وأعضائها ونهجها وليس مجرد أدوات إدارية يطلب منه صياغة تقرير تكون نتائجه تصب في هذا النهر أو في تلك البركة!
لا يهمنا كلام المسئول ولا كلام وزيرة القطاع، لأن شهادة التعليم المتوسط شهادة! لا يمكن إلغاؤها لأنه لا بديل عنها. فهي شهادة عن مسار قد يسمح معدل الدراسة المتحل عاليه من طرف التلميذ بالمرور إلى الطور الثانوية أو قد يوجهه إلى التكوين المهني! ومعلوم أنه في الدول الغربية، أن عدد من يوجهون للتكوين المهني، يكون أكبر من عدد الذين سيصلون غلى الجامعة! (يبدو أنه عندنا أنه كل من "تدخل" في الابتدائي، تخرج من الجامعة)! بمعنى أن الوصول إلى الجامعة ليس بالأمر الهين وانه عليك أن تجتاز بنجاح وتفوق بقية المراحل الأولى من "السيزيام" إلى "البيام" إلى الباك! فالتكوين المهني من المفروض أن نبدأ بتوجيه التلاميذ إليه بداية من السنة 6 ابتدائي، بعد فشلهم في السيزيام! هؤلاء نكوّن منهم اليد العاملة المؤهلة في البناء، في النجارة والسباكة وفي الكهرباء والبناء والتجارة والفلاحة والصناعة. بعدها يأتي الغربال الثاني ونوجه التلاميذ غير الحاصلين على مستوى في التعليم المتوسط للمرور إلى التعليم الثانوي. هؤلاء قد يكون منهم حاملين لشهادة التعليم المتوسط ومنهم من يكون حاملا فقط لشهادة مدرسية تثبت نهايته للتعليم في المتوسط. على ضوء هذه النتائج، يتم توجيه التلاميذ هؤلاء إلى التكوين المهني من أجل تكوين تقنيين في نفس المجالات أو تلك التي يتطلبها سوق العمل. المارون للثانوي، سيغربلون بغربال أدق وعلى ضوء مستواهم الدراسي الثانوي، سيوجهون في نهاية السنة النهائية للتكوين المهني من جديد وهذه المرة من أجل تكون تقنيين سامين في المجالات المذكورة والمطلوبة. لهذا، فإننا لسنا مجبرين شعبويا أن يربح الكل الباك وقبلها البيام وقبلهم السيزيام كما تعودنا فعلها طيلة عشرات السنين السابقة خدمة للكم لا الكيف! بل مازلنا نفكر بعقلية الكم لا بعقلية"الكيف"! (ربما نعتقد أنه من يفكر بعقلية "الكيف" يعتبر مزطولا عندنا!). حتى وزير التعليم العالي يقول مؤخرا أنه مع سنة 2020 سيكون عندنا 2 ملايين طالب ومع 2030 سنتعدى 3.5 مليون طالب! لكن هل فكرنا في المستوى الذي نعد به طالبا..! طالبا للعمل والعلم معا؟ هل أننا نستقبل من الثانويات بالباك أمخاخا؟ هل الباك صار يعني شيئا؟ الليسانس هل تعني شيئا والماستر والدكتوراه؟ هذه أسئلة نطرحها يوميا على أنفسنا وأكيد الوصاية تفكر فيها، لكننا لا زلنا نواصل السير وكأننا لا نبالي بتدهور "القدرة التعليمة" تماما كما تدهورت القدرة الشرائية. هناك في المتوسط نحو 43 في المائة نسبة الرسوب، والقدرة الشرائية هي الآخرة رسبت بنسبة 40 في المائة! هل علينا أن نرفع المستوى بالكم أو بالكيف أم بهما الاثنين؟ لا يمكن! الحل هو اختيار "الكيف"..حتى لا يختار البقية .. الزطلة!
3 ماي 2018




0 Comments:

Post a Comment

<< Home