Saturday, July 14, 2018

كيمياء الأكاذيب


كيمياء الأكاذيب

وجدت نفسي أدخل على النتن ياهو بدون استئذان وهو يفتش  في الملف الإيراني ينبش ويكذب على نفسه ثم يصدقها: صحيح أن الملفات التي عندنا، لا هي بالأطنان ولا بالقناطير، إنما الكذب والافتراء والدس نعم! أنها ملفات قديمة تملك وكالة الطاقة الذرية نسخا منها! فلا جديد يذكر في البرنامج النووي الإيراني، لكن علينا أن نصدق الكذبة وندعو الآخرين إلى تصديقها بالسيف عليهم! هذا كذب أبيض ولو كان أسود ليوم أغبر! ثم أننا نحن لا يهمنا الكذب الأبيض منه والأسود، المهم هو أن الغاية تبرر الوسيلة! لقد علّما هذا لكل الناس حتى لموسولوني في كتابه "الأمير"! حتى لأمريكا حاليا! نحن من علمنا للناس كيف يكذبون ويرغمون أنفسهم على تصديق الكذبة قبل أن يرغموا الآخرين على تصديقها! وكل من يكذّب الكذبة فهو آثم قلبه ومتهم بمعاداة السامية! هذه فكرة سمّية! لأنها تسمو بنا إلى المصاف العليا من السيطرة والهيمنة على العالم برمته وأمريكا على رأسها!"
كان يتكلم لوحده أو أكاد أقول أنه كان يفكر في الأمر وسمعناه يقول ذلك حتى ولو لم يسمع هو نفسه بنفسه! هذا ما يدور في خلده.
رحت اقترب منه وأوحيت إليه أن أجب على هذا السؤال: هل أنت متأكد بأنك ستخرج سالما من حرب محتملة مع إيران؟ حتى ولو دمرتم إيران؟ يبدو أنه سمع صوتي دون أن يراني! سمع السؤال كما لو أن واحدا كان يهمس في أذنيه. وسمعته يرد على نفسه وكأنه هو من طرح السؤال بنفسه على نفسه: نحن نعرف قوتنا وقوة الجيران والأصدقاء في الخليج وأمريكا التي تساندنا بكل شيء! لكني أخشى من أمريكا أن نتفش فقاعتها الهواية المنتفخة في آخر لحظة وستوقف كل شيء بعد تدخل الروس والصين وباقي أوروبا! أنا أعرف ترمب وإدارته! هم يعملون على الترهيب والتخويف حتى يصلوا إلى مبتغاهم ودفع إيران إلى تنازلات كبرى كتنازلات العراق في أسلحة الدمار الشامل! هو يريدون أن يصلوا مع إيران إلى ما وصلوا إليه مع كوريا الشمالية! بعد أن يصل الأمر إلى شفير الحرب، يقبل الطرفان بالتفاوض على قواعد جديدة! وهذا ما تريده إدارة ترمب وحتى أوروبا، لكننا نحن في إسرائيل لا ثقة لنا في إيران حتى ولو كانت لا تملك إلا السيوف والنبال! نريد أن ندمر هذه القوة البشرية والتكنولوجية والاقتصادية! نريد أن نبقى نحن الوحيدين في المنطقة كلها من بإمكانه أن يرفع صوته عاليا، لأنه لا صوت يعلو فوق صوت السلاح! لقد حطمنا القوة الاقتصادية والعسكرية في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا، وتمكنا من تحييد عدة جيوش قوية منها الجيش المصري، وطورنا علاقات كبيرة ستثمر عما قريب باعتراف علاني بنا كدولة يهودية من طرف أصدقائنا العرب في الخليج وباقي الدول العربية المجاورة، ستتبعها الرادفة حتما من دول استسلامية! لقد خططنا لهذا لسنوات، منذ نحو 70 سنة! مع ذلك، الرعب يتملكنا لأننا نؤمن بأن دولة إسرائيل إلى زوال! هذا مكتوب في كتبنا! مع ذلك، لا نريد الاستسلام!
في هذا الوقت، لم أجد أي سؤال أطرحه عليه سوى أن عدت للخلف بأربعة أمتار ثم ضربت مؤخرة جد أمه بركلة وهو "مقرّد" يفلي الملفات بحثا عن تفاصيل كيمياء الكذب!
6 ماي 2018 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home