Saturday, July 14, 2018

نعل.. خرا...تشوف


نعل.. خرا..تشوف
تشوف


مما أضحكني قبل أن يبكيني، ما قام به زعيم النقابة حين "خلع نعله" وأراه للناس على الملأ! وأما الكاميرات وبجوار الميكروفونات وهو يخاطب العمال! كل هذا ليقول لهم: أنا أنتعل نعلا من إنتاج وطني!
المضحك أن هذه الفعلة لو كان فعلها في غير المكان والزمان، وفي بلد آخر غير الجزائر، لضرب صاحبه بالنعال!
في العراق مثلا، تشهر نعلك في وجه أي كان أمامك هو بمثابة إعلان حرب!، لأنها أهانة ما بعدها أهانة. لهذا تعمد "منتظر الزيدي" رمي بوش بفردتي حذائه! فالمسألة رمزية! كان يريد من خلفها تحقير أقوى رجل في العالم بأبخس شيء لدى الإنسان العراقي..! حذاؤه!
كان يدرسنا في الثانوي في بداية السبعينات، أستاذ علوم طبيعية عراقي، وكنا وقتها في القسم علمي سنة ثانية، ودرسنا يومذاك كان حول الأمبيبا! وهي كائن مائي وحيد الخلية. رسم لنا الاستاذ صورة الأمبيبا على السبورة قبل بداية الدرس ربحا للوقت! الوقت كان شهر ماي والحرارة! أحد التلاميذ ممن لا يأبهون بالبروتوكولات، مثله مثل صاحب النقابة، نزع نعله البلاستيكي وأشهره أمام الأستاذ على مقربة من أنفه! فالتلميذ كان يجلس في الصف الأول! وراح يقول الأستاذ: ياااه.. أستاذ ..تشبّه لهذا!..(يقصد الأمبيا). بقي الأستاذ مسمرا في مكانه لثواني، وقد على وجهه الاحمرار والاصفرار والاخضرار والازرراق.. قبل أن يحمل على التلميذ بلهجة عراقية جزائرية: والله لو كنت في العراق..لضُربْتَ بالكابوس!!
وفعلا، في العراق، أكبر إهانة يقوم بها إنسان ضد إنسان هي أن تشهر في وجهه حذاءك! ولعل هذا ما دفع "خروتشوف" إلى أن ينزع حذاءه ويضرب به طاولة الأمم المتحدة..! لإهانة المجتمع الدولي والغربي الأمريكي بشكل خاص!
قد نتفهم اليوم ما فعله خروتشوف، ونقول هل من خروتشوف جديد ليضرب بحذائيه الاثنين (القندرة، أو اليماني كما يسمى في العراق) طاولة مجلس الأمن! ونتفهم فيما إذا كان هناك "منتظر زبيدي" آخر سيرمي بالقندرة في وجه بوش الجديد في العراق..وفي غير العراق، لكن لا نفهم لماذا وكيف وعلاش وباش وكفاش وواش من سبة وواش من سباش، حتى يرفس صاحب النقابة أوجه الحاضرين والمشاهدين بنعل .. ولو كان جزائريا..! موكاصان نتاع سيكانت ميل! هل يريد توجيه إهانة لنا، للجمهور، للإعلام؟؟ لمن؟ لنفسه لأنه لا يفهم في البروتوكولات ولا في الذوق الاجتماعي والأخلاقي؟ هل هي زلة يد بعد زلات اللسان والعثرات الكثيرة التي رافقته طوال هذه السنوات من امتشاق سياسة الدفاع عن رجال الأعمال والمال...باسم العمال والعاملين عليها والغارمين وفي سبيل الله؟
مضحك ومبكي ما حدث! الحمد لله لسنا في العراق، وعلي سيدي السعيد أن يسعد أكثر لأنه خرج من العرس بلا فول ولا حمص، ولو كان في بلد آخر..كالعراق..لما أعاد لبس حذائه في نفس اللحظة، ولا يزال يبحث عنه أو اشتري في ذلك اليوم حذاء إيطاليا بخمسة ملايين سنتيم! شهرية عامل لا يكتمل شهره حتى يكون قد كردى من الحانوت.
الحمد لله أن حذاء سيدي السعيد لم يكن حذاء خروتشوف..ولم يكن سيدي سعيد قد وطئ على وسخ الكلاب أو روث البقر قبل أن يشهره في أوجهنا.. وإلا لكان قد شم قبلنا، وسخ حذاء...."خراتشوف"!
10 ماي 2018

0 Comments:

Post a Comment

<< Home