Saturday, December 31, 2016

ترامب "ميول"!



ترامب "ميول"!


عندما ذكرت أحدى "العرافات" قبل سنوات بأن الرئيس الأمريكي الأسود، سيكون آخر رئيس للولايات الأمريكية  يسكن البيت الأبيض، لم يأخذ هذا الكلام أحد على محمل الجد: أولا، لأنه لم يكن أحد يحلم برئيس أسود في بلد بني على العنصرية وكراهية السود واستغلال السواد الأعظم منهم عبر التاريخ ضمن الحقبة العبودية. ثانيا، أخذ هذا الاستشراف على محمل الهزل، لأن الكاهن يصيب مرة ويخطئ مرات، وحتى إذا أصاب، يصيب طرفا في الشيء ويخطي في بقية أطراف الشيء على اعتبار أن التنبؤ بالمستقل غيب، ولا يعلم الغيب أحد إلا الله! لهذا "كذب المنجم ولو كان صادقا"! إلا أن تحذير العرافة البلغارية من أن يكون الرئيس الأسود (أوباما، فيما بعد) بأنه سيكون آخر رئيس أمريكي، لا يفهم منه أنها نهاية التاريخ بالنسبة لأمريكا، بل قد يفهم منه أيضا أن أمريكا التي عرفناها: الديمقراطية الجمهورية القوية الدول العظمى، المدافعة عن صدق أوعن كذب ونفاق عن حقوق الفرد والإنسان والبغال والحيوانات والنساء والحمير والشواذ والدواب وقليل من الناس وكثير من البهائم..لن تكون هي نفسها بعد أوباما! بل أن العرافة ذهبت في تفصيل بعض العموميات التي يختفي وراءها العرافون عن كل أحداث السنة الجديدة، تتحدث عن صراع بين الشماليين والجنوبيين! معناه العودة إلى التطاحن الداخلي بين الأمريكيين والتي قد يفهم منه أن أمريكيا يمكن أن تكون على شفا حفرة من الانفلات الأمني والعودة إلى الحرب الأهلية ايام أبراهام لنكولن محرر العبيد، الرئيس 17! كل هذا مع انتخاب ترامب رئيسا خامسا وأربعين لأمريكا!
كل هذا لأقول، أن العرافة كذبت وإن عرفت وأن النبوؤات، كاذبة لغير أهلها من الأصفياء والأنبياء، لكن على سبيل التندر، نقول أن العرافة "فانغا"، يمكن تكون تعرف قليلا من كثير وأنه لو كانت لا تزال حية "تسعى" لقصدها ترامب نفسه لمعرفة ماذا كانت ترى هذه العمياء العجوز فيه وعنه وعن مستقبل أمريكا على يديه ورجليه!
نمت على هذه الحكاية مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض، لأجد نفسي أتذكر تاريخ أمريكا مع الهنود الحمر ثم مع العبيد ثم مع المسلمين: بيل كلينتون، ساعد طالبان بالمال والسلاح وصواريخ "ستينغر" من أجل إحراج الروس في أفغانسان من بقايا الشيوعية هناك! وتمكن طالبان من قلب موازين القوة لصالحهم بفعل المال الخليجي و"المجاهدين" العرب الذين سموا فيما بعد "بالأفغان العرب"! هؤلاء الأفغان غير الأفغانيين، سرعان ما عادوا لبلدانهم وراهنت عليهم أمريكا من أجل القيام بنفس المهمة في البلديان الحليفة لروسيا في الشرق الأوسط: ليببا، الجزائر، العراق، سوريا، إلخ...ثم جاءت حكاية العراق والقاعدة وبن لادن، ووظفها بوش الابن بعد حكاية 11 سبتمبر والتي كانت ذريعة فيما بعد لضرب القوة المتنامية لطالبان التي أنتجت القاعدة مع بن لادن! وكان لأمريكا بوش ما شاءت، ودمر العالم العربي والإسلامي باسم محاربة القاعدة! ثم جاء أوباما، مع وزيرة خارجية التي فشلت مع زوجها ووصلت إلى طلب الطلاق منه، بعد فشلها في الفوز بالبيت، الذي خانها فيه زوجها بيل! أوباما وكلينتن المرأة، نجحا في خلق بعبع جديد في الشرق الأوسط، هو داعش! الذي أنتج خصيصا ضمن خطة بوش القديمة التي سماها "الفوضى الخلاقة"! أي الفوضى التي تخلق أنظمة جديدة! لكن الأصح هو أنها تخلق أسواقا جديدة لأمريكا والغرب: أسواق السلاح، والتعمير والاستهلاك على أشده فيما بعد وربح هذه الدول التي كانت حليفة لروسيا خلال الحرب الباردة! والآن جاء دور ترامب، وماذا سيخلق بعد أن خلق سابقوه طالبان والقاعدة وداعش! قد نخطئ، ولكن تنبؤ سلسلة "ليسمبسون" الكرتونية بأنه سيكون رئيسا لأمريكا! يجعلنا نقول أن كل شيء ممكن في بلاد ميكي! بلاد يسيرها كاوبوي من تكساس اسمه بوش ثم رجل مال جمع ثروة طائلة خلال 20 سنة وصار الرئيس الـ 45 لأعظم دولة رغم أنه ينتمي إلى نفس ثقافة بوش السياسية: أمي وأبي في السياسة! لا يفرق بين العراق وإيران كما يقول أوباما نفسه عنه!
وجدت نفسي إزاء كل هذا، أعيش حالة رعب بعد عامين من تربع هذا الترامب على سدة الحكم بعد أن باءت كل محاولات منعه وخلعه وإفشاله وأقالته بالفشل! لقد تمكن في ظرف وجيز أن ينقل الخوف إلى العالم: خوف أكبر من داعش التي تم القضاء على قوتها الضعيفة! لقد دفع ترامب أجهزته المخابراتية إلى تجريب فيروس جديد لضرب العرب والمسلمين والأفارقة: فيروس من شأنه أن يفتك فقط بفصائل دم حاملة لخصائص وراثية بيولوجية تنحدر من هذه السلالات! هذا السلاح كانت إسرائيل تفكر في تطويره ضمن السلاح البيولوجي الذي يمكن أن يميز بين اليهودي والعربي، فيفتك الفيروس بالعربي ويترك اليهودي بعيدا عن العدوى! ترامب مع اللوبي الإسرائيلي في أمريكا وفي الكيان المحتل، جرب هذا الفيروس ولقح به بطريقة مباشرة وغير مباشرة (الكوكا، البيسبس، الهم ـ بورغر، الهم الأكل التي هي الشوكولا، الشيبس.. المصيبة ..!كل أنواع المنتجات.. حتى الأدوية والسجائر والخمور والأقمشة والموضة وكل المواد الاستهلاكية المسرطنة سابقا، صارت ليست مسرطنة فحسب، بل "مبزمببة"! أي تخلق من لامسها وآكلها ومستعملها مخلوقات هوليوودية تسمة "ليزمبي"! أموات أحياء، يهيمون وينهشون البشر وكل من ينهش صار منهم!
جربوا هذا الفيروس في إفريقيا بعد إيبولا وبعد فيروس السيدا وباقي الفيروسات التي جربت من أجل تطوير مخابر الأدوية وتحريك دواليب اقتصاديتها كما جربت الحروب الإقليمية والدولية في المنطقة العربية بغرض تطوير تجارة السلاح والتعمير بعد التدمير!
بالمقابل، لم يكن ترامب يعرف أننا في الجزائر، والتي بدأ يفكر في تجسيد حلم الضربة النووية ضدها، لكنه لم يجدها لقمة صائغة، لم يكن يعرف أننا طورنا دواء ضد هذا الداء من صيدلية وزارة الصحة! مكمل غذائي، يشفي كل الأمراض الوبائية وغير الوبائية! كما طورنا عقارا يفعل نفس المفعول تقريبا في من أمر بتنفيذ هذا الهجوم الجرثومي! عقارا يستنشق، يميز بين الإنسان الإنساني والإنسان الحيواني! يدخل إلى صدر الإنسان البغل أو الحمار من الجنسيات المختلفة ويحوله إلى حمار أو عتروس أو آغيول!
أمريكا، لم تفهم ماذا حدث: ليزومبي يموتون في زامبيا، والفشل الدريع بات يؤرق المخابر العسكرية المخابراتية الأمريكية! أكثر من ذلك، كثير من الوزراء والرؤساء ورجاس السيياة والمال اليهود في العالم ومنها أمريكيا، تحولوا إلى قردة وخنازير وحمير وبغال، بينهم ترامب! "ميول"!
عندها، فقط عرف الأمريكان أن وراء هذا العمل حضارة..تسمى الحضارة الجزائرية في إبادة القذارة الغربية، وأرغم الأمريكيون على انتخابات جديدة بقوانين جدد ودستور جديد لم يتجدد منذ عشرات السنينن!.. الفائز في الانتخابات.. كان الأفلان !

وأفيق على أغنية لـ"فهد بلان": واشرح لها..عن حالتي!

ديسمبر 2016

كل عام وأنتم "عوام"!

كل عام وأنتم "عوام"!



لست أدري كيف ستحل علينا سنة 2017، وكيف ستنتهي، إنما نعلم أنها ستكون سنة كغيرها ليست كمثلها شيء! التشريعيات على الأبواب والغلاء وفراغ الجيوب ينذر بسنة عسر حتى لو ارتفع سعر النفط إلى ما فوق الخمسين دولارا! فنحن نعرف أنه في دولتنا، الشيء إذا ارتفع، لن ينخفض بعده أبدا حتى ولو انخفض سعر هذه المادة أو تلك في الأسواق العالمية! فأسعارنا كشعار داعش قبل الانحصار: باقية وتتمدد!
نمت على هرج ومرج الأحزاب وهي تتهيأ وتتحضر لخوض حرب باردة من أجل الاحتفاظ بالألقاب والكراسي والمواقع حتى لو غير المواقف، لأجد نفسي ألتقي بعدة قيادات سابقة لأحزاب لاحقة! قلت "لعمار غولن": تركت حمس وبحثت عن تاج يجعل منك ملكا، فماذا بعد أن أصبحت سيناطورا منزوع الصلاحيات، و"المناذلون" قد بدأوا في حملة بحث عن مواقع جديدة في أحزاب أخرى أكثر ثقلا وضمانا لكراسي شاغرة؟ قال لي: الحزب باقي ويتمدد! قلت له: علاه أنتم داعش؟ يبدو لي أن الحزب باق ويتبدد! قال لي: باق ويتعدد! قلت له: يتعدد، معناه يتبدد! فالانقسامات والاستقالات والانسحابات والانتقالات تبدد الحزب حينما تقسمه! أنتم فيما أرى كنادي رياضي لم يتمكن من الصعود حتى للقسم الشرفي، وكنتم تمنون مناضليكم من خلال رضا الرئيس عنك يوم كنت مرضيا عنك قبل أن تنتهي من السياحة إلى غرفة الشيوخ! فهرب عنكم لاعبوكم ليلتحقوا بنوادي تدفع أحسن والترقية فيها أكثر ضمانا واحتمالا! قال لي: لا أحد يضمن لأحد الصعود! فأنا لم أضمنها لنفسي فكيف لي أن أضمنها لغيري! تركته ورحت أبحث عن عمار الثاني الذي هو المستقيل من أمانة جبهة التحرير: قلت له: يا عمار، ما بك مريض وفي حالة ميئوس منها! لا تقلق ولا تحزن! قال لي: لقد مسنا وأهلنا الضر! قلت له: صبرا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة! قال لي فرحا: هل تضمن لي الجنة؟ من تكون؟ قلت له: لم أضمنها حتى لنفسي أضمنها لك؟ قال لي: أو لم تقل لي "مصيركم الجنة"! قلت له: أنا أتحدث عن عمار بن ياسر وليس عن عمار يزلي ولا عن عمار غول ولا عن عمار سعداني! فهؤلاء لا أحد يضمن لهم الجنة! قال لي: لماذا؟ لقد "جبت" حجة قبل أشهر، وأنا على طهارة منذ عودتي، لم أرفت ولم أفسق ولم أحرم ما حل الله ولم أحلل ما حرم الله! قلت له: زاهدة دخلت النار بسبب هرة، فلا تضمن نفسك شيئا! قال لي: بلخادم طلبت منه أن يسامحني من خلال الأمين العام الجديد وقد وعدني أن سيسامحني ولو أنه لم يفعل بعد، وأرجو أن يسامحني قبل أن أهلك! قلت له: ولويزة حنون؟ ماذا قلت فيها ولم تطلب منها الصفح ولم تعتذر ولم تسامحك فيما يبدو! قال لي متنرفزا: تسامح وإلا ما تسامحش ماعندي ما نخلا بها! هذه العجوز، ربي قاع ما يستعرفش بها لأنها هي ما تستعرفش به! قلت له: اتق الله يا رجل! هلا شققت عن قلبها! قال لي: شققت على كلبها، فوجدت أنه عندها كلب دوار، باطار، يهر، ينبح ويعض! هذيك ربي يشويها غدا يوم القيامة! قلت لها: هذا تكفير يا الحاج عمار، المرأة مسكينة لم تقل شيئا قبيحا، أنت من قلت فيها كلاما جريحا! أنت من تطلب منها الاعتذار والصفح وإلا سوف تتبعك إلى الجنة إن كنت فيها وأرجو من الله أن نكون منها جميعا ولو أنني وأنت وغيرنا، بعيدين عنها اليوم لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم! علينا جميعا أن نتوب ونستغفر ونطلب الصفح في نهاية هذه السنة لأن السنة 2017، قد لا نصل إلى نهايتها! قال لي: لماذا هذا التشاؤم؟ قلت له: لأنك مريض! وولد عباس قال ذلك وقال بأنه هو من كشف عنك وأوصاك بالراحة والتشميس لأنك مريض! قال لي: أنت اللي راك مريض وهو كذلك! وإذا كنت مريض، فشكون اللي مش مريض في هذا البلاد؟ البلاد هذه اللي ما يمرضش فيها، غير يروح يشوف الطبيب! قلت له: وأيضا عليك أن تطلب العفو من الله وتستسمح الجنرال توفيق! لقد أهنته والله! لقد مسحت فيه الخدمي على كل الخدايم اللي داروها الآخرون! علاش هذا التطاول على شخصية وطنية كانت هي "رب دزاير" وكنت أنت لا ريب لا شيء في الجزائر! كان بإمكانه أن يمحيك وأن ينسفك من الأرض نسفا بمجرد مكالمة أو "أس أم أس"، لكنه لم يفعل، معنى هذا، أنه ليس كما تقول وكما تدعي! قال لي: توفيق أنت لا تعرفه! قلت له: وأنت تعرفه؟ هو يعرفك أحسن ما تعرفه أنت على نفسك، ولو أراد أن يخرج الملفات لكشفت لك عن ساق! قال لي: واش جيت تدير عندي؟ جئت تطلب نارا أم جئت تشعل الدارا نارا؟ قلت له: ما جيتش نبات وأنا مانيش أمرؤ القيس يا عم! أنا جئت لأطمئن عليك بعد الوعكة الصحية التي ألمت بك ولأطمئن عن الحزب من بعدك! فالحزب هو إرث كل الشعب حتى ولو أن مجموعة من أصحاب الشكارة والمصالح قد استولت على أرتاجه منذ سنوات، منذ رحيل الزعيم الكبير مهري! هذا الرجل العظيم الذي أسقطتموها من خلال "المؤامرة العلمية" على تعبير الأخ حجار ذكره الله بالخير! أعتقد أنه بعد أن رحل، ندمتم كلكم أو على الأل ندم من كان في قلبه الخير وحب للوطن! جعلتم منه خائنا لأنه دعا إلى سانتيجيدو، وأرغمتم على أن تقبلوا بقرارات جانت إيجيديو في الجزائر في الأخير وخسرتم كثيرا من الموت والجهد والأرواح! ولو قبلتم برأي حكماء سانتجيديو لكنتم الآن أحسن حالا مما هي عليه الأحوال!
تركته وذهبت لأسلم على الجنرال توفيق! لم يقبل أن يخوض في الحديث حول السياسية لأنه منضبط وصارم في مسألة الرضوخ للقوانين وخاصة قانون التحفظ لكن قال لي شيئا مهما: البلاد على كفة عفريت! قلت له: من هو هذا العفريت! يأكل اللحم أم يأكل الفريت؟ قال لي: يأكلك أنت وأنا لحما أخضر، حي، سواء طيبوك، قلاوك أو تشويت! قلت له: فرنسا؟ قال لي: فرنسا مش عفريت، فرنسا غير "غوفريت"! قلت له: الماريكان؟ قال لي: الماريكان غير "بسكويت"، قلت له: الروس؟ قال لي: الروس " أومليت" قلت له: من رحمك الله، نورنا وأدعو الله لك أن يتوب علينا وعليك: قال لي: إسرائيل يا وجه الكروفيت!

وأفيق وأنا أنظر إلى المرآة أبحث عن سبب هذا الوصف فوجدت وجهي محمرا وقد نبت في لحيتي شعيرات حمراء طويلة تصل إلى تحت الذقن..كل هذا من فرط نسيان ذقني لكثرة ما سمعت الحكومة تسخر من ذقون الناس!

نوفمبر 2016

الراعي والجرة

الراعي والجرة


عندما يعلن رئيس منتدى أرباب العمل بأن هؤلاء الأرباب (ما عدا رب ـ راب) مستعدون لتمويل الخزينة العمومية، فهذا يعطينا مؤشرا على حجم "تغول" المال الخاص على حساب التقزم السياسي العام! فلقد وصل بنا الأمر أن أنجبنا أرباب أعمال  من الأنابيب وأنعشناهم وكبرناهم وربيناهم من مال خزينة الشعب وبمال نفط الشعب إلى أن صاروا كبارا بعد سنوات قليلة لا تتعدى 15 سنة! وصاروا هم من يخططون ويسيرون ويبرمجون ويقترحون ـ حتى لا نقول "يفرضون" ـ قوانين وبرامج وميزانيات وتشريعات تخدم البلد الذي يخدمهم أو لنقول بشكل مختصر، "التي تخدمهم"! وصاروا هم من يعرضون فكرة تموين الخزانة العمومية التي فرغت لأجلهم وبهم! عادوا هم من بيدهم الحل والربط والتمويل وإنقاذ البلاد من الأزمة!
لا نقول هذا من باب التجني، ادعاء أن كل رجال الأعمال يتصرفون بعقلية النهب والسلب، لكن الكثير منهم يبني ثروته على هذا القانون! مع العلم أن هناك كثير من رجال الأعمال النزهاء الذين يعتمد عليهم في بناء اقتصادي وطني متكامل، بعضهم خارج السياق السياسي للأسف!
نمت على هذا التخوف من تعاظم هيمنة قطاع رجال الأعمال في كل الميادين بما فيها البنوك والشركات الكبرى الوطنية التي ستفتح رؤوس أموالها للقطاع الخاص من هؤلاء الذين بنوا ثروتهم على البنوك الوطنية ذاتها! أي أن بعض رجال الأعمال سيصبح شريكا في رأس مال شركة مالية بنكية هي من كانت قد مولته بالملايين الأولى لبناء ملياراته فيما بعد، مما سيسمح له بشراء البنك كله بعد عشرية أو أقل! نمت، لأجد نفسي أعود للخلف في حلم عسير!
أنا الآن في سنة 1990، وقد خرجت في تقاعد مسبق من شركة وطنية تنتج الحليب! تقاعدت لأعمل مهرب بضائع من المغرب متخصص في سراويل الدجين! كنت أحمل الأكياس على ظهري تهربا من الباراجات، والتفافا عليها، ثم نجتمع جميعنا كعصابة مهربين لينقلنا أحد الخواص بسيارته أو حتى في الحافلات إلى مسافة أخرى، ثم ننزل ونلتف على الباراج ثم تعود السيارة فتحملنا بعد الباراج إلى أن نصل إلى الغاراج! إلى "الأرض الموعودة"! هناك نبيع ونوزع ونجمع الغنائم! في أوقات الأزمات، كنا نهرب المسكرات، والعلك والألبسة النسائية وأجهزة الراديو والمسجلات وغيرها، لكن الدجين كان يمشي أحسن من غيره باعتباره له رِجلان!
في ظرف خمس سنوات، كنت أنتقل إلى المغرب عبر المعابر الحدودية السرية بالسيارة! ونسوق كل شيء بالجملة! بالكاميو! هذا لا يمنع أن نرشي هذا وأن نشتري الطريق من هذا أو ذاك! صارت لنا أعين وأرجل وأذرع ومنافذ ونفوذ ونقود!
وما إن انتهت سنوات الإرهاب التي اشتغلنا فيها بشكل جيد بعيد عن المراقبة وبالتواطؤ أحيانا حتى مع الإرهاب بناء على قاعدة "التهريب والترهيب" وجهان لعملة واحدة، صرنا نحسب ثروتا نحن العشرة من المهربين بملايير الدينارات!
صحيح أني لم أشتغل كثيرا في مجال تهريب المخدرات، رغم أني اشتغلت فيها لمدة سنة، أي الأشهر الأخيرة قبل أن أتوجه نحو الاقتصاد المؤسساتي، لكن سنة واحدة كانت كافية لمضاعفة ما بنيته من ثروة خلال 20 سنة! لكن مخاطر المخدرات كبيرة، لهذا تركت هذه المهمة لغيري، وانخرطت في الصناعة! صناعة الشمة! ثم صناعة الشامبوان بالبيض الفاسد! ربحنا كثيرا من الفائدة! فبعدما كنا نهرب البيض الفاسد في صهاريج نحو المغرب، تفطنا لما يصنعون به: الشامبوان! فقلت: لماذا لا نصنع نحن هذا الشامبوان في بلادنا ونطلب من البنوك "سلفية" سالفي! منا وإلينا! تفاهمت مع عدة بنوك، عندي أصحابي في كثير من إداراتها المركزية والجهوية والذي سهلوا لي قبول ملف الجدوى الاقتصادية! بدأت بالشمة والشامبوان، ووصلت إلى صناعة القوفريط وتعليب السمك وإنتاج التلفونات والباتريات وتركيب الدراجات النارية والبخارية وصناعة بعض قطع غيار التراكتورات في الصين وبيعها في الجزائر!
واليوم، وبعد 26 سنة، أنا أجني من الأرباح ما لم تجنيه سوى شركة سوناطرك وسونلغاز! نحمده ونشكره على نعمه ونشكر بلدنا الذي لولانا لما كان ليبقى "مفروع" الرأس بعد الأزمة العابرة التي مر بها! واليوم نحن نتطلع لتمويل كل المشاريع التي تتبناها الحكومة والتي هي من اقتراحنا! ومستعدون أن نسلف للجزائر بالدولار! بل أنني ذهبت إلى أن قدمت مع زملائي في "دبج" (ديوان الباطرونة الجزائرية) مقترحا يقضي بشراء شركات وطنية "Cobra" ومقرات ودواوين منها "سوناـ ترك" و"سوناـ لغز" و"إير آلجيري" و"سكك حداد" و"الترامب" والمطارات وشبكة الطرق والإدارات المركزية وبعض الوزارات، وقصر المؤتمرات الجديد والقديم ومقر البرلمان ونموًل البرلمان بغرفتيه بعدة غرف في ناطحات سحاب! نحن ننتظر الرد! هكذا، سوف نشتري الجزائر بأموال الجزائريين لكي نقدم لهم العمل بالخمس، أي بأجر يمثل خمس الأجر القاعدي السابق! ونكون بذلك قد أعدنا إدماج الخماس وأدخلنا إلى الصناعة والتجارة بعد أن كان فقط في الفلاحة والزراعة! كما أننا سنجعل من بعض المواطنين من متعلمين ومثقفين وباحثين رعاة لقطعان الأغنام في الهضاب العليا بعد أن اشترينا كل المواشي من الموالين السابقين وأدمجنا كل هذه القطعان ضمن شركة خاصة تضم 5 ملاك وصناع ورجال أعمال هم من يحتكرون الرعي وتربية المواشي من أجل ضمان لحوم حمراء بسعر نحن من يحدده ولا استيراد إلا من طرفنا بحسب دفتر الشروط! سنعلن عن مسابقة لحاملي الماجستير والدكتوراه علوم وعلوم إنسانية واجتماعية من أجل الالتحاق بمنصب راع وراع مربي وراع حلاب، وراع لحام وراع بياع! ونحن متأكدون أن الإقبال على المسابقة سيكون كبيرا بعد أن جمدنا بقرار كل مسابقات التوظيف في القطاعات الأخرى غير الرعوية والفلاحية. سنعين وزراء لنا في "الحكوـ مات" القادمة وقد يكون رئيس الحكومة نفسه من الحومة! والشعب الجزائري سيكون في طليعة الشعوب التي ترعى..

وأفيق على وقع قارورة ماء زجاجية تهوي على أم رأسي من علو مترين، تركتها تبرد في مهب "لاكليم"! آآآي... هذه هي قصة الراعي والجرة!

أكتوبر 2016

العودة "بخفي" مخلوفي!

العودة "بخفي" مخلوفي!



الرياضة ليست أحسن حالا من السياسة عندنا وفي بقية الدول العربية أيضا! والدليل هو حصاد الهشيم في أولمبياد "ريو دي جانيرو"، في البرازيل الشهر المنصرم! حظ الجزائر، وإن كان ليس أتعس حال من حال كثير من الدول العربية، إلا أنه، قياسا بما "حضرناه" ومما حذرنا منه! وقياسا بـ 31 مليار التي صرفت "إسرافا وبدارا" على رياضيين لم يعودوا سوى "بخفي مخلوفي"، يمثل التعاسة بعينيها وأذنيها! السبب يعود من دون شك إلى التسيب وعدم مراعاة المصلحة العامة وسمعة البلد والمشاركين وتفضيل المصالح الذاتية الخاصة والاستفادة من الامتيازات والتمييز بين الرياضيين واعتبار كثير منهم مجرد كمبارس تحت عنوان "المشاركة من أجل المكارشة"! واعتبار أولمبياد ريو، مجرد تمرين رياضي تحضيرا لمنافسات داخلية محلية! عوض أن يكون العكس! واعتبار المشاركة، امتيازا سياحيا ومنة تمن بها خزينة الدولة على تآكلها، من أجل "أكلها" بالبارد وتوزيع ما تبقى منها على المشاركين ساخنة، بادعاءات قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة من فئة: لولانا لما شاركتكم! ولولا أن من الله علينا بأن مننا عليكم بهذه الفرصة الثمينة لما كان لكم الحظ أن تلتقطوا صورا مع المشاهير وتزورون بلاد "بيلي" وكأس العالم!! كل هذا يمكن أن يكون قد قيل للمشاركين باعتبار بعضهم لا يستأهل أن يشارك، وباعتبار أن من يستأهل المشاركة، ولم تزود جيوبهم بما كانوا يحلمون به، بل وذهبت الأموال بلا ذهب ولا فضة ولا حتى برونز، ما خلا الفضيتين التين تكرمت بها "سيقان" مخلوفي..وحدهما دون دخل لأيادي المنظمين!
في المحصلة، فساد وتسيب في التسيير وإهدار للأموال في عز التقشف! وقد لاحظنا أن هذا الفساد المتطبع فيها عربيا، كان سائدا والدليل هي النتائج الكارثية للعالم العربي عموما!
نمت على خلفية هذه النتائج وما صاحبها من لغط واتهامات لأطراف لم تسم من طرف العدائين، خاصة مخلوفي، لأجد نفسي أحضر الأولمبياد بصفتي لا شيء! عداء اختِرت بدون علمي ولا عملي، وبدون أن أفوز في أي سباق تصفوي وطني أو قاري أو إقليمي أو حتى محلي! هكذا، جاءتني سفرية من عند ربي! فقط لأن العداء الذي كان من المفروض أن يشارك، وقعت له "موانع" موضوعية بسبب عدم تمكنه من استخراج جواز سفره البيومتري وكونه رفع صوته على بعض المسئولين! وطالبهم بالتدخل فرفضوا متحججين بأن الباسبور شخصي ويخصك أنت اللي "تجري" عليه! أو لست عداء؟؟ فحلف أحدهم في دوائر "الشوابين" والرياضة، براس الشيبانية أمه، "ما راه مبارتيسيبي"! واتصلوا بي لأن اسمي كان يشبه اسمه لكي أشارك في "بلاصته" زكارة فيه لأنه شرًك فمه وحب يفهم! قالوا لي مبررين هذا الاختيار: وأنت ألست عداء؟ قاع نعرفوا نجريوا! هذاك ما فينا غير الجري والهكيش! الجري، قاع الناس تعرف تجريه! ها أجري قداش ما قدرت والسلام! المهم المشاركة! قلت لهم: بصح أنا مش عداء، علاش ما ديتوهش هو اللي عداء؟ قالوا لي :هذاك من الأعداء مش من العدائين! ما خرجلهش الباسبور، بدا يفهم ويشرًك فمًه نتاع أمًه: أنا عندي  ونعرف وما نيش عارف! وحاسب روحه قادر يمشي من فوق رؤوسنا! قلنا له: والله ما رايك رايح! ولو كان رانا عارفين بلًي تجيبنا ذهبية! (وكان قادر يجبها ولد الحرام!). لم أفهم هذا المنطق، إنما من باب المصلحة والرغبة في التحواس، لأني عمري ما زرت ريو دي "جانيطو"، قلت: والله نروح نشوف الهند على ظهر الحكومة! (فهمت من بعد أن ريو دي جانيرو..(وليس ريو دي جانيطو)..هي عاصمة البرازيل وليست في الهند نتاع جانيطو! البرازيل نتاع "بيلي" و"لاكوب دي موند نتاع الفوت، نتاع البولا، نتاع كرة القدم!
أعطوني  وحد"المكتوب" وقالوا لي:  هاك "فري دي ميسيون"! ما يقدوكش للماكلة، ادي معك بركوكش والماقارون وحليب غبرة والفارينة باش تعجن روحك الخبز وتطيب! ودي معك "رزيستنس" باش تسخن الماء باش تدير القهوة ولاتاي.. أحنا نعطوك الماء! والسكر من عندك! ودي آديداس مليحة ما تكونش "تدْبرْ" باش تجري، ودي صباط باش تهركس! وزوج تبديلات نتاع الصيف ووحدة نتاع المشتة، بالاك يكون البرد في الليل! ودي باش تعوم ودي الدخان مالبرور، باش تبيعه تمة وتعاون به روحك! قاع راهم دايين والشمة إذا تشم !
الحمد لله سلفت الدراهم على يما وديت الدينار تهريب باش نصرفه هناك! (مليون سنتم شريت به كيلو فلفل ورطل طماطش! هذا ما جابلي!)
ويوم السباق، أروح تشوف! كنت أنا في الرواق الثالث وأمامي جامايكي وكيني وواحد أمريكي وخلفي أثيوبي وأمامي كيني وروسي! واسمع صوت المسدس! في الأول حسبت أن واحد "تيرا" علي باش نخرج "نتيري"! فارتميت على بطني! منبطحا ..خذ! مازلت عاقل على الخدمة الوطنية! لكن من بعد، لما رأيت الناس عاطيتها للجري وأنا منبطحا، حتى أنا درت الكوراج ونضت نلحق بهم! لما نهضت، هم كانوا يكادون ينهون نصف دورة الملعب! ماذا أفعل؟ عوض ما ألبس أديداس، نسيت ولبست الصباط! ولا واحد نبهني وقال لي واش راك ماشي تتسوق وإلا تعزي! خلاوني نجري بالصباط! وصباط جزائري! غير أنا جريت خمسين متر وهو التوى وطارت الفردة الأولى: على خاطر عندي رجل وحدة تلبس 42 والأخرى 38! رميت الفردة الزاوجة ورحت نلحق بهم بالحفا والناس تضحك وتصفق وتصفر! لما رأيت بأنه يستحيل أن ألحق بهم لأنه كان يبدو وأنا أجري.. أي أسير.. وكأنما كنت أعود للخلف! قلت في خاطري كما يقول الذيب: هذاك اللي تتلفته، أجريه!" ماذا يفعل أخوك عمار؟ يدير "دومي تور" ويروح يتلاقى بهم وهم قادمين ويكادون يلحقون بي! وما إن اقتربت منهم لملاقاة "الأعداء"، حتى استدرت مرة أخرى و"درت دومي تور" لأصبح أنا الأول في الترتيب! الذهبية لي، ما يقلعهاش لي حتى عمار بوزوار وإلا حتى قاضي فاس!
وأبدأ أجري وأهرول بالحفا والعرق تسيل والناس تضحك وتصفر! كانوا يجييو موراي كللي خاون حاجة وهارب! وما لبت أن لحق بي الجامايكي ولد لحرام! كان يجري كما لو كان يسوق فيراري! كل هذا وأنا أفر أمام "الأعدائين" لعلي أصل الأول ولم يكن يفصلنا عن نقطة الوصول سوى 300 متر! عندها رحت ألحق بالجامايكي: قارع آآمحمد، حبس نهدر معك آآبنادم! هاك نعطيك كيلو بركوكش نتاعنا وجرني موراك! ما تجريش بزاف..أستنى شوية مالك مقلق! في هذه اللحظة يمر علي الروسي ويتجاوزني، فأسارع لعرقلته فأسقط ويمر كما لو كان على متن 4X4! ورحت أسبه: الله ينعل الراسة نتاع جدودك الرواسة.. أعقل فيها أبن الكلب والله كي نوصل نقلع لك جدك لينين وخالك ستالين! تفوه!
وحين وصل الجمايكي إلى نقطة الوصول، كنت أنا لا أزال أبحث عن صباطي الذي راح في التهركيس فلم أجده إلا بشق الأنفس!
أروح تشوف للتالي: عندما رفع العلم الجمايكي ونشيد الدولة الفائزة بالذهبية، كنت أنا من يسبق للصعود إلى منصة المرتبة الأولى وأشرع في أداء النشيد الوطني: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع" وأنا أرفع العلم التونسي الذي حسبته هو العلم الجزائري! هذا قبل أن ينزلونني بهدوء ويمنحوني ميدالية بلاستكية باش ما يباقش خاطري تضامنا مع مساهمتي في تنشيط الجمهور بالضحك في الملعب المترامي الأطراف!

عندما أفقت من هذا الحلم الكئيب، وجدت نفسي أعوم في بركة من المياه بعد فيضان في الحمام ليلا! قلت في نفسي: لو شاركت في السباحة مش أحسن!؟ 

سبتمبر 2016

مقلب على منقلب

مقلب على منقلب



انقلاب تركيا الفاشل، جعل تركيا أردوغان تندفع نحو الأمام بسرعة ألف ميل في الساعة بحثا عن طريق يسد كل محاولة انقلاب جديدة في بلد عمر العلمانية الديمقراطية العسكرية فيه لا يقل عن 70 سنة!
حملة تطهير سياسية أمنية عميقة مست بكل مفاصل الدولة بسبب ما سمى بتغلغل عناصر الكيان الموازي في جهاز الدولة بغرض ابتلاع النظام وتعويمه في تنظيم شبه أسطوري يقول عنها أخوة الانتماء إليها أنها "خيرية"، فيما تزعم "الأتا تركية الجديدة" أنها كيان موازي لا يختلف عن الحركة الماسونية في الأسلوب والعمل والأهداف!
انقلاب فاشل أفشل مخططا كان بالإمكان أن يبقي على الانقلابات إلى أمد طويل! كان السيسي  ومصر الانقلاب أول من يفرح! بل وفرحوا من خلال أعلامه المخزي خزي إعلام بشار، وكان كثيرون يودون لو نجح هذا الانقلاب وفي مقدمتهم إسرائيل وأمريكا التي لا يمكن بسهولة تصديق رسمييها ببراءتهم من التخطيط للانقلاب أو حتى معرفة مسبقة به في هذا البلد السائر نحو ديمقراطية على الطريقة الإسلامية العلمانية! انقلاب، لو نجح، لأعاد تركيا سنوات للخلف ولكانت إسرائيل قد أعلنت فوزها هي عوض المنقلبين! ولكانت إيران قد بقيت وحدها في المنطقة والتي يمكن بعدها  زعزعة استقراها بفعل حلفائها "المسلمين" الكثر هذه الأيام! خاصة بعد أن دجنت مصر بفعل انقلاب السيسي، وبفعل تموقع بعض دول الخليج،، إن لم يكن كلها في خندق محاربة عدو المنقلبين في مصر وهم الإخوان، حتى صار الأخوان أعداء والصهاينة أصدقاء!
الانقلابات هي سبب كل بلاء وخراب، وكان من المفروض لو كان الغرب ديمقراطيا حقا أن "يجرًم" الانقلابات وأن يتخذ مواقف ردعية ضد كل انقلاب عسكري واضح الأركان بتجريم جماعة الانقلاب ومتابعتهم في محاكم دولية وفرض عقوبات على الأنظمة الانقلابية تحت البند السابع، عوض أن يحكموا على الثورات الشعبية بالعداء والتستر على الظالم والتعامل معه باعتباره "أمرا واقعا"! لكن الغرب وديمقراطيته الصورية، تتعامى على المظالم وتتستر على الظالم إذا كان في صفها، وتقف ضد الشعوب إذا كانوا في خانة المعادين لها! هذا هو نفاق المجتمع الدولي!
في الجزائر، كان الرئيس بوتفليقة أسبق من أردوغان في عمله على تقويض جماعة الانقلابين المسمون "الجانفيين" نسبة إلى انقلاب جانفي 92، حيث أرغم الراحل الشاذلي على الاستقالة تحت ضغط نتائج الانتخابات البرلمانية التي لم تكن في صالحه ولا في صالح مجموعة الجنرالات الذين كان بوتفليفة في حملته الانتخابية الأولى  قد أسمعها إل من سمعوه: "لا تخيفكم هذه القطط .. هؤلاء ليسوا نمورا وإنما هم مجرد قطط!" وبالفعل، كان من أعماله أن صفى نظام الانقلابيين الذين كانوا يصنعون الرؤساء! غرفة العمليات السوداء التي لم يكن ليمر رئيس إلا عبرها ولها وبها ويعيد الأمانة لها إذا ما انتهى أجله أو ولايته! لكن بوتفليقة عجل بتصفية هذه غرفة العمليات هذه فردا فردا، بطرق شتى: عن طريق التقاعد المسبق أو الملزم أو بالامتيازات والإغراءات المادية، تحول على إثرها كثير منهم إلى الأعمال وتجارة "الكانتنير" مما فتح الباب أمام فساد مالي وتجاري واقتصادي رهيب، لكنه تخلص من شوكة في الحلق، كانت قد علقت له منذ حملته الأولى الانتخابية عندما أرغم على أن يبقى رهينة في أيدي من رشحوه بأن عملوا على التلاعب بالانتخابات في الثكنات لصالح المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، ليبدو لنفسه أنه لولاهم لما فاز وليقولوا له: مش الشعب الذي انتخبك وإنما نجن من رشحناك وربًحناك وصنعناك ووضعناك! هذا الأمر كان قد دفع بالمرشحين الستة لاتخاذ قرار بالانسحاب جماعيا من السباق على اعتبار أن النتيجة كانت محسومة سلفا وأن بوتفليقة وراءه العسكر وسيفوز أحببنا أم كرهنا! وكان بوتفليقة سيفوز حتى بدون التلاعب هذا وانتصر بوتفليقة فعلا على نفسه وفار بسباق بقي فيه وحيدا! وهذا ما كانت تريده الجماعة! غير أن بوتفليفة كان أذكى وأدهى عندما أقبل بعد أشهر على استفتاء شعبي حول قانون الوئام المدني الذي كان شعار حملته الانتخابية وبرنامجه الانتخابي! وكانت النتيجة فاصلة كبرى: الشعب كله يصوت لصالح مشروع بوتفليقة، وكان ذلك ردا على جماعة الجانفيين أني قد أنتخبت شعبيا بدونكم وبلا مزيتكم! ولست أنتم من جاء بي لكرسي الرئاسة، بل الشعب! وهكذا، قام بوتفليقة بالالتفاف على الانقلاب بمقلب سريع، مدني متحضر، ديمقراطي! بعد أن رد الكلمة للشعب عندما كانت المجموعة تريد أن تستأسد بها لوحدها!
هذا التذكير هو فقط للتدليل على أوجه التقارب  ـ البعيد ـ بين تجربة بوتفليقة في إصلاح المنظومة السياسية وبداية تأسييس لحكم مدني، لن يكون "كامل الأصاف" بالتأكيد اليوم ولا غدا، لكنه بالتأكيد، لن يكون للجنرالات المنقلبون الأمس فيه دور محوري في صنع الرؤساء والعودة إلى دور فقدوه بشكل يبدو نهائيا إذا ما سارت الأمور على ما تسير عليه!
وجدت نفسي وأنا أتابع سير الأحداث في كل من تركيا والجزائر ومصر، أعيش حالة إنكار: أنا هو خالد نزار وقد أرقني قانون تكميم الأفواه للضباط المتقاعدين! طلبت أن أعود للخدمة العسكرية ولو برتبة كابران، فقط لكي أتكلم وأشرك فمي! لكنهم رفضوا! قلت لهم وأنا أنقلب على رأسي وأرجلي على طريقة "كمبعرايس" أتشقلب فوق حصيرة عليها سجاد لا أسجد عليه!: هذا انقلاب! يمنعوننا من الكلام؟ ونحن كنا كلنا لما نتكلم لا ينطق أحد غيرنا! أنا أمنع من الكلام؟ هذا انقلاب مدني على العسكر؟ لن أسكت، سأملأ هذا البيت بالهدرة! مات فينا من مات، وسجن من سجن، وبقي خارج القفص مغلق الفم من بقي! أنا لا أريد المال، ولا أريد أن أعوض جاهي وسلطتي بواسطة شركة أو زوج أو مزايا مادية؟ أنا باغي نرجع لبلاصتي في الدفاع أو في وحدة عسكرية! باغي نحكم! ماراناش في تركيا! هذه الدزاير يسموها، وأنا يسموني نرجع وزير الدفاع! باش ندافع بالمدفع عن المشعب المدفوع! واش به هذا الشعب ساكت! أحنا هما اللي جبنالكم الحرية والديمقراطية بالدبابات والكلاش! وين راه هذا الشعب نتاع الشكوبي؟ لو كان على بالي بللي الشعب داير كما هكذا كنت ..نكمله! كنا قادرين باش ندكوا جد يمات يماين هذا الشعب كله في رقان! الصحراء كبيرة وتأكل حتى 30 مليون! خسارة ما كناش قافزين! هاوين توصل سياسة عدم الحزم!
وأفيق وأنا أرد على المسكين:!..روح حوًس على شعب أخر يفهمك إذا بغيت تفهم!

 أوت 2016



بكالوريا مفخخة

بكالوريا مفخخة


لم تعرف الجزائر منذ الاستقلال فضيحة في الباك بمستوى ما حصل هذه المرة! حتى تسريبات 92 في عهد الوزير الأسبق " علي بن محمد"، لم تبلغ هذه الدرجة من التسريبات التي طالت معظم المواد، ولا حتى مستوى الغش "الجماعي" العام! صحيح أن تكنولوجيا الإنترنت وانتشارها السريع عبر الجيل الثالث خاصة مع انتشار الهواتف الذكية، هو من جعل التسريبات تصل إلى القاصي والداني  حتى أصبع التلميذ يراجع الامتحان المسرب في البيت، ويبيت ساهرا إلى الخامسة صباحا ينتظر نشر الأسئلة والأجوبة النموذجية في مواقع التواصل الاجتماعي ـ خاصة فيسبوك ـ قبل أن يذهب ليجيب على السؤال الذي اختاره سلفا، ويطلب من موزع الأسئلة بشكل علني "أعطني السؤال الأول" أو الثاني" معلنا له أني أعرف الأسئلة مسبقا! التحدي في الغش الذي صار يمثل "قفازة" وشطارة لدى التلاميذ حتى أنهم راحوا يتفاخرون أمام قنوات التلفزيونات نقلت الأخبار من أمام الثانويات، بأن السؤال كان بحوزتهم قبل الدخول إلى القاعة! بل  ويعطون الصحفية والمصور حتى هواتفهم ليقولوا لها: شوفي شوفي! والله غير كان عندي السؤال قبل ما ندخل! رانا نراجعوا الأسئلة في البيت ونروحوا نفوتوا في الكلاصة!" بل أن البعض جعل من هذا الباك تنذرا بقولهم ساخرين: من أراد العلا سهر الليالي"، يقصدون السهر إلى الصباح بحثا عن التسريبات في الانترنت!
أكثر من ذلك، التسريبات بدأت من اليوم الثاني، وبعلم الجميع، مع ذلك لم توقف الامتحانات! ولولا الشوشرة الإعلامية وضغط المنظومة التعليمة من نقابات، لكانت الحكومة قد مضت في دعم الوزارة الوصية لتمرير الباك بردا وسلاما، كما لو أن شيئا لم يكن! فقد عودتنا الحكومات أن تلعب دور النعامة وتطبيق سياسة الهروب إلى الأمام! ولولا الخوف من السمعة والتنزيل في التصنيف لدى اليونسكو، لما أخذت الحكومة والوزارة هذا الأمر بجدية، مما يؤكد مرة أخرى على أن التعليم عندنا إنما هو ذرا للرماد في الأعين العمياء، ومسحوقا تجميليا يراد به إخفاء العيوب بعيوب أكبر! على أساس أنه عندنا كذا مليون طالب وكذا مليون ناجح وكذا ألف متخصص وكذا رقم متمدرس، للافتخار أكثر ما هو للاستثمار! أي استثمار في الافتخار لا غير!، وإلا، أين هي نتائج المنظومة التعليمة من الثانوي إلى الجامعي في تطير الاقتصاد والإنتاج والتعليم والكفاءات الوطنية؟ إننا ننتج عاطلين عن العمل وفقط!
نمت على وقع أحداث الباك ونتائجه ومقدماته التي لا تبشر بخير رغم قرار الوزارة العمل على إصلاح المنظومة التعليمة وإصلاح جذري في طريقة إجراء الباك، الذي على الأرجح يكون في دورتين كما كنا نفعل قبل الإصلاح الأول في 71! هذا النظام ورثناه عن فرنسا، وفرنسا الآن تخلت عنه، لنعود له نحن أيضا! إنها نفس الحالة التي حدثت مع وزير الاقتصاد عندما رفض لربراب مصنعا في الجزائر قيل عنه أنه "خردة"، لأن هذا الأخير قام بتجديد نفس المصنع بفرنسا بمعدات وآلات جديدة، هي نفسها من أراد إدخالها للجزائر! يعني أن فرنسا نقدم لها تكنولوجيا جديدة والخدرة نستقدمها للجزائر على أساس أنها "جديدة"! يعني لعنتان في لعنة واحدة: الغش والكذب! بوشوارب كان على حق! لكن على سلال أن يكون على حق ويرفض إصلاحات قادمة من فرنسا "خدرة" كانت فرنسا قد تنصلت منها سابقا! فلم نستقدم الخدرة الثقافية والتعليمة لنجربها على أطفالنا وأبنائنا، بدون خشية من "الحساسية " والإيكزيما والأمراض غير الجلدية! فالأمراض الفكرية والثقافية والعلمية التي سنورثها لأجيال ألعن وأخطر لأنها ستبقى وستورث، في حين أن خردة الحساسية الجلدية المستورة مع ذئاب الاستيراد من الصين، قد لا تمس إلى من يلمسها!
نمت على هذا الهوس، لأجد نفسي أنظم باك 2017، بعدما فشلنا في حجب المواقع كلها وبعدما لم نتمكن من ضبط المسربين رغم أننا قضينا على "خلايا نائمة" من المسربين في المنظومة التربوية بالتعاون مع أصحاب الشكارة والسمعة والسلطة الذين دفعوا لأموال للمسربين من أجل شراء الأسئلة، إلا أن التسريب بقي هاجسا حاضرا دوما، لأن الطمع يفسد الطبع! وما دام أن الفساد قد عم، فلا إمكانية لتوقيف هذا السرطان إلا بالبتر الشامل! لهذا قررنا أن نجري الباك في الثكنات العسكرية عوض الثانويات! على اعتبار أن النظام العسكري بانضباط جنوده وضباطه، هو الوحيد الذي يمكنه أن يمنع هذه التجاوزات! قسمنا التلاميذ على الثكنات وقطعنا الانترنت لمدة شهر ، ووضعنا بجوار كل ممتحن جنديا مسلحا وبجانبه شرطي ويحرس الجميع ضابط برتبة قبطان مع كاميرات في كل قسم ومشوش على الانترنت وهي مقطوعة، في كل ثكنة! الهواتف ممنوعة والتفتيش صارم! بالتعري الكلي أمام ضابطين من الأمن والجيش بالنسبة للإناث وضباط وصف ضباط من الجيش والشرطة بالنسبة للذكور! في الخارج، الثكنات محروسة بالدبابات وقاذفات صواريخ ورادار مشوش وملتقط للموجات ما فوق صوتية.
كما تم الإعلان حالة الطوارئ القصوى عبر كامل التراب الوطني طيلة شهر ـ رغم أننا قلصنا مواد الباك إلى النصف بعد الخلص من التربية الإسلامية والتاريخ واللغة العربية للعلميين والإبقاء فقط على المواد العليمة، فيما أبقيت الرياضيات وأضيفت الفيزياء لطلبة أدب عربي!
الأسئلة كانت تقدم على شاشة الكترونية وليس في شكل أوراق! الأسئلة مرسلة مباشرة من وزارة الدفاع الوطني في الحين والساعة والدقيقة: حتى الأسئلة يبدو أنها صيغت من طرف ضباط مثقفين ومتعلمين وخريجي المدارس الوطنية: مثل هذا السؤال في التاريخ: يقول السؤال": أنتبه أستااااعد! حط سلاااااحك! حط أقلااااامك! تحدث عن ثورة التحرير وكيف قضت على فرنسا حتى خرجت هذه الأخير مدحورة منحورة وكيف أن جيش التحرير كبد الحلف الأطلسي خسارة ما بعدها خسارة. انتهى السؤال الأول! أنتبه..أستاااااااعد! أجب!
التصحيح، وقع معه نفس الشيء في الثكنات وحراسة المصححين بنفس الطريقة!
ولأول مرة لم يحدث تسريب، ولأول مرة نضطر لنقول أن المدنيين الموجودين حاليا وسابقا، قد فشلوا حتى في إجراء امتحان للأولاد! فكيف بإمكانهم تربية الأولاد؟
صحيح أن النتائج كانت ضعيفة جدا: 20 في المائة فقط فازوا في الباك، لكن هذا هو الباك؟ وهل تريدون أن ينجح كافة الشعب الجزائري، حتى من لم يدخل المدرسة قط..؟

وأفيق وقد غمرني عرق هذا الشهر الحار الذي لم أجد فيه برا ولا بحرا في خضم هذا النهر الجاف صيفا الجارف شتاء الذي بنيت فيه براكة لعلني أرحل عما قريب إلى عمارة "الشراكة".

جويلية 2016

في بيتنا بحر..


في بيتنا بحر..



كنت "متفائلا" من أن عمار "الغول" الذي تغول في الحكومة حتى صار قبل أن يغادر، أقدم وزير في حكومات الرئيس المتواترة، كنت متفائلا بأن يجعل من صيفي هذا ممتعا، بالنظر إلى أنه دشن الطريق السيار يوم كان في النقل قبل أن ينقل إلى السياحة ليعطيها نقلة، فإذا به ينقل قبل إعطاء النقلة، ربما تزامنا مع حملة "النقل" الذي وقع في وزارة بن غبريط! فهو وزير تنقل من عدة وزارات لأحداث النقلات، لكنه نقل قبل أن استحم في البحر وأسيح على الشاطئ الذي لم أعد أعرفه منذ أن صار الخواص يبيعون الرمل ويبزنسون في "الماء المالح للشرب".
بكيت على السياحة التي أريد لها أن تنقل "الحجاج الأوروبيين" والحجيج الجزائري كل صيف إلى الشواطئ لتعرية الأجساد والعودة إلى "العصر البرونزي"، بمباركة و"حماســ ..ـة" غول النقل والسياحة الذي ترك حماسه وحزبه لعله يتحول إلى "تاج" عروس بمباركة الرئيس، إلا أنه لم يجد لا "تاج  العروس" ولا "شاشية العريس"! مع ذلك بقي لما بعد إنهاء المهام، يروج على صفحته في الفيسبوك للسياحة وكأنه يقول لمن نقله إلى "مهام أخرى" بأني لا زلت وفيا للسياحة!
قلت لزوجتي: "الصيف، ضيعت اللبن"..البحر عليكم هذا العام! هذا العام سأجلب لكم البحر إلى البيت، ما تخافوش... أنا ما تبحرليش!
اشتريت لهم بيسين بلاستيكية قطرها 3 أمتار ووضعته وسط الدار..في الحوش يعني..في مكان لا يطل عليه أحد..ولا اثنين!
"هنا، ستبحًرون! البحر من ورائهم والحر من ورائهم وليس لكم والله إلا البيت والدار والاختباء خلف الأسوار!" هكذا خطبت فيهم قبل أن أشتري هذه البُحيرة المتنقلة! وتعالى تشوف الهم عندما يبحث عنك حتى في الدار! صار بيتي قبلة لكل من هب ولا يدب..من أبناء العائلة والجيران الذين صاروا يزورونني كالفئران..في كل وقت! يقظون مضجعي عندما أهم بالقيلولة، فلا تسمع إلا الصياح والنباح والعويل والصراخ والزعيق والنعيق!
أبنائي وجدوا راحتهم في اليوم الأول فقط، أما اليوم الثاني فقد تركوا "البحر القصير" لأصحاب الأقدام الطويلة السوداء من سواد العائلة والمقربين والمبعدين! حتى من كان لا يزورك إلا في الموت..جاء يقول لي "توحشناكم"..وجاء "بكمشة نتع بزور" وكأنهم دروسوا "قلة التربية" في المدرسة!
في اليوم الرابع،  بدأت الشكايات والحكايات تصل إلى بيت نومي! فأنا أصلا خاطيني البحر وخاطيني الماء! أنا "بري" ولست لا بحريا ولا برمائيا! أنا متوحش..خلوي، صحراوي مترمل! بدأت زوجتي تتأفف وتقول لي: "أنا هذيك لابيسين غادي نثقبها ونسيًل دمها قدام اللي يحب واللي ما يحبش! أنا وليت قرصونة في هذا الدار! مش فقط غير يجيوا عندي يفوتوا العطلة ويعوموا ويبرونزيوا، يزديوا يدوشوا ويأكلوا ويفطرواا ويشربوا..ويــ يوسخوا لي الطواليت! أنا راه عندي الأوتيل هنا؟ مركب سياحي؟". قلت لها: "عمار غول مشى لداره، ها راهم الجيران يتغولوا علينا"!  قالت لي وهي تزأر وتبشش شعرها المبشش أصلا:"لو كان هذا الغول خدم السياحة والنقل، لو كان رانا في البحر كيما قاع الناس يديروا! الناس يروحوا يرتاحو وحنا جبنا لهواس للدار"!
الأبناء والبنات، جاءوني قبلها بقليل يقولون نفس الشيء مع بعض الخصوصيات: بابا، طرًد علينا الناس! فلان راه بال في لابيسين! فلانة رمات التراب في الماء، علاًن زلًع الماء نتاع لابيسين! أولاد فلانة راهم يحرموا علينا العوم أحنا أصحاب الدار، أبناء فلان، ضربونا! قلت لهم: في عشنا وينشنا؟ من اليوم والله ما يزيد واحد يدير رجليه في الماء يبردوا!! اليوم أنا اللي غادي نعوم وحدي! اليوم أنا ندير كراعي!
وخرجت من بيتي وأنا أزبد وأرعد: أول من صادفته هو ابن الجار بياع الكاران: مسكته من "الكيلوط" وسحبته له نحو الأسفل أمام الذكور والإناث: تزيد تولي، الكيولط يطير! هيا طر لأمك!(وخرج يعوي وسط ضحكات الكل!). دقائق ويدخل أبن جار الجنب ابن قدور بائع البطيخ، حاملا نظارات قد هاااك... وباراصول وسربيتة ونعالة و"لي بالم"! والماسك! تحسب راه عندي المرجان في أعماق البحار!. مسكته هو الآخر من مؤخرة الكيلوط  ونظرت فيه بلا صراخ: واش، راك رايح تبحر في دار الحاج موح، عوم وروح؟ راك تشوف في عندي بيسين أولمبيك هنا؟ وإلا عندي "كاب فالكون"، طير عند أبوك خير ماراك تصوًر الجمهور بمؤخرتك! (أقصد به جمهور العائلة)..
الولد لم يعرف ماذا يقول سوى أن قال لي: لا لا عمي..راني ماشي..أنا يما هي اللي قالت لي روح تعوم عند عمك موح! قلت له: قولي لها: عمي موح، ماعندهش سفينة نوح! يالله عفط؟؟ طير خير ما كيلوطك يطير!
وهو خارج، سمعته يقول لفريق عوم آخر قادم من نهاية الزنقة ليعوم عندي: " غير وليوا تروحوا.. والله اللي يدخل راه يقلع له الكيلوط!"! واسمع الأرجل والكلاكيطات تتعثر في الطروطوار هاربين وكأني كنت خلفهم بملقط أنزع عنهم لباسهم!..هربوا كلهم..ولم أر أحدا منهم منذ ذلك الوقت! يبدو أن الحاضر أعلم الغائب..والأمر وصل إلى الفيسبوك: صرت حديث العام والخاص بينهم: ينكتون وينذرون ويسخرون ممن سحبت من خلفهم أنصاف سراويلهم! كلفني هذا بطبيعة الحال لوم أبائهم وحتى أمهاتهم، لكن ربحت راحتي وراحة أبنائي!
في ذلك اليوم بالذات: كنت أنا من سيتوسط البركة الاصطناعية! أنا وحدي أعوم حقي!
بقي أبنائي وبناتي وأمهم  يتفرجن علي وأنا أهم لأول بإنزال بحري! كنت ألبس سروالا عربيا خشنا وقميصا، فأنا لا أحب أن أتجرد من ملابسي في هذه الشمس المحرقة مخافة حريق من الدرجة الثالثة كما حدث لي في عز الشباب لما كدت أفقد القدرة على السير والقيام والقعود طيلة 20 يوما، بسبب تعرضي لشمس البحر طويلا!
وقفت على كرسي عالي بغية القيام بغطسة نوعية تسمى "البومبة"، أي السقوط في الماء على المؤخرة! وتعالى تشوف ما حدث لعمك موح!: ششششلاااطططط! وأهوي بسروالي العريض وسط البحيرة، لترتفع موجة ماء بعلو متر ونصف وأهوي أنا على المؤخرة فوق الكارلاج! آآآآي!
الماء تزلع كلية من البحيرة...سروالي خنقنس وكتم أنفاسي من الرأس إلى القدم حتى شربت نحو 3 لترات من الماء الوسخ!..الذي لست أدري ماذا كان فيه..بحسب الأبناء.. البعض بال..فيه! وإذا ما يكون آخر قد فعل شيئا آخر.. أدهى وأمر!..كل هذا راح إلى معدتي..وسط ضحكات وقهقهات زوجتي وأبنائي، لم أسمع ألعن منها من قبل! المشكل الأكبر بقي في موقع الضربة! فقد نهضت بعذاب شديد ورحت مباشرة إلى السرير الخشبي..لعلي أسرح عظام العصعص في نهاية العمود الفقري التي كاد أن يتفتت من جراء سقوط جلمود صخر حطه السيل من عل: 120 كلغ تبارك الله!

وأفيق وقد سقطت من سريري لأني كنت أحلم أني سقطت فعلا في لابيسين!

جوان 2016

زيارة "فالس"ـــو ..للجزائر!

زيارة "فالس"ـــو ..للجزائر!

...خمسة في عين أمك...
الزيارة التي قادت رئيس الحكومة الفرنسي "فالس" الشهر الماضي إلى الجزائر رفقة فريق من المستثمرين من مزدوجي الجنسية، خرجت كما دخلت فيما يبدو، لولا ما لحقها من صخب إعلامي بدأته جماعة حداد ـ بوشوارب والنقابة المتحالفة معهم، ردا على نشر فالس لصورة تذكارية مع  الرئيس على حسابه في تويتر، نقلتها فيما بعد الصحافة الفرنسية بدأ من "بتي جورنال" الممنوع دخولها لتهجم الجريدة على الجزائر قبيل الزيارة، وايضا لوموند وغيرها من المواقع فيما بعد، وهو ما اعتبر لدى "الملكيين أكثر من الملك" عندنا، إساءة "للسيادة و"الرموز والمؤسسات الوطنية"! ويقصد بها رئيس الدولة!. في كل هذا، لم نسمع ردا ولا تنديدا لرئاسة الجمهورية ولم نسمع لا الحكومة ترد ولا تدافع، فيما خلا بعض الأوجه الوزارية التي ركبت موجة"الدفاع عن الرئيس" وكأن الرئيس بحاجة إلى دفاعهم أصلا، مما يبدو أن المسألة فيها قليل من الصدق وكثير من النفاق والتظاهر بحب الرئيس والبلاد.
هذه الزيارة التي لم تثمر سوى مشروعا للمايونيز بعدما عطل سلال مشروع بيجو بسبب الاتفاقية المخزية التي كانت ستجعل من كوندور الجزائرية مجرد ممول لا حق له لا في التسيير ولا الرقابة ! هذه الزيارة "التفقدية" التي أراد منه خلال فالس أن يعيد لفرنسا الجزائر مجانا كما كان الرئيس الفرنسي الهالك فرانسوا متيران قد وعد الأقدام السود بأنه سوف يعيد لهم الجزائر بدون دفع فلس واحد على حد تعبيره! كان هذا في نهاية الثمانينات، واليوم يعاود فالس الكرة لعله يحضى برد الجزائر إلى الجيب الفرنسي كلية لتخرج سوداء من غير بياض! (مع العلم أنها اليوم جزئيا في جيب فرنسا!).
وجدت نفسي بعد هذه الزيارة وما صاحبها من قول وعمل، أدخل إلى ديوان رئيس الحكومة الفرنسي لأجده رفقة مستشاريه وبعض وزرائه وهم مجتمعون لتقييم الزيارة  الأخيرة إلى الجزائر: سمعت ورأيت من خلف الستار فالس يقول لوزرائه: أعطينا لهم عظما يكددونه! أتركوهم يلهثون وراء من سرب لنا صورة الرئيس وهو على هذا الوضع، مع العلم أنهم هم من وضعوه وأجلسوه على الكرسي دقيقة قبل دخولي عليه. ما يهمنا ليست الصورة، لأن الصورة لست أنا من أخذها وإنما أرسلت إلي من طرف الديوان كما ترسل الصور التذكارية لباقي من يتم استقبالهم من طرف الرئيس . فقد صار نادرا ما يستقبل أحدا، وإذا استقبل أحدا، فهذا يوم تاريخي لهم ولمن يتم استقباله، كما حصل معي. فهناك ترتيبات كبيرة لكي يظهر الرئيس تلفزيونا لبعض الثواني أو صورا له، لهذا صارت صوره لها قيمة عظيمة تباع بثمن! وأنا لما أرسلت إلي صورته، فهذا يعني أنه شرف كبير لي أن حظيت باستقبال الرئيس وأكثر من ذلك أخذت لي صورة تذكارية معه وكأني كنت أمام تحفة نادرة في متحف للنوادر!
فهمت أن الرجل يجيب على سبب نشره للصورة التي قد تعكر صفو العلاقات الفرنسية الجزائرية بالنسبة لهم، هم الذين كانوا يعولون على وضع الجزائر المالي وعلى وضح الرئيس الصحي، لكي يستعيدوا الجزائر بدون دفع سنتيم واحد!
أحدهم، لا أعرف يمات يماه، سمعته يقول: كل المستثمرين المزدوجي الجنسية الذي أخذناهم معنا، هم في الأصل فرنسيين ويعملون لمصالح فرنسا وقد أزحنا من القائمة بعضا ممن شممنا فيهم رائحة البلاد، أي الأصول الجزائرية! لأننا نريد من مستثمرينا أن يكونوا فرنسيين أولا والمصالح الفرنسية هي الأولى وفوق كل اعتبار! مشروع بيجو، يجب أن يتم ونعمل على أن يكون في نفس المكان الذي وقع فيها الجنرال بيجو الاتفاقية مع عبد القادر في تافنة! لنربط تاريخا بين بيجو 1836، وبيجو 2016!
مستشار آخر، راح يقول: رجال الأعمال الجزائريين المتعاملين معنا، قبلوا بشروطنا وكنا على أهبة توقيع الاتفاقية لولا بعض الوشاة الذين أخبروا الرئيس والذي أرسل سلال للتأكد من نص الاتفاقية، فوجد أن بنودها لا تتفق مع المصالح الجزائرية كما قيل، فأراد أن يلغي التوقيع، ثم تم الاتفاق على التأجيل عوض الإلغاء إلى حين مراجعة الاتفاقية. لكن هذه الاتفاقية ستترجم إلى واقع كما نريده، لا كما يردونهم هم! هم في أزمة مالية وضائقة سياسية وصحة الرئيس على المحك وصحة سياسيتنا الخارجية على وشك أن تحقق أهدافها في هذا البلد. بلدنا التاريخي الذي لا نقبل أن يذهب إلى أية جهة أخرى كانت: أمريكية، صينية، تركية أو روسية! نحن أولى بهذا البلد، بلد الحركة وقدماء المحاربين واللفيف وجنودنا المغاوير ومعمرينا الميامين!
هنا لم أتمالك، وقررت أن أخرج من "مغاوري" وعن صمتي والاستماع إليهم من وراء حجاب! كنت قد لبست طاقية الإخفاء التي استعملها من حين لآحر لأقوم بزيارات رسمية سرية  ومهمات من هذا النوع، وقررت أن أخرج عليهم كما فعل سيد

نا يوسف مع نسوة المدينة: لم يرني أحد، لكن سمع الجميع بعد لحظات صوت "البونية" يشرشف! لكمة تتكلم في وجه هذا وأخرى في أنف ذاك! أضرب هذا، فيرد هذا على هذا معتقدا أن هذا قد ضربه بهذا أو هذا يكون قد ضرب هذا بيد هذا! لا أحد كان يرى من أين تأتي اللكمة حتى "تسبط" على أنفه فينقلب على جنبه الأيسر صارخا أو يطير الدم من أنفه وهو يعوي كالجرو الجريح.
كنت قبل ذلك قد أطفأت الكاميرات وقطعت التيار لكي أشبع فيهم ضربا وقرصا وعظا وركلا و"روسية"!
كانوا يتصارخون ويسأل أحدهم الآخر قبل أن تأتيه البونية على شمائله والركلة على أيمانه! البعض يسب الآخر ويلعن له جد أمه لأبيه، والآخر يخرج كلاما من أنفه لا يخرج حتى من المراحيض العمومية الوطنية !
تركتهم يتخبطون في الظلام بعدما صورت الواقعة، وخرجت متخفيا دائما لأخذ أول طائرة إلى البلد، ليستقبلني الرئيس وأخرج بصورة تذكارية معه في أبهى صورة له منذ أن انتخب: كان يبتسم ابتسامة عريضة ، يشع منها نور غريب رمز العزة والكرامة! لكن لا أحد أخرج شيئا عندهم عن الواقعة! فقد سكتوا، بل وتحدثوا عن اجتماع لمجلس الوزراء الناجح في تقييم العلاقات الإستراتجية بين فرنسا والجزائر التي تحسير على أحسن ما يرام! لكني أنا والرئيس كنا نبتسم ونضحك لأننا نعرف ماذا حدث يوم أمس!
وأفيق وقد نلت من الركل والضرب ما أشبعني بسبب عراك زوجتي مع نفسها وكوابيسها  و"تهتريفها" الذي لا ينتهي!
ماي 2016

جمعة خارج الجامع

جمعة خارج الجامع


استجابة لطلب توحيد خطبة الجمعة في كامل مساجد الوطن التي طالبت بها الوزارة الوصية  مؤخرا "مؤسساتها" المسجدية وأئمتها الموظفين، للتنديد بالإرهاب والعنف والدفاع عن الأمن والأمان ومؤسسات الدولة الأمنية، وبعيدا عن حشر خطب الجمعة في "السياسة"، وعملا بحق عدم تسييس المساجد وتحييدها عن الممارسات السياسية، قررت ألا أحشر نفسي في خطاب سياسي رسمي له ما له وعليه ما عليه، جمعت شلة من الشباب البطالين العاطلين عن كل شغل إلا شغل الهدرة والزطلة "والتكيف" مع الوضع القائم! جمعتهم في ساحة صغيرة بالقرب من مستودع خرب، وصعدت فوق "بتية" مازوت مكرفسة الجوانب، استعملتها كمنبر! وما إن صعدت فوقها حتى بدأ "الشطيح والرديح": التمايل شمالا وجنوبا، يمينا وشمالا، وهم يضحكون ويصفقون ويصفرون على إمامهم الذي راح يرقص على تصفيقات وإيقاعات من خلال الضرب وبقرع كل ما كان حولهم: زجاجات جعة، عبوات كوكا فارغة، أحجار، قطع معدنية، قنينات ليموناد فارغة..قبل أن أبسمل وأحمدل وأحوقل وأنا ألف عمامتي التي سقطت من على رأسي عندما هممت الصعود فوق "المنبر" لأقول "الله اكبر"!
كنت أعلم أنهم لا يصلون ولا يعرفون شيئا عن الدين، وكل ما يمكن أن يتقنونه هو حفظ أغاني الراي عن بكرة أبيها وأمها وترديد كلمات أغاني بالإنجليزية لا يفهمون معانيها أصلا! إنما يحفظونها عن ظهر "كلب"، حتى أني استمعت لهم وهم يستمعون إلى أغنية تمجد إسرائيل لمغني أمريكي يهودي لا أعرف أسمه، وعندما سألتهم: أتعرفون ماذا يقول هذا الرجل في آذانكم؟ لا أحد قال نعم، الكل قال: لا نفهم ما يقول! لما قلت لهم إن هذا الرجل الذي كان صوته يشبه صوت المرأة، يشتم العرب والمسلمين لأنه يهودي إسرائيلي أمريكي، نزعوا السماعات التي كانت في آذانهم وراحوا يستمعون إلى وأنا أترجم لهم كلمات الأغنية وهم فاتحين أفواههم وينظرون إلى بعضهم البعض. كنت أردد لهم ما يقول بالإنجليزية التي أتقنها ثم أترجمها لهم بالعربية الفصحى والدارجة ثم بالفرنسية! فتحوا أفواههم وآذانهم وأعينهم ولم يغلقوها حتى نهاية الخطبة! لقد تمكنت من شد انتباههم بهذه الطريقة. بعد ذلك، نزعت العمامة ولبست كاصكيطا ورحت أخطب فيهم، وهم ليس فيهم أحد على وضوء، بل كثير منهم كان مخمورا أو مزطولا، إنما كلهم صاروا يسمعون لي وأنا أخطب فيهم بلغة يفهمونها: مزيجا من الكلام الدارج والفصيح والأحاديث النبوية الشريفة والآيات والأغاني الإنجليزية والفرنسية والراي التي تخدم الموضوع أو لا تخدمه، السلبي منه والإيجابي لكي أضرب لهم الأمثلة بما يفهمونه. عشر دقائق مرت قبل أن أصرخ فيهم: والآن، يا خلا دار جدكم، البلاد في خطر، والدولة والنظام في خطر، النظام بحر على جد والديه، والسلطة لبحر على يمات يماها، والحكومة تدز معاهم، بصح البلاد، الدولة، الوطن، الجزائر، يا محاينكم راها مهددة بالتخريب من طرف عملاء إسرائيل والغرب وأمريكا. إنهم يريدون تخريب هذا الوطن بأيدينا وأيدي الذي كفروا. هذا الإرهاب، هو من صنيعنا نحن، ومن صنيع الغرب واليهود، لولا نحن وممارساتها غير السلمية للحكم، والفقر والفساد، وقلة العدالة والإيمان وقلة الخوف من الله، لما كان اليهود والنصارى يتحالفون ضدنا في كل الأمصار العربية والإسلامية ليسقطوننا الواحد تلو الآخر. نحن من سمح للإرهاب بأن ينمو وللتطرف بأن يولد، والغرب لم يفعل شيئا سوى أنه غذى واستعمل الإرهاب باسم الدين، والدين منه براء، لكي يحطم الدين ويحطم البلدان الإسلامية. انظروا إلى المخدرات، من أين أتت أصلا ومن يصنعها ومن يسوقها لنا ولكم جميعا. أبناؤنا في خطر وبناتها في وضعية أخطر! هل ترضون لأخواتكم وأمهاتكم  أن يكون مصيرهن مصير بنات فرنسا وبنات أمريكا المتبرجات المفضوحات اللباس والأخلاق! (صرخوا كلهم: جامي دولافي! ميزيريا وتحيا الجزائر!).
ثم توقفت لحظة لأنظر إليهم، فبقوا صامتين ينظرون المزيد قبل ا ينطق بعضهم: زيد آالشيخ زيد .. ربي يستيكيك.. ربي يسوفغارديك..!
عندها نطقت: تجارة الجنس تأتي في المرتبة الثانية بعد السلاح في العالم والمخدرات في المرتبة الثالثة. راهم يديروا الدراهم على ظهوركم يا جماعة: الأنترنت تقنية علم، حولناها إلى تقنية فساد وإفساد بسببنا نحن الذين لا نعرف ماذا يريد بنا ولنا الغرب، يريد أن يركعنا ليكون هو الأعلى ويمحو كلمة الدين والإسلام واللغة ويرفع درجة الباطل ويكفر المتدين ويحوله إلى إرهابي! كل هؤلاء الإرهابيين المساكين هم من خريجي هذه المدرسة، مدرسة الكيف والكاشيات والزطلة والهيروين والكوكاين والكيف والإكستا وما نيش عارف جد الراسة نتاع والديهم واش راهم يدرحوا لنا ويرهجوا فينا! كل هؤلاء الانتحاريين يضربوا الإكستا ويعطوهم حبوب مخدرة للعقل والقلب حتى يتحولوا إلى هوايش بدون قلوب وبدون عقول ليقتل الأخ أخاه والابن أمه وأباه، طمعا في جنة مكذوبة عليها وعليهم: المنتحر لا يدخل الجنة أبدا! اتقوا الله! ومستعمل المخدرات، إن مات بها، لا يدخل الجنة لأنه مات بدون عقل! لنخاف الله جميعا! لا أحد فينا على هدى من الله، أنا لست بخيركم ولا أتقاكم، "ما أنا إلا بشر.. عندي قلب ونظر وأنت كلك خطر

.. ما تبقاشي تحقق في لا تقلي لي حتى كلمة..آه أننا أنا...ضد الحكمة وراضي بالقسمة وما كتابش الحب علي" (ورحت أردد على مسامهم كلمة المطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي! الذين استمتعوا بأدائي لأغنيته بصوتي الجهوري..فنسوا أنهم في  "سواديزان" جامع..مجتمعين، وراحوا يغنون معي ويهتفون قبل أن أعود بهم إلى جادة الصواب.
أيها الإخوة، اتقوا الله وتطهروا من الدنس والفجور والفسوق وضعوا ثقتكم في الله وفي أنفسكم وفي بلدكم، وقوموا توضئوا وصولوا، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
ويقوم كلهم بدون استثناء يتهافتون على بيوت الوضوء في المسجد القريب الذي كان إمامه لا يزال يخطب والناس نيام.

وأفيق أنا الآخر وأنا نائم أيضا في خطبة جمعة توحيد الخطاب ضد الإرهاب!
أبريل 2016