Friday, February 22, 2013

عندما "نجحش" بكاء على التعليم!




عندما "نجحش" بكاء على التعليم!

اشتريت جحشا قبل سنتين، وكان عمره شهر واحد، وربيته أحسن تربية..!قمت في ذلك بمجهود فردي غير مسبوق..! أردت أن أنافس وزارة التربية والمنظومة التربوية، وأن أعكس رأي الناس في الحمار المغفل الجاهل "الحمار"!.وأن يجعل الحمار يقرأ ويكتب.. ويجتاز امتحان الباكالوريا في عامين!..
بدأت معه بتعلم الكتابة بأن ربطت له قلما في قائمته الأولى اليمنى..وهذا بعد أن علمته كيف يجلس وكيف ينزع القلم بفمه..ويضعه خلف أذنيه كالنجار!..علمته في شهرين كيف يكتب ويقرأ ما يكتب! أكبر صعوبة وجدتها في النطق! فلقد تعود جينيا أن ينهق..! لكن أنا علمته أن يتكلم! بلغة عربية وفرنسية أيضا! الفرنسية لم يتعلمها بسهولة..أما العربية.. فكان "يطير" فيها! لأنها كما قال لي "لغة قريبة من وسطه البيئي"... أما الفرنسية فقال لي أنه لا يحبها لأنها لغة كلاب العائلة! فالكلاب كما قال هي التي تسمى بأسماء فرنسية ونناديها داخل البيت بكلمات فرنسية! " أنتم تتحدثون مع الكلاب في بيوتكم بالفرنسية.. وأنا لست كلبا.. ولا أريد تعلمها".. هكذا قال لي.. لكني أفهمته بأن الدولة تريد ذلك..فقال لي: أريد أن أتعلم الأمازيغية أولا.. قلت له: والله أنا نفسي أريد ذلك وأشعر بأني حمار لكوني لا أعرف لغتي..! لكني وعدته أن أعلمها له عندما يكبر ويصير حمارا .. أما الآن فالجحش ، عليه أن يحضر للامتحانات...وآخرها الباكالوريا بعد عامين.. (أي هذه السنة)...
تعلم جحشي... الذي أسميته "العاقل"..بعدما اكتشفت أنه أعقل مني ومن كثير ممن هم من جنسي!..اكتشفت أنه يتعلم بسرعة وذكي أكثر مما كنا نتصور ومما ألصقنا به من تهم. برنامج السنوات الابتدائية ابتلعها هو في شهرين بدل سنوات..بل وصحح لي كثيرا من الأخطاء في البرنامج...لاسيما الأخطاء اللغوية والإملائية وحتى التاريخية التي تواجدت في النصوص! في المرحلة المتوسطة.."العاقل" صار "يطير" في الرياضيات والعلوم والفيزياء واللغات والتربية المدنية والدينية..! (وصل به إلى أن صار يفتي إلي في كثير من الأمور الشرعية!..الراجل ولى يصلي!..تصوروا! حمار ويصلي.. فما بالك بالبشر؟ بشر ولا يصلون!..).صار يحدثني في المرحلة الثانوية..خلال منتصف السنة الثانية..عن الفلسفة ويناقشني في أمور لا أنكر أني أجهلها!..عن التوحيد وعن الروح.. والخلق.. وعن النشأة الآخرة,, وعن المسؤولية الجزائية والعقاب والثواب.. والمرجئية وإخوان الصفا.. والمعتزلة ومسألة خلق القرآن..والقضاء والقدر.. والأخلاق والإيمان... وناقش معي فسلفة كانط...وهوبز..وسبينوزا وشوبنهاور..وروسو.. وديكارت..والغزالي .. وابن رشد ومحي الدين بن عربي في التصوف..! الحاصل أني غرقت معه...! شعرت بأني أنا حمار أمام جحش قد بدأ "يتحمر"!.."فجحشت" بالبكاء،! لا لأنه أفحمني في كثير من المسائل، بل لأني توصلت لأن أجعل من الجحش حمار المستقبل.. بفعل المنهجية والبرنامج السهل غير المكثف والمثابرة.. والعمل الميداني..! كما "أجحشت" و"أجحش" هو معي بالبكاء لبكائي"..لكون المنظومة التربوية رفضت أن تدخله المدرسة... بدعوى أنه "حمار" لا يفهم! وبدعوى أن المدرسة لا تريد أن تخرج "أحمرة"... بل تلامذة!..
بدون أن يدخل يوما للمدرسة ..تمكنت من أجعل من الجحش نابغة..! ثم أ"جحشت" بالبكاء ثانية.. عندما قال لي: سيدي.. أشكرك لأنك لم تدخلني  المدرسة..!
وأفيق من نومي وابنتي التي تحضر لامتحان شهادة التعليم المتوسط تقول لي ونحن على شاطئ البحر في هذا اليوم المشمس:بابا.. البحر الأبيض المتوسط..وين جاء ؟

سياسة النفط السياسي



سياسة النفط السياسي

عندما يقول رئيس حكومة، بشحمة ولحمة لسانه "الأعظم" أنه يعلم أنه لكي يستخرج المواطن شهادة ميلاد من بلدية، عليه أن يعطي الرشوة! فهو قد يريد أن يقول للناس الآن بعد أن أصبح "معروضا" وليس عارضا في الحكومة (وليس معارضا بعد!)،أنه لا داعي لأن تفكروا في التغيير، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!. ثم لما يرجع سبب عدم تعرض الجزائر لربيع عربي مماثل لما حدث في بعض البلدان العربية (التي لم تشهد في تاريخيها لا ربيعا ولا خريفا ولا شتاء، سوى صيفا حارا..وهو يعلم أن الربيع العربي سبق كل الربائع!) إلى فضل الله وبوتفليقة وحاسي مسعود، فمعنى هذا أننا أمام خطاب "قدري"! خطاب سياسي متشائم ويائس من التغيير!
فكيف يعجز رئيس حكومة، بما عنده وما يملك من سطوة وسلطة على حل مشكلة "رشوة مقابل وثيقة"، بل وكيف ينجح ويحقق المشروع الوطني ويحقق "برنامج التنمية المستدامة" وبرنامج "فخامة الرئيس" كما يقول، وهو يعلم أنه "يشرك بالله شيئا" عندما يقول "لولا الله وبوتفليقة والنفط"... (لما كنا لنخرج عن دائرة الغضب الشعبي؟).. هذا كلام انتخابي وليس كلاما مسؤولا، قيل أثناء وبعد الحملة "على المحليات" من حيث يعرف أن حزب الإدارة الذي ولد "بشلاغمه" وتزوج يوم مولده وأنجب ثاني يوم من ميلاده (أنجب آلاف الانتماءات الإدارية والانخراطات المخروطية)، سيكون من أكبر الفائزين في المحليات جنبا إلى جنب مع "أبيه من الرضاعة"، لأنه لا يوجد غيرهما في السوق! الأحزاب الأخرى؟ هيئ هيئ!! انتهى بريقها بأن لعقت من نفس القصعة وأكلت من نفس الصحن، وبانت (حوائج) سعاد!، والإدارة صارت وحدها من يتحكم في اللعبة! فسواء انتخبنا أم لم ننتخب، فالفائزون معروفون "فلسا"، والخاسرون معروفون سلفا، لأن القوانين التي نسجت منذ 1991، كان الغرض منها هذا الذي يحدث حاليا: إفقاد الأحزاب "الشعبية" (لاسيما ذات التوجه الديني) شعبيتها بضمها إلى جناح السلطة، أو عزلها عن ممارسة السياسة بقرار سياسي، وتفتيت الكبير منها وتشتيت شملهم وتوزيع دمهم بين القبائل الصغرى والكبرى، حتى لا تقوم لهم قائمة ولا رجل!، وحتى تستوي صور البقر، على صوره لدى الناخب حتى لا يعود المواطن يفرق بين الوكريف والعجل والبقرة الصفراء والذلول!
وهو ما حدث بالفعل، حيث أن المواطن قد استقال من عمل المواطنة ودخل في متاهات البحث عن لقمة العيش بمفرده، مستعينا بالأساليب التي أنتجها من رشوة لقضاء الحوائج الشخصية الفردية، والسرقة والسطو والتحايل على القانون، والتمثيل، عندما صارت ظاهرة "انتحال شخصية فلان وعلان" من أجل الابتزاز، ظاهرة منتشرة بانتشار ظاهرة الرشوة!.هرب المواطن إلى اقتناص الفرص، والعمل على الاستفادة السريعة من أي مشروع باستعمال الأساليب الملتوية وبمفرده دائما، أي دون أن يفكر في العمل الجماعي: لا في إطار جمعوي ولا حزبي ولا نقابي! صار يبحث عن حل لمشاكله بمفرده! وبعدها، لا يعرف ماذا سيحدث له: سجن، موت، قتل، جنون، مرض فجائي من فضيلة ضغط الدم والسكري والفشل الكلوي والتهاب الغدة الدرقية والحرقة المعدية والقولنج..قبل أن يتحول كثير منها إلى داء قاتل سرطاني في كثير من الأحيان!
هذا ما أنتجته سياسة النفط السياسي، التي نعول عليها حتى قبل "ربي"!

رحلة وطنية على الخطوط الأجنبية



رحلة وطنية على الخطوط الأجنبية

وجدت نفسي، أخيرا أفوز بفيزا لفرنسا، بعدما دفعت: 6 آلاف دينار لأجل خدمات الفيزا، و400 دينار مكالمة هاتفية لحجز موعد بالقنصلية، و1000 دينار، فقط لغلاف بريدي لدى شركة تتاجر بالفيزات وترد لك الباسبور، وأنت من تذهب لتستلمه من مقرها الذي لا يبعد إلا بـ50 متر عن القنصلية!). في السابق، كنت أدفع كل 6 أشهر طلب فيزا وكل 6 أشهر يأكلون لي 6 آلاف دينار وألف دينار للغلاف و350 دينار لهاتف الحجز..أنزعها من أفواه أبنائي كما ينتزع الشدق من فم الكلب.
فرحت بأول فوز لي بالفيزا، وبأول زيارة لي لهذا البلد منذ أن خرجت هذه الأخيرة من عندنا في 5 جويلية 1962 ولم تعد! (....لأنها باقية رغم خروجها!... ونحن هم من خرج.. مع أننا نبدو باقين!).
كنت بين السندان والمطرقة/ بين فكي رحى! أرغب في "الحرقة"، خروجا بدون عودة، وأرغب في نفس الوقت بأن أحرق هذه الفيزا ومن تبعها ومن تصدق بها علي! كنت كالمهبول: لا يعرف ماذا يفعل! هل يفرح بالفيزا وبفرنسا التي هو مسافر إليها وهي التي دمرته وآباءه وأجداه صغيرا، أم يبكي ويمزق جواز سفره عند الخروج من مطار باريس!
حتى الطائرة التي أخذتها، كانت الخطوط الفرنسية! لم أكن أرغب في امتطاء اسم فيه "ريحة البلاد والعباد"!.
 بدأت منذ نزولي بالمطار الدولي بالعاصمة بتغيير لغتي! نسيت الفرنسية عند نزولي من الطاكسي! قررت أن أنسى أني جزائري، كما قررت أني لن أكون فرنسيا!
لا أخفي عليكم أن مؤشر بورصة عقلي بدا في التذبذب صعودا وهبوطا منذ أن بدأت إجراءات السفر والركوب.
فقد بقيت واقفا وظهري يؤلمني رغم الحزام الطبي ذي النطاقين الذي كنت أتمنطق به. أضف إلى ذلك التفتيش المزدوج عند وبعد وقبل ولما وحين وقبيل وبعيد ..كل عملية. حتى الباقاج عندنا يعاد التعرف عليه عند النزول من الحافة لامتطاء الطائرة: إجراء أمني لا يوجد أكثر منه تخلفا في العالم، إلا عندنا! ثم تفتش جسديا وحمولة قبيل الطلوع مع أنك قد مررت بعشرة باراجات تفتيش وإعادة التفتيش!
حين أقلعت بنا الطائرة، كنت في غاية النرفزة من فرنسا والجزائر معا! هم من تسببوا لنا في هذه التفتيش ونحن من دفعناهم لكي يفرضوا علينا هذا الإجراء الأمني المخل بالحياء! المذل الكاشف الساتر ..الله يحفظ ويستر.
لهذا قررت أن أنتقم: وكانت إحدى المضيفات هي الضحية الأولى: من أجل كوب ماء، أعدتها 3 مرات بدعوى أنه ليس هذا ما طلبت: جاءت بماء سعيدة فقلت لها: مش هذا هو الماء الذي أشربه في البيت! (فاعتقدت أني لا أشرب إلا "إيفري" فجاءت به فقلت له: ليس هذا! فجاءت بماء معدني فرنسي، فقلت لها .. ولا هذا.. فجاءت بكل أنواع المياه فاخترت أن أشرب عصيرا مدعيا بأن لا يوجد هنا ماء عندكم صالح للشرب (أصلي، صحيح، متعود تاريخيا لا اشرب إلا الماء المالح للشرب!). بعدها، جاء دور مضيف آخر، ركلته وهو يمر متظاهرا أني لم أره، فصرخ على أمه حتى سمعته من علو 12 ألف متر! ولم أعتذر. لست أنا! "سيبا موا"! ثم بعد ذلك جاء نائب القبطان مارا وهو يبتسم في وجوه الناس (إلا في وجهي! أو هكذا بدا لي!)، فضربت له "كوش pied" فجبته مرميا على عجوز فرنسية كانت تشرب عصير برتقال وتأكل ما تبقى من فطور الصباح على متن الرحلة، فزوق لها وما عليها وما وفقها..ما تحتها! حتى صارت، على بياض ثوبها، أشبه بمشحم السيارات النفعية التي لا ينفع معها تصليح!.. ولم أعتذر. وأخيرا، وما إن سمعت المضيفة تطلب من الواقفين أن يعدلوا مقاعدهم ويربطوا أحزمتهم استعدادا لهبوط، حتى فتحت حزامي ووقفت ورحت أقطع الممر من الخلف نحو الأمام، غير آبه بتعليمات المضيفات ولا القبطان! قلت لهم: الفيسي.. الفيسي...باغييني نطرطق هنا؟!. ودخلت المرحاض (بلعاني)، الذي لا يدخله إلا طاقم الرحلة من مضيفات وربابنة وأغلقت الباب والطائرة على علو ألفي متر: قلت لهم: والله لأفرغن بطني اليوم على رؤوسكم.. ولا أعتذر. هكذا لتعلم فرنسا أن ما فعلته بنا لن يذهب هباء منثورا.
عندما أفقت في تلك اللحظ (وليت من أيقظني جاء قبل ذلك ولو بقليل)، كانت الأمور قد "تطفرت": وكان علي ـ لا قدر الله ـ أن أنهض بكل القاذورات الممكنة، مباشرة إلى الحمام..

فريق في الجنة وفريق في.. الجزائر!



فريق في الجنة وفريق في.. الجزائر!

قالها الناخب الوطني خاليلوزيتش: يكاد قلبي أن يتوقف بسبب طموح الجزائريين الزائد! (وقد كان قلبه المنقبض يقول :,,,طموح الجزائريين... الزائد الناقص!).
بالفعل: نحن طموحنا أزيد من إمكانياتنا! وهذه الذهنية أنما ورثناها تاريخيا من أصولنا البربرية العربية الهلالية البدوية التي لا ترضى بالخسارة ولا تقبل إلا بالنجاح ولا تريد إلا أن تكون فوق الكل مهما كان حجمها وقوتها! لا نريد أن نشعر ولا أن نبدو ولا نحس بأننا ضعفاء! فقد كنا دائما شعبا فخورا ممجدا للقوة والحرية والتفوق والأنفة والغيرة (والحسد أيضا)، لم نكن يوما إلا طموحين طموحا يفوق إمكانياتنا المرحلية. هكذا نحن، وعندما لا نتمكن من تحقيق هذا الشعور بالعظمة والقوة وتحقيق الانتصار والنخوة والفوز والكبرياء، نصاب بالجنون، فنتحول إلى شعب يحطم أو محطم (بالكسر)!
نحن لا نرى الضعف فينا بل في الآخرين! نحن لا نخطئ ولا نضعف، بل الآخرون هم الضعفاء! إذا فشلنا في مقابلة، فالسبب حتما سيكون الحكم العنصري أو المدرب الذي لم يعرف ماذا يختار من عناصر ومن تكتيك! نحن نتكتك أكثر من كل مدربي العالم وفقهاء في السياسة وفي الدين وفي العلم وفي الكرة وفي كل الأشياء! هذا طبعنا طبعا! نحن نخطئ!؟ حاشا لله!.. الآخرون هم دائما المخطئون!
ماذا فعلنا مع سعدان؟ أثنينا علينا ثم هاجمناه هجوما شرسا، وتهجمنا عليه! ثم جاء من بعده غيره، ونسينا ما حدث معه وما حدث له معنا! وأعدنا تمجيد سعدان وأسعدنا به وجعلناه قديس كرة القدم الجزائرية بعد ملحمة أم درمان! لكن، سرعان ما أعدنا السيناريو السابق وطالبناه بالرحيل فورا وأقمنا على رأسه الدنيا ولم نقعدها إلى اليوم! لأننا كنا نريد بكل سرعة أن نكون أبطالا... هكذا.. باطل! نريد أن نفتك المراتب الأولى في العالم والمرتبة الأولى في إفريقيا! لأننا كنا دائما نفتخر أيام بومدين وما قبله كوننا سليلي ثورة التحرير وأمجاد نوفمبر وثورات "العرب البربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، بأننا شعب عظيم. هذكذا نحن اليوم: نريد أن ننجح ونتغلب ونفوز.. وبسرعة! لا نريد الانتظار لحظة! هكذا! عقلية النفط والمال و"الكوكوط مينوط"! كن، فيكون! نريد أن نحصل على شيء! بلا شيئ! كاين فلوس! كاين l’importation، حتى اللاعبين، نستوردهم (ألم يقل بوتفليقة في الحملة الانتخابية الأولى فيما أتذكر عندما طلب منه الشباب أن يدعم الفريق الوطني، قائلا: لو كان نجبر فريق يباع بالمال، نشريه؟"). هكذا، أردنا! لأن الاستعجال فينا، وقد سماه خاليلوزيتش "الطموح الزائد""! كل شيء نريده أن يحصل بسرعة! وكأننا نسارع الزمن ونسترجع الوقت الضائع الذي أضعناه في الاقتتال الداخلي على الحكم وعلى توزيع ثروة ريع النفط! لم نفكر يوما أن نبني فريقا وطنيا محليا مطعما بمهارات قليلة من الخارج وهذا لمدة 20 إلى 25 سنة! نريد في 3 أو في سنتين أن نصنع فريقا مؤهلا ولو لمحارب الإرهاب في عين أميناس (أو لم نسميهم "محاربو الصحراء؟). هذا لن يحدث ولو جئنا بكل مدربي العالم مددا.!
علينا أن نكون أكثر تواضعا وأكثر عقلانية وأكثر تعقلا! والمثل يقول : بالرزانة تنباع الصوف! أي بالهدوء وعدم التسرع! ثم أنه في التأني السلامة، وعلينا أن ندع الرجل يعمل، ليس لأنه مدرب جيد، بل لو تركنا سعدان يدرب لمدة 15 سنة أو أكثر، لكانت النتيجة أحسن بعد هذه المدة! ولو جئنا بأقل المدربين خبرة وأعطيناها الوقت الكافي والعناية والمساعدات وعدم التدخل في شؤونه ، لكان أضعف مدرب قد حقق المعجزات! لكن مع عقلية "كلنا مدربون"، من الرئيس إلى الوزير الأول إلى وزير الرياضة ألي روراوة إلى المدربين واللاعبين القدماء إلى معلقي القنوات إلى معلقي راديو.. طروطوار، فلن نقفز شبرا ولن نجد ماء ! لأننا سنحفر كل مرة حفرة لبضعة أمتار فلا نجد ماء، فنردم ما حفرناه لنحفر حفرة أخرى ثم لا نجد ماء ثم نردم ثم نحفر ونبقى نحفر إلى أن يحفر لنا قبرنا! ولا نجد ماء.    يحدث ولو جئنا بكل مدربي العالم لتكوين هذا الفريقفي عين أميناس بوهذا لمدة 20 إلى 25 سنة! ريع النفط! ب أن يدعم الريق الوطني، قا

Tuesday, February 12, 2013

تقشفوا فإني كاشفكم!



تقشفوا فإني كاشفكم!

لم أسمع يوما عن تقشف بدأ من ثراء، ولم أسمع عن ثراء لم يبدأ من تقشف. كما أني لم أسمع بتقشف، يتكشف على البسطاء ويتفرشك فيه الكبار...إلا عندنا في العالم الثالث. السبب؟.. أهل "الفكة" أدرى بشعابها!
قلت في نفسي: التقشف؟.. ولم لا؟.. هذه المسألة ينبغي أن تكون سياسية دائمة وليس قرارات مرحلية واستثنائية ظرفية. كما أن التقشف، لا بد أن يكون عملية هرمية، تبدأ من فوق وتأتي نازلة إلى تحت، وليس العكس! فالكبار هم من يعطون المثال والقدوة، لا من يطالبون بالزيادات في المرتبات وكأنهم أساسا يعملون شيئا! (ما كانش حكومة عندنا، ومع ذلك، الأمور تسير!..دعوها..إنها مأمورة!). فلماذا نوقف مشاريع تبليط الشوارع لهذا السبب؟..وهل فقط التبليط هو من يتسبب في تبذير المال العام؟.. أوليس المال العام مال الشعب ككل؟.. اللهم إلا إذا اعتبرنا الشعب رعية أو أن الشعب أهل ذمة يدفعون الجزية!، وأخذ الجزية يصاحبه إرغامهم على التقشف لترك المال للأسياد، هذا هو التقشف المكشوف. هل لأن تبليط الشوارع "المزفتة" كالزفت!..التي تتسبب في عشرات ومئات الحوادث بسبب الحفر و"الزفت" اللي ماكانش..التي ترغم السيارات على التهرب وتفادي الحفر بالاتجاه نحو الأرصفة، وهروب الراجلين من الأرصفة نحو الشوارع لأن الأرصفة أدهى وأمر من الطرقات!؟..هل لأن الشعب الراجل والراكب في سيارته إن كانت له سيارة أو في حافلته إن وجد كرسيا شاغرا وسائقا لبقا وروسوفور "كووول" الذي لا يوجد! هل لأان العامة هم المستفيد الأول من الطرقات المبلطة والأرصفة المرصوفة، فنبدأ بالتقشف في ما يذهب لصالح العامة، ولا نبدأ بما يذهب للخاصة؟..
أمر مضحك ومبكي أحيانا، عندما نسمع ونرى على الفضائيات العربية مثلا، ملايير الملايير التي تصرف على إشهار تافه، غير لطيف وكله أغاني تافهة (لا أريد أن أتحدث عن الإشهار في قناتها، لأني ساعتها سأقول "أرا..أرا..")، ونصرف ملايير الملايير في الطرب الذي "يضرب" (المخ) أكثر ما يطرب، والمهرجانات و"الفيستي ـ فالات" و"الأشابيع" الثقافية التي لم نشبع منها، والسنوات الاحتفالية والسينما بلا سينما والجهاد بلا مجاهدين..والثقافة بدون مثقفين.. والفن.. بدون فنانين..والملايين من الملايير..وفي هذا الوقت، |نطلب" ونتسول في المساجد كل 15 يوم " يا عباد الله، هذه رخصة الوالي الفلاني تسمح لنا اليوم بجمع الأموال لبناء المسجد الفلاني في البلدية أو القرية الفلانية".(ولا يسمح قانون الولاية والداخلية بجمع الأموال (التسول يعني) إلا لبماء مساجد مرخصة أو لصندوق الزكاة، لا لسبيل الله ولا لعابر سبيل، كل هذا خوفا من أن تذهب هذه الأموال للإرهاب!. في هذا الوقت أيضا، قنوات عربية لا تفتأ تقسم برامجها (مسلسلات عادة) وتفتتها في شكل "ومضات" إشهارية، بل "مسلسلات إشهارية" تدوم كل "ومضة" 15 دقيقة، فيما لا يبث بين الومضة والومضة سوى 6 إلى 8 دقائق من المسلسل ثم يقطع لربع ساعة أخرى للإشهار.. وهكذا، إلى أن يمر على حلقة من مسلسل من فئة 52 دقيقة، ساعتان كاملتان! حتى أنك لا تعرف ولا تتذكر ماذا كنت تشاهد لطول زمن الإشهار وكثرته، وتخصصه في "التسول" لهذا المشروع الخيري العلمي، الصحي، العمراني ..إلخ.
صار التسول في الإعلام العربي (المصري خاصة)، مؤفلما وممسرحا، حتى أنك في إحدى القنوات المصرية، تكاد تقول أنها قناة التسول الإشهاري: لا لغة غير لغة "تبرع" وأعط من مالك، وجزاك الله خيرا، وتصدق، وأحسن وأعط، وزكي، وخذ من مالك، وساهم. دعوات جميلة وخيرية، لكن بالمقابل، عشرات الومضات الإشهارية بالملايير من الجنيهات تصرف بين الومضة التسولية والومضة الثانية للترويج لمشروبات عالمية يعرفها الجميع بدون رواج..أو لمواد تافهة لا تزيد إلا مرضا وسكرا وضغط دم..وكأنها تطلب منك أن تستهلك أكثر لتدخل المستشفى ذاته هذا الذي يجمعون له في الإشهار السابق لإجراء عمليات جراحية للمرضى بالمجان. يعرضون عليك المرض بفلوس، ويقترحون عليك أن تعالج ببلاش! عملية عبثية، لا وجود لها في أنظمة مثل أنظمتنا لا منطق فيها ولا عقل..
الحاصل، دعوني أذهب لأرتاح..كرهت من الصياح!