Saturday, September 29, 2007

كان عقلك فين.. يا صاحب جوزيفين؟!


كان عقلك فين.. يا صاحب جوزيفين؟!


أمام الضجة التي أحدثها هتاف مغني "جوزيفين"..في المغرب،والرد الذي جاء به لتبرير موقفه،وتأكيده على أن جهله هو سبب توريطه في موقف سياسي ،وجدت نفسي أتساءل:لماذا فقط نحن من نتورط في مشاكل من هذا النوع ثم نأتي بعد ذلك لنبررها بكل أشكال الجهل..والأمية.. وكأن الجهل والأمية مبرر لفعل أي شيء.. كما يبرر الشرب في القانون المدني لتخفيف عقوبة الفعل في حالة السكر!رغم أن القانون نفسها يقول أن القانون لا يحمي المغفلين..!
بت أفكر، في المسألة، وكيف أننا صرنا نقفز على الحواجز دون عوائق لنصل إلى السقف مهما كانت العقبات..ولو على جثة المبدأ..لأجد نفسي، أخرج من جسدي..وأصل إلى طنجة والطلياني لا يزال منتشيا بالسهرة التي نظمها أمام مئات المغاربة ..لأدخل عليه بعد "التبريحة" السياسية أمام الجمهور "في خاطر الصحراء المغربية"..
دخلت عليه وهو نائم في فندق بطنجة قبل أن يغادر باجاه فرنسا!..وجدته متعبا ومنتشي..ونائما..! أيقضه دخولي المفاجئ..بعد أن ترك الباب مغلقا بدون مفتاح..! وراح يتحسس من دخل ، فلم ير أحد..في الظلمة قبل أن يسمع صوت سقوط قنينة..لست أدري "نتاعاش"؟؟؟..فنهض مفزعا باتجاه الباب ليفتحها، ربما لينادي أصحاب الفندق..فسمع صوت المفتاح يغلق الباب،ثم بنور المصباح يضيء وأنا أقول له مقلدا عبد الهادي بلخياط : أنا وحدي نضوي لبلاد!..وقف شعره في رأسه، رغم أنه "كان داير الجال"!..وعاد للخلف باتجاه السرير..ليبقى فاتحا فمه لمدة طويلة.. قبل أن أبادره بسؤال : أنت هو الطلياني؟..رد علي: واه.. أنا هو رضا...رضا.. الطالياني..! قلت له:كيف تقول أمام المغاربة "في خاطر الصحراء المغربية"..وأنت تعرف نفسك بأنك جزائري.؟.. قال لي والخوف بعينيه: والله ما كنت عارف بأن المغرب ماعندهش صحراء!.. علاه الصحراء مشي قاع نتاعه؟..قلت له:وعلاه حسبت قاع الناس عندهم صحرا؟..علاش تونس عنده صحراء؟..قال لي: ياه..؟! حتى تونس ماعندهاش صحراء؟.. وليبيا.. عندها صحراء؟.. قلت له: ليبيا هي بذاتها صحراء!..ثم أنت ما تسألش أنت تجاوب وفقط!..رد علي: واه,,واه.. صحة خويا!..بعدة أنت شكون؟.. مخابرات؟..قلت له: تسكت وماتزيدش تتكلم سوى كي نسولك!..كفاش تقول عن الصحراء مغربية وأنت تعرف بللي راه نايض عليها علال وعثمان هذه أكثر من 30 عام!..قال لي: مللي زاديت أنا.. وأنا ماعلاباليش!..وعلاش.؟.. قلت له: قلت لك ماتزيدش تهدر!..تسمع بالبوليزاريو؟ قال لي: واه.. نسمع به..مشي يسكنوا في تندوف؟..واش بهم؟..ربحوا..؟شحال خرجو؟.. قلت له: واقيلا حسبت البوليزاريو..فريق نتاع "فوت"؟..هذه فوتها!!..واش رايك في المغرب؟.. قال لي: دولة الرئيس نتاعها هو الملك الحسن الثاني نصره الله! قلت له: واقيلا راه عندك ديكالاج أورير!..شحال من مرة جيت للمغرب؟.. قال لي: بزاف..! قلت له: وين كنت تروح..؟ عند من كنت تمشي؟..قال لي: نعرف قاع لي كاباريه نتاع كازا ورابا!!..قلت له: ما هي الأحزاب المغربية التي تعرفها أو عنك بها علاقة...؟ حزب الاستقلال؟.. قال لي: واه.. الإستقلال..مليح.. مانعقلش عليه بصح والديا يقولوا عليه..صرا فيه "الفي"..واش من "درابويات" وواش من فريع أنتاع السكاني..الناس استغنات فيه!..قلت له: ربما يخصك "ميز أجور"..واش تعرف على محمد السادس؟.. قال لي: هو خو..محمد الخامس!.. ألا؟؟ راني غلطان؟.. قلت له: لا مراكش غلطان.. أنت بداتك غلطة!
وأفيق وأنا..أنادي زوجتي لتبحث لي عن جواز سفري باتجاه تونس:جوزي فين؟؟... آه... جوازي.... فين؟؟؟

تاحمارت


تاحمارت

بقيت أفكر طويلا في الأصوات "الشابة" التي تطن أصواتها في ألأسواق وفي "أهراس الصيف" المزعجة.. وتزكم الأنوف والآذان من خلال مكبرات صوت السيارات التي تجور الشوارع ليلا ونهارا وقت القيلولة كما وقت "النيمومة"..ومن خلال أصوات الإذاعات المحلية التي صارت تتهافت على الأصوات الجديدة بدون ذوق أحيانا.. ولا خيار ولا اختيار!
فكرت ونجمت كثيرا لكني.. "مانجمتش" نفهم ماذا يحدث.. كيف أن الفن عندنا تحول إلى سيل من الكلام السوقي وموسيقى تلعب دور محسن الصوت أكثر ما تساعد الصوت!..سوى أني عدت إلى تاريخ زمان وبالذات أيام عهد الإذاعة الكولونيالية التي كانت تختار العن الألحان وأصمط الأصوات لكي تنفر بها المستمعين من الفن!
بقييت أفكر لمدة غير قصيرة قبل أن أجد نفسي أمر بجانب بالسوق الشعبي اليومي..فيستوقفني حمار بدون عربة متوقف ومربوط بحبل في موقف الحافلات العمومية..وأمامه كومة من التبن..! تقدمت منه بلطف لأنه كان وقت الأكل!..ورحت أسأله: لماذا أنت متوقف هنا؟.. ألا تعلم أن هذا المكان مخصص للحافلات؟.. هز رأسه ساخرا..كأنما يريد أن يقول لي أني أطرح أسائلة تافهة..فزدت توضيحا للسؤال:هذا المكان غير مخصص لتوقف الحيوانات..أنت هنا تعيق حركة التوقف ونزول وصعود الركاب..أنت مكانك ليس هنا..! لم يستطع أن يقاوم إلحاحي..فأجاب: الحمار اللي كان راكب علي.. هو اللي ربطني هنا..! على بالي بأن هذا المكان "سطاصيونما" أنتيردي!..عييت ما نوخر ونتمنع..بصح مابغاش.. ضربني..وربطني وخلاني بلا ماكلة ولا ماء هذه 6 ساعات.. ولولا المحسنين لكنت مت بالجوع والعطش! قلت له وقد راقني حاله:والحمار اللي كان راكب عليك..أين ذهب..؟قال لي: عنده موعد في الإذاعة.. باش يسجل أغنية!..قلت له: وعلاش ماداكش معاه..؟الإذاعة راها قريبة وهناك يقدر يوجد لك مكان يربطك فيه في الظل..! قال لي: خاف من المنافسة.. وإذا سمعني برنامج" الصوت الذهبي"..وأنا أنهق..يخاف نديله بلاصته..ونفوز بالأسطوانة الذهبية!
قلت له: حرام عليه..واش من أغنية راح يسجل: قال لي: أغنية من تأليفي وألحاني..وقد سرقها مني صاحبي قبل أن أسجلها في ديوان حقوق "التعليف"!..ونسبها لنفسه..! قلت له: أنت فيك العيب.. لماذا لا تفضحه أمام أصدقائه من الحمير وأصدقائك من البشر..مثلي.. فأنا هو الصحفي المخفي واستطيع أن أساعدك! قال لي: ربي جابك.. راه في الأستوديو الآن يسجل.. هذا إذا ما يكون الوقت فات وسجلها باسمه!. قلت له: الوقت لم يفت سأفعل المستحيل... أبق هنا مربوطا وسأعود! قال لي: ما تخافش راني هنا مربوط حتى للمساء..إذا دارولي "صابو"..سلكني!... قلت له: ماشي..أنا عائد بعد لحظات!
ودخلت على المطرب الحمار..وهو يحاول إمضاء عقد باسمه واسم الأغنية.. من كلمات وأداء وتلحين..لأطير الورقة من يديه ويدي الموظف حتى أنهما اعتقدا أن الريح قد أخذها.. قبل أن أصفع معا،المطرب..والموظف، الذي كان يعرف بعد أن أخذ 10 في المائة من مبلغ العقد..وما إن أفاق المطرب الحمار من تأثير الصفعة..حتى صار ينهق عوض أن يغني..وتعطلت لغة الكلام عنده..ولم يعد يعرف غير النهيق..مسكت الميكروفون على المباشر وأفصحت للمستمعين على المباشر عن هوية السارق الذي انتحل شخصية الحمار..بعدما عجز عن تأدية أغنية جميلة..تماشيا مع موضة العصر..
عندما عدت إلى الحمار المربوط بعد ساعة..ماذا أجد؟.. وجدت المطرب الحمار مربوطا إلى عمود بموقف الحافلات..والحمار خلفه مسرحا ينتظرني! قلت لصاحبي الحمار:انتهت المشكلة.. من الآن يمكنك أن تغني وتكتب وتلحن باسمك الخاص..مادام أنه لا فرق بين مطرب وحمار اليوم.. إلا بالعشرة في المائة!
عندما أفقت من نومي..كان كتاب الأديب أحمد رضا حوحو بين يدي وأنا أقرأ قصة المطرب الحمار!

موظفون في محل توظيف


موظفون في محل توظيفوجدت نفسي،أرأس لجنة إعادة النظر في قانون الوظيف العمومي، فقلت في نفسي: ولم لا نعيد النظر في الوظيف أصلا!..وفي العمل أصلا!
ورحت أبحث وأحسب وأقارن وأقترن حتى شعرت بأن "القرينة" سوف "تقوم في رأسي"!..
وجدت أنه من بين مليون ونصف موظف في الوظيف العمومي..(على غرار مليون ونصف شهيد!..لست أدري لماذا هذا التوافق بين الرقمين هل هي مجرد صدفة أم هي حقيقة مطابقة للواقع!). وجدت أنه من هذا العدد، هناك حجم عمل يعادل حجم عمل 15 ألف عامل فقط! ..أي أننا نعمل 10 مرات أقل من المعدل!..لكن، عندما شرعت في حساب المستوى المعيشي، قياسا بمستوى المعايير الأوربية الفرنسية بشكل خاص، وجدت أن الموظف يتقاضى عندنا مرتب 10 مرات أضعف وأن راتب الموظف في فرنسا هو 10 أضعاف مرتب نفس الموظف عندنا!..ثم عدت إلى الحد الأدنى للأجور، فوجدت أن الموظف في فرنسا دائما يتقاضى أجرا قاعديا لا يقل عن ألف أورو.. أي نحو 10 ملايين سنتيم!..معنى هذا، أن الأجر القاعدي عندنا الذي هو في حدود مليون سنتيم، يعادل مائة أورو فقط!..كما أن الأورو يعادل 10 مرات الدينار..
قلت في نفسي: ربما أننا نقارن أنفسنا بفرنسا، فهذا غير معقول.. لنقارن أنفسنا بالجوارين!.. بالمغرب مثلا!..موظف مثل الأستاذ الجامعي بمرتبة بروفيسور، وهي أعلى رتبة،يحصل على مرتب لا يقل عن 3 ألاف أورو.. أي 30 مليون سنتيم (عندنا..؟والله ما يكحل عليها لو عمل حتى 5 أشهر!..). أما في فرنسا وفي بلدان الخليج.. فيحصل ما لا يقل على 7 ألاف يورو.. أي 70 مليون سنتيم!..وقس على ذلك بقية الأصناف!..
عندما قلت هذا الكلام للجنة..التي فيها الوزارات المختلفة..قالوا لي: حنا مش كما المغاربة..المغرب يخدمو!..قلت لهم: صح!.. الأرقام عندنا تقول أن 10 موظفين عندنا يقومون بعمل موظف واحد في فرنسا..مثلا..وهو ما يعني أن الراتب الحالي مناسب.. وهو ما بني عليه منذ 1966. لكن لماذا لا نعمل؟..قالوا لي: لأننا كسالى!... قلت لهم..ولماذا كسالى هنا ، نشطون في الخارج!.. قالوا لي: لأن العمل في الخارج منظم..والزيار..والوقت.. والصرامة! قلت لهم: إذن، المشكل ليس مشكل "جنس بشري" لا يعمل.. وإنما مسألة "سيستام"!.. السيستام لا يعمل!.. نحن مثلا هنا.. كم من شهر ونحن ندرس هذا القانون؟..ما يقارب السنة؟..ماذا فعلنا؟.. لا شيء! وصلنا إلى نتيجة معروفة سلفا: الجزائري لا يعمل!.. مما يجعلنا نرضى بالراتب الحالي!..لكن هل تساءلنا قبل بداية العمل:كم هي ثروات الجزائر..وكم حق المواطن من الركاز الإسلامي؟..أربعة أخماس البترول وباقي الثروات الباطنية من المفروض أن تذهب لجيب المواطن في شكل راتب أما الخمس فيعود للدولة!.. نحن عندنا العكس! أربعة أخماس تذهب لمجموعة قليلة.. فيما يوزع الخمس على الخماسين منا!..المسألة ليست عمل!.. الجزائري ذكي ويعرف مصالحة: إنه يعمل بمقدار ما يخلص!..ولهذا شاعت عبارة يقولها العمال عندنا:" هم يتظاهرون بأنهم يدفعون لنا أجورنا... ونحن نتظاهر بأننا نعمل"! هذه هي المعادلة التي كان يجب أن نفهمها من البداية قبل الشروع في دراسة قانون الوظيف العمومي! كان علينا أن ندرس علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة والتاريخ وكل العلوم الإنسانية..لكي نفهم ذهنية الجزائري الذي نحن نمثل جزء منه!.. إنكم الآن تدرسون المرتبات وفق الشهادة! هذا لم يكن حاصلا قبل هذا القانون.. لأننا كلنا هنا أصحاب الشهادات..لكن .. لا قدر الله لو شكلت اللجنة وفقط من موظفين أميين.. لأعطوا الامتياز للأمية على الشهادة..وأخشى أن يفوز بها رؤساء البلديات وكثير من الموظفين وحتى رؤساء!..
رد علي أحدهم: إذا كنت تقصدني أنا.. فأنا عندي ليسانس بالمراسلة!..قلت له: مانيش عليك..كاين رؤساء دولة! قال لي: قاع داروا دكتوراة..على الأقل فخرية!..وحكموا 13 سنة.. واش فيها؟..كنا خير من اليوم!
لم أجد ما أقول..سوى لأن قلت: أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم..رفعت الجلسة!وأفيق من نومي وأنا أرمي المائدة بين رجلي بكل ما فوقها من حمولة:رفعت الجلسة!(في الحقيقة!... رفع صحن الحريرة حتى للسقف

ضرر "الإضارة"..


ضرر "الإضارة"..


عندما تقف أمام الإدارة العموميةـ تسمع العجب..ولا تكاد تصدق، حتى أنك لتتساءل إن كنا نمارس الصحافة عندنا

طبيعي..! ألاف الأحداث الصغيرة والكبيرة هنا وهنا وفي كل مكان.. نمر عليها، ممسين مصبحين.. كل اليوم وكأنها أحداث "نورمال": نورمال المواطن يتمرمد أمام هذا وذاك من الموظف البسيط إلى البواب إلى الشرطي. إلى العساس..إلى "الفام دي ميناج"..إلى المسؤول !..
اليوم، وبالصدفة، وما إن سمعت خارج مكتب إحدى الإدارات المحلية أحد المواطنين (كبير السن.. كان يبدو في الخمسين ..)..وهو يسب ويشتم كل من هب ودب..حتى اقتربت منه متسائلا: الحاج.. واش كاين ؟..مالك؟..ماذا قالوا لك؟؟ لم يرغب أن يكلمني.. في الحقيقة لم يكن لديه وقت لكي يكلمني.. كان مفتونا في السب والشتم.. وهو"اللهم إنه صائم"!!..ويكفر.. ويطيح الكلام (ولا يلم ما كان يطيح منه!)..! تركته حتى أفرغ كل ما عنده من قاموس السب الشعبي ومعجم ألفاظ الكفريات والتطياح..بعدما هربت النساء وبعض المحترمين من كبار السن.. ولم يبق إلا من تمكنت أذنه من امتصاص واستيعاب العيب..ومن بعض قليلي الحياء (مثلي).. الذي لا يأبهون لمثل هذا الكلام الصادر عن هذه "الفضائية"..الشعبية!..تركته حتى أفرغ ما في جوفه وتقيأ طنا من الشحن السالبة والموجبة..وبدأ التعب باديا على فمه المزبد..ووجهه المرعد، الغارق في العرق والحمرة والصفرة والسواد!..ثم قلت له:يرحم بوك.. واش كاين؟..ماذا حدث!
الرجل، ما إن قلت له ذلك.. حتى عاود السب من البداية وكأنه لم يقل شيئا في الأول!.. أعاد نشر " أعماله الكاملة".. من جديد! طبعة جديدة ومنقحة ومزيدة!..طبعة ثانية بنفس اللغة وبنفس الأسلوب.. وبنفس الوزن والقافية.. ونفس الصيغ "البغالية" الغوية والأسلوبية.. حتى أنه من كان حولي من قليلي الحياء أنفسهم راحوا يقولون لي: علاه...علاه ؟؟... حتى سكت وعاودت أنت "ديكلانشيته"!.. كان غادي يحبس، عاودت أنت أعطيته "لاشارج".. خليه يفرغ "لاباتري"..درك تطيحله.. ويحبس!..(وهذا ما فعلت!).
بعد نصف ساعة.. بدأ يقول جملة ويستريح دقيقة..ثم بدأ يقول كلمة ويستريح دقيقتين..! ثم بدأ يتكلم تحت أنفه ويكح... ثم بدأ..يكح .. ويتكلم تحت أنفه..ثم بدأ.. يكح فقط!...
بقي يكح ولا يتكلم...قبل أن يتوقف عن الكح!..فاقتربت منه هذه المرة لأقول له: خلاص؟.. كملت؟.. نقدر نعرف واش قالولك؟.. رد علي أخيرا هذه المرة: أولاد الحرام قالوا لي جيبنا الورقة نتاع الانتخابات باش نعطيوك الورقة نتاع الإقامة باش يعطوني باسبور!.. قلت له: واش فيها"..؟ قال لي: جبت لهم ورقة الكهرباء بأني مقيم في نفس العنوان منذ خلق الله آدم ونوح وإبراهيم..فقال لي "الصالوبري"..لا!!..يخصك تبين لنا بللي فوطيت.. وعندك ورقة نتاع فوط!.. قلت له: واش فيها..؟ جيبلهم حتى الرهج! قال لي: ماعنديش الرهج..! أقصد .. ماعنديش بطاقة الناخب!.. أنا عمري ما انتخبت..في حياتي! قلت له: وااااالو.. واااالو؟؟ قال لي: وااااالو!جاميييييي!..قلت له: حتى وقت بومدين؟.. قال لي: وحتى وقت بن بلة!.. قلت له: على الاستقلال ؟..فوطيت؟.. قال لي: كان في عمري 10 سنين.. ولو كان كنت في سن لانتخاب..لأنتخبت ضد!.. قلت له: واش راك تقول؟؟؟؟ قال لي: اللي سمعته!..قلت له: وعلاش ما تنتخبش؟.. قال لي: على من ننتخب؟..يرحم بوك؟..ساكن في براكة مع 12 نفس منذ 65..! الله يخلف على السبنيولي خلا الدار لبويا كان خدام عنده!..أنا مريض وشومور..ومعطوب! قلت له: معطوب الوناس؟..قال لي: معطوب كما الناس! كل الناس راهم معطوبين!..راك تشوف عندي غير يد!.. اليد الأخرى قلعوها لي! قلت له: كنت تسرق؟... قال لي: لو كان طبقوا الشريعة لو كان هذا بنيادم هما اللي قطعولهم يديهم! أنا الماشينة نتاع الوزين هي اللي قطعت لي يدي..وهما زادوا قلعوها لي حتى للكتف!..قلت له: حسبوك لحم!.. قال لي: أضحك أنت أضحك!
تركته لدقائق قبل أن أخرج له بوثيقة الإقامة!
المسألة لم تكن صعبة!: أربع ركلات و3 لكمات..وتكسير مزهرية من طين على رأس الموظف.. ! هذا ماكان!
عندما أفقت من نومي، كنت كسرت فم زوجتي بركلة وهشمت المزهرية وتسبب في خسارة مالية بحجم تعبئتين جيزي من فئة 1200 دينار!

قذيفة "مور طرز"، ضد قاعدة "نيل بورطرز"


قذيفة "مور طرز"، ضد قاعدة "نيل بورطرز"

مرة أخرى، وجدت نفسي مرغما على التفكير في طريقة هؤلاء "المفكرين" الذين يفكرون بالمقلوب عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين..! فكرت مليا وجليا قبل أن أقول في نفسي: إن فكرة الحوار الحضاري.. هي مجرد "هدرة"..وهي في الواقع "حوار هداري"! .. أي .. كلام فارغ.. لأن الغرب يعتقد أنه مركز الكون والعالم وأن كل الحضارات الأخرى ما هي إلا أجسام فضائية تسبح في فلككم..وكل كائن لا يسبح في كونهم.. أي لا يسبح بهم.. هو عدو ومستهدف إعلاميا، ثقافيا..إيديولوجيا.. وأخيرا..سياسيا ثم عسكريا!..
بت "على الطوى" (لأني لم أكل أمس شيئا.. مادام أن كل من في البيت في عطلة إلا أنا.. العاطل عن العطلة..حتى أني نسيت أن أحضر "الطاوة"!.. فبت.. عليها!!..)، وأنا أفكر في أمر تصريح للصرصور الأمريكي.. نيل بورتز..الذي يشتغل صرصورا بإحدى الإذاعات الأمريكية..لأجد نفسي أخرج من جلدي وجسدي,,وأصل قبل أن يرتد إلي طرفي إلى أطلنطا. لأدخل عليه وهو على الهواء مباشرة في برنامجه الذي تهجم فيه على المسلمين وعلى صومهم رمضان باعتبارهم مثل الصراصير لا يأكلون إلا ليلا في هذا الشهر!..
دخلت عليه، وأنا في حالة لا تلبس باللباس المادي..إي مجرد هالة وطاقة مغناطيسية ذات ذبذبات عالية لا يمكن للعين ولا للحواس رصدها..دخلت عليه في اللحظة التي دخل فيها أحد التقنيين لتعديل وضع الميكروفون..ذلك أنه يصعب فتح باب الأستوديو..أثناء المباشر. بقيت في مكتبي أسمع لما يحدث ويحصل من ترتيبات أولية..فهمت من خلال الإشارات والإيماءات أنها تتعلق بالإسلام هذه المرة أيضا..فأخذت حذري..واقتربت من المذيع دون أن يشعر..! أعطي الضوء الأحمر.. ثم الأخضر.. وشرع المذيع في التقريع والتجريح من أول كلمة..! لم أتركه يكمل..! مسكت إبرة ووخزته بها في المؤخرة.. حتى دخلت كاملة..فصرخ.. وبقي يصرخ.. قبل أن يوقف لتقنيون البث ويتدخلون مع الإسعاف للنظر في الأمر.. بقيت هناك أضحك وهم يخرجون له الإبرة من "قاعدته".. قبل أن يقول له أحدهم: المرة القادمة.. قبل أن تتحدث.. أمامك.. أنظر خلفك!..
قدمت بعد الأدوية المهدئة.. وفضل البقاء لإنهاء برنامجه (لم يكن حتى قد بدأ.. فكيف سينتهي !.. ؟؟).. وما إن راح يعتذر ويكذب على الجمهور بأنه جلس على آلة حادة مما سبب له إزعاجا..حتى أدخلت له في "الضفة" الأخرى من نهر الأردن..دبوسا بطول 5 سنتم!.. ارتفع صراخه أكثر من المرة الأولى..وراح يتوغ ويصرخ كمن ينبح.. بل صار في الأخير ينبح ويعوي كالجرو..! قطع البث وتدخل الجميع بمن فيهم الحرس والشرطة هذه المرة..مما أجبرني على ترك المكان لحظة..
اعتذر أحد المذيعين عن هذا الحدث الخارج عن نطاقهم..وواعدهم بأن المذيع سيواصل برنامجه فور عودته من المستشفى بسبب وعكة صحية!..وراح المذيع يذكر بمحتوى برنامج نيل الذي لم ينل غير السخط الإسلامي..! كنت وقتها قد عدت للأستوديو..لأسمع المذيع الثاني يعيد كلام نفس عبارات الصراصير والكلام الذي تفوه به سابقه..ووقتها.. لم أجد دبوسا ولا إبرة.. لكي أدخلها في "مقعده" هو الآخر... غير "فرشيطة"!..غرستها في إحدى ضفتي "قاعدته النضالية"..ليعلو صراخه..وتحدث جلبة وفوضى في الأستوديو.. خرجت منه سالما..ضاحكا.. خاصة لما سمعت أن الإدارة قررت التحقيق في أسباب هذه الحوادث التي أذهلت الجميع منذ أن شرع هذا هذا الصرصور في سب الإسلام المنصور!..وتوقيف كل البرامج المعادية للإسلام..واحتمال طرد من تسبب في الإطاحة بسمعة الإذاعة..التي أصبحت مثار سخرية وضحك من طرف العام والخاص في أمريكا..
الإعلام الأمريكي الموجه، راح يربط هذه الحادثة بتنظيم القاعدة.. على اعتبار أن الأماكن المستهدفة كلها..وفي كل الحالات كانت "قاعدة" الرجلين!..
تركتهم يتكهنون.. فيما كنت أنا "أتقاعد" بهم..وأنا قاعد في بيتي!.. حيث أنني عندما أفقت من نومي جائعا.. كانت نشرة الأخبار تحكي عن احتمال استهداف القاعدة لبعض الصحفيين العشرة الأصحاب.. الذين استقبلهم بوش بداية أوت..باعتبارهم مجندين في تنظيم القاعدة الأمريكي الذي يترعمة الشيخ خ خ خ. بوش.. والشيخ خ خ ديك تشيني!