Thursday, June 21, 2007

عرس آغيول


عرس آغيول

وجدت نفسي أمام قرار الملكة إليزابيت الثانية ملكة بريطانيا العظمى..تقليد المرتد سلمان رشدي وسام "السير" (الفروسية)، الذي لا يمنع إلا لكبار الضباط والشخصيات التي خدمت التاج البريطاني بإخلاص وتفان ..وتزامنا مع إعلانات جمعية علماء المسلمين بباكستان بن لادن "سفا للإسلام"..وجدت نفسي، لا أعرف مذا أقول ولا بماذا أرد..! شعرت بحنق كبير يشد بلعومي وقصبتي الهوائية..حتى أني لم اعد أستطيع أن أتتنفس..لأجد نفسي مغميا علي ..كمن دخل في سباة عميق..بعدها، وجدت نفسي أدخل بلا مقدمات
على الملكة إليزابت (طايلور؟..) وهي لابسة، على رذالة العمر.."طايور".. تمشي معتمدة على عكازة..في بهو الجناح الملكي..! قلت في نفسي: لأتركنها اليوم تقضي حوائجها على نفسها من الخوف..
لبست بذلة ولحية وعمامة، وتشبهت ببن لادن..ودخلت عليها، عندما كانت وحدها تسمع في هدوء لسنفونية بيتهوفن الخامسة!.. ناديتها أولا من ورائها: أيتها العجوز الشمطاء..التي هي أقرب إلى العمياء من الخرساء..ومن الحية الرقطاء.. التي لا تزال تسعى..وتمتهن السياسية الخرقاء!..
التفتت يمينا وشمالا حتى كاد الدوار أن يغشاه ..فراحت تتمتم تحت أنفها الطويل المعقوف كقرن الكركدن..فقلت لها: أنا هنا..جئت لأسلك سؤالا عن "السير" سلمان رشدي المجنون..كيف تجرأت وقلدت هذا المأفون وساما "الفروسية" ؟؟ أليس من العيب والعار عليك أن تؤويه مملكتك وتحميه..ثم تشجعه وتثني عليه..وتبصقين في وجه كل من يقول لا إلاه إلا الله محمدا رسول الله بهذه الفعلة المخزية عوض أن يحاكم على أفعاله الشيطانية؟..
التفتت، فإذا هي أمام "بن لادن" بلحمه وشحمه!..(على الأقل.. كما تصورت هي الأمر!!).. قالت لي وهي ترتعد وتحاول أن تطلب النجدة دون أن تتمكن حتى من النهوض من على الأريكة التي كانت تجلس عليها..: أنت.. بن...بن...بن...!! قلت لها: هاهاهاهاها.. أنا مش بن..أنا ..قهوة.. محمصة..! أنا كابوتشينو مكرمصة.. أنا حريرة مخصصة.. أنا جرعة آسيد..مغصصة..!! أنا بن لادن..سيف الإسلام..من تموشنت إلى عدن..جئتك لأجعلك تفعلينها..في أولويز..قبل أن تسافرين إلى مقاطعة الويلز..على متن البريتيش إيرويز!..كما كان مبرمجا لك.."بفيور فيو ديز"!..
العجوز، سكتت عن الكلام وعن حتى التمتمة..من فرط الخوف والفزع.. فخفت أن تموت بسكتة قلبية.. (وأنا كنت أريد أن يطول مرضها قبل الموت الصريع..)..فرحت أخفف عنها بأن رحت أرش وجهها بالماء الذي كان يسيل من تحت أقدامها، تحت الأريكة!..حتى أفاقت..فقلت لها: لقد رشيت وجهك ببول..(بريمر)..بحامض البوليك..حتى تعرفين أني ما جئت لا أرضيك ولا لكي أعزيك في ملكك.. وإنما لكي أقول لك.. أن وسام الفروسية التي منحته لحمار..عليك أن تعتذري وتسحبيه وإلا سحبت منك عصارة بطنك..! والله لأتركنك..تفعلين الكبائر في سراولك "الجوطابل" الصغائر..قالت لي: مستعدة.. مستعدة.. لم أكن أرغب أن ذلك..ولم أكن أعرف أن ذلك يزعجكم..! قلت لها: كيف لا يزعجنا أن يمنح لقب فارس لحمار.. ولقب سير.. لأسير؟..قال لي: نعم .. هذا صحيح!.. لكنه بغل..وليس حمارا؟.. قلت لها : كيف عرفت ذلك..؟قالت: لما جئت أقلده النيشان..قلت له من هو أبوك: قال لي: أنا خالي هو العود!.. أي الحصان!.. لهذا قلدته وساما برتبة "الفارس".. لكن بعد أن فكرت فيما قال..عرفت أنه كان يقول أن أباه هو الحمار..ومعنى هذا أنه هو بغل!.. لأن البغل لا يلد..وأن الحمار عندما يزوج مع فرس.. ينجب بغلا أو بغلة..!
عندما أفقت من الغيبوبة..كنت في كامل قوايا البدنية.. لكن العقلية .. لست متأكدا منها..! كنت ادعي أني قابلت ملكة بريطانيا..التي قررت تبديل قرار تسمية سلمان رشدي.. بفارس..إلى تسميته بغلا!


Friday, June 01, 2007

..وزملاءكم من الرضاعة..



..وزملاءكم من الرضاعة..


أمام الفتوى الغريبة التي أثارت سخرية وضحك وغضب الكثير من الغيورين على الدين الإسلامي الحنيف، والمخاوف من أمركة الدين وتهويده كما فعل بنو إسرائيل مع التوراة بغرض إخضاع النصوص والتعاليم الإلهية مع رغباتهم وميولاتهم المادية المنحرفة، وجدت نفسي أدخل على صاحب فتوى رضاعة زملاء العمل،لأجده .. يرضع.. أقصد.. يركع!..كان قائما في المحراب بالمكتب وقد توجه نحو القبلة لتأدية صلاة العصر..! تركته حتى أكمل صلاته،عندها، قلت له دون أن يراني: السلام عليك يا مرضع الزملاء ومحير الخبراء والمخفف عن الغرباء والمسهل على الضعفاء ومنعش الكسحاء ومجري الحليب الأموي في الأمعاء..! التفت باتجاه جنبات المكتب، ولما لم يرني، راح يقرأ الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين وأنا أضحك..وهو يقرأ ويعيد القراءة وأنا أضحك وأعيد الضحك..! طبعا ليس من قراءته.. أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.. بل لطريقة القراءة بدون خشوع!.. بل القراءة رهبة وخشية.. كان يرجف ويرتعد وهو يقرأ.. حتى أنه أخطأ في القراءة، وعوض أن يقرأ..من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه.. قرأ : من ذا الذي يرتع عنده إلا بإذنه..! فصححت له الآية..عندها قلت له: يا شيخ.. أنا لست جنيا.. أنا صحفي مخفي..وها أنذا أظهر وراءك!.. فالتفت، فإذا به أمام رجل وقد حمل سوطا...كرباجا .. يعني..وحجر تيمم..وصاندالا..وهو يقول له: ليس هناك من يسمعني أو يراني غيرك..وعليك أن تجيبني بصراحة عن السؤال التالي: من الذي أوحى إليك بتفجير هذه الفسوة..الضالة التي أضحكت البلاد والعباد..وأبكت الجماعات والأفراد؟.. قال لي:هي مجرد فتوى لا غير!.. قلت له: لكن، ما الذي دفعك لترويجها..؟ قال لي: أنا لم أروج هذه الفتوى،إنما أفتيت بها لنفسي ولشخص آخر في نفس الوضعية مثلي.! لكن الصحافة عممتها!.. قل له: لكن كيف أفتيت لنفسك بجواز ذلك.. وما هي المبررات الشرعية لهكذا فتوى إذا كان كل واحد يحاول أن يفتي لنفسه.. فلا داعي للشرع..ولنترك الأمر للشارع..أي الزنقةّ..! قال لي: أنا لي سكرتيرة جميلة..متحجبة..وبنت ناس طيبين..ومتزوجة..ولها ثلاثة أطفال..!قلت له: وهذا يعطيك الحق لرضاعتها؟..قال لي: بس..هي مريضة..عندها حرارة مرتفعة آوي..ولا تستطيع وضع الحجاب في المكتب..ولما أننا نقضي وقتا طويلا معا في العمل وحدنا..ومرات إلى ساعة متأخرة من الليل،فمن الضروري أن تكون الخلوة والسفور أمرا مشروع..ولهذا أفتيت بجواز رضاعتها خمس رضعات حتى اشبع..لتصبح أما لي..لا يمكنني أن أتزوجها..وبإمكانها أن تعتبرني من المحارم!.. قلت له: قصدك.. أن ستصل والعياذ بالله إلى زنا المحارم؟.. هذا ما قد تصل إليه.. إن لم تكن قد وصلت إليه..وتريد أن يصل إليها كل رجل يعمل مع امرأة عاملة...
لم يجد ما يقول.. وأنا أحمل حجر التيمم بيد والنعالة بيد أخرى..سوى أن قال: خلاص يا بني.. سحبت الفتوى..وطردت السكرتيرة..وجئت بزوجتي..! هويت عليه بالنعالة..وأذقته بضعة عشرة سوطة بالسوط.. وأنا أقول له:هل سبق لك أن رضعت زوجتك؟..قال لي..مطأطأ رأسه: آه..! قلت له: في هذه الحال.. ومن خلال فتواك.. هي حرام عليك.. لأنها أمك من الرضاعة..! ورحت أسعفه بالكرباج..وهو ينادي ويطلب من أن أصلي على النبي وأنا أصلي عليك..واسلم.. وأضرب!
وأفيق من نومي وأنا أوجه لكمتين وركلة و ثلاث صفعات مترادفة لزوجتي التي كانت تغط في نومة عميقة..