Sunday, August 13, 2006

دار حرب



تحولت خلال هذا الشهر إلى إنسان آخر: سريع الإلتهاب، قابل للإشتعال ، كغاز البوطان الذي تنتجه الأوطان ويقسم "ريحا" على "قيادات الأركان"!! صرت لا أطيق سماع صراخ أبنائي ولا "نعيق" زوجتي ولا حتى مواء قطتي!! بالمعنى العام، صرت عصبيا!!
الأحداث التي تتسارع القنوات في تقلها من لبنان (مع نسيان العراق وفلسطين..)،والتي صرنا نتفرج عليعا كما نتفرج على مقابلة في كرة القدم .. لا سيما رؤساء وساسة الدول العربيةـالإسلام؟..أيا!!(أما الشعوب فتتفرج وتلعن وتكفر بالحكومات الأحياء منهم والأموات!!),,
صرت مزاجيا، عصبيا إلى (مسجد) أقصى الحدود.. إلى درجة أني كسرت نصف ممتلكاتي (على قلتها)..من الصحون والكؤوس والسكاكين والملاعق.. لأمد يدي أحيانا إلى حجر التيمم، قذفت به زوجتي التي كانت تمضغ العلكة وتغني أغنية تافهة للشتب خالد..!في الوقت الذي كنت أحترق فيه أمام مشاهد القصف الهمجي على المدنيين في جنوب لبنان وشماله...! أخطأ حجر التيمم الأول والثاني (.. وما أكثر أحجار التيمم في بيتي لأنه لا ماء عندنا طول السنة!)..هدفهما ليصيب الثاني زجاج باب المرحاض حيث كانت جدتي قابعة تتوضأ (بل تستجمر!)، فخرجت من فرط الفزع، عباءتها عند الحزان وسروالها عند القدمين!! (قلت: هذا ما ينفع الحكام العرب حتى يظهروا على حقيقتهم!!)..
أول قضف طال قطتي المدللة!,,كانت القنوات تعرض صور جثث الأطفال وصور الدمار والنار، والقطة: مياو..مياو..مياو..وأنا صابر ومحتسب لله على كل شيئ أراه وأسمعه، بما في ذلك طنين هذه القطة الكلبة!!
نهضت إليها وضربتها بركلة، لو كان أمامي " بارتيز" لما تمكن من مسكها!!..راحت تتقلب في الجو ككيس قطن قبل أن ترتطم على الخزانة، فهوى كل ما كان على رفوفها من كؤوس!!..النتيجة، أنها لم تمت:صاحت صيحة واحدة :ماوووووووو!!! (تسي تونغ!!)..ثم سكتت! (لا شيئ يعلو فوق صوت المعركة!)..لتقوم بعد ثواني تنظف نفسها بعدما تقيأت وابلا أخضر من الجهتين!!,,
أما إبنتي عفاف،فقد راحت تصرخ وتبكي قطتها وتقول لأمها التي كان تعود من عند الجارة بشيئ من ملح الطعام: ماما ماما.. (زمنها جايا!!)..حزب الله قصف كريات شمونة!! (هكذا صاروا يسمونني :حزب الله..فيما صارت الخزانة تلقب كريات شمونة لما أصابها وما ناها بع ذلك من ضرب النعال والصحون الطائرة والملاعق والكؤوس الفارغة!! الحمد لله أنه لم يصب أحد من العائلة بأذى، لكن البيت كان يتحول كل يوم وخلال شهر كامل إلى ساحة قتال!,, آخرها أني صوبت هاتفي المحمول (برا)،لأقذف به (جوا..البحر عليه!!..كان من نوع Nokia 3310 لا يصلح إلا لهذا!!..حتى أنه صار يسمى عندنا بالكاتيوشا!).. قذفت به باتجاه التلفزيون فوقع على الأرض ولم يحصل له شيئ! بالعكس..كان المذريع رأسه مقلوب، يتوجه إلى السقف ويقول:إسرائيل تقول أنها في حالة دفاع عن النفس!!..فقمت لها لهذا المنطق المقلوب لأجهز عليه بمكواة قديمة كانت ابنتي تستعملها "كلعبة منبطحة"!!..لأصبع بدون تلفزيون!
قبل هذا، حوادث وأحداث عاشها "بيتنا الصغير بين العروش"..لعل أهمها ما أصاب الثلاجة عندما قذفتها بصاروخ أمريكي من نوع "كوكا كولا زجاجية"..!..بسبب ترك الإبن الأوسط أو الأكبر لست أدري.. عددهم كبير!! باب الثلاجة مفتوحا بعد أن راح يفتحه متهكما ومازحا أمام إخوته لفراغه من أي شيئ يؤكل!.. كان يأتي من خلف باب الثلاجة ويفتحها ببطط، ثم يدخل رأسه داخلها ويقول لها: السلاك عليكم!! ثم يغلقها!! لكن هذا المره لم يغلقها..فهوى الصاروخ أرض ـبرد..في جوفها للتكلم كما يتكلم انفجار قذيفة حقيقية وينطفئ التيار الكهربائي في البيت كله..ويصرخ الجميع: حزب الله قصف تل أبيب!!
وأفيق من نومي وقد فعلتها حقا!!...
يبدو أني، حتى وأنا نائم.. والناس نيام.. كنت شغال!!!!